عربي ودولي
أحرق متظاهرون برازيليون، دمية تمثال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب العلم الأميركي، تعبيرًا عن غضبهم من فرض رسوم جمركية عقابية على الصادرات البرازيلية، وعقوبات على القاضي الذي يحاكم الرئيس السابق، واعتبروا الخطوة تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للبلاد.
وجرت الوقفة الاحتجاجية أمام القنصلية الأميركية في مدينة ريو دي جانيرو، ورفع المحتجون لافتات تحمل شعارات مثل: "الإمبريالية إلى الأرض، بولسونارو إلى السجن"، و"البرازيل للبرازيليين" تعبيرًا عن رفضهم لما اعتبروه تدخلًا أميركيًا غير مقبول في مسار العدالة داخل بلادهم.
وأعرب المشاركون عن رفضهم لمحاولة الهيمنة الأميركية على بلادهم، معربين عن استعدادهم للدفاع عنها، عبر الضغط الاقتصادي، وفرض العقوبات على الشعب البرازيلي.
وامتدت الاحتجاجات لتشمل مدنًا أخرى مثل برازيليا وساو باولو، في مؤشر واضح على توتر العلاقات بين أكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية والشمالية.
التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والبرازيل يأتي في لحظة حساسة للطرفين؛ إذ تسعى واشنطن لفرض إرادتها في أميركا اللاتينية، بينما يحاول الرئيس لولا تعزيز صورته كمدافع عن الديمقراطية وسيادة القانون.
ومع اقتراب دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ في 6 آب/أغسطس، من المتوقع أن تتّجه العلاقات بين البلدين نحو مزيد من التوتر، ما لم تُتخذ خطوات دبلوماسية عاجلة.
وتأتي هذه التظاهرات، في أعقاب سلسلة من الإجراءات العقابية التي اتّخذتها إدارة ترامب ضدّ البرازيل، بما في ذلك فرض تعرفة جمركية ضخمة بنسبة 50٪ على الصادرات البرازيلية، إضافة إلى عقوبات شخصية ضدّ القاضي ألكسندر دي مورايش، أحد أبرز الشخصيات القضائية في البرازيل، على اعتبار أنّه يضطهد الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الحليف اليميني المتشدد لترامب.
وكان ترامب قد وصف محاكمة بولسونارو بتهمة التخطيط لانقلاب بعد خسارته انتخابات 2022 بأنها "مطاردة سياسية"، واعتبر أنّ العقوبات على القاضي دي مورايش تأتي ردًا على ما وصفه بـ"انتهاك لحقوق الإنسان والمحاكمات الجائرة".
ويخضع بولسونارو لمحاكمة تاريخية قد تصل عقوبتها إلى 40 عامًا، ويواجه قيودًا قانونية صارمة، منها ارتداء سوار إلكتروني ومنع من مغادرة منزله ليلًا أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية مزاعم بمحاولات عرقلة العدالة.