عربي ودولي
أحيا المجتمع الإيزيدي في العراق، الأحد 3 آب/أغسطس 2025، ذكرى فاجعة سنجار التي شنّ فيها تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014 هجومًا واسعًا أدى إلى كارثة إنسانية وحقوقية لا تزال آثارها حاضرة حتى اليوم.
ويذكر أنّ في 3 آب 2014 اجتاح التنظيم الإرهابي القرى الإيزيدية وبدأ بتنفيذ إعدامات جماعية بحق الرجال، دفن البعض منهم أحياءً في مقابر جماعية ما تزال تُكتشف حتى اليوم. أما النساء والأطفال، فقد تعرضوا لأبشع أنواع الاستعباد، حيث تم اختطاف أكثر من 6,000 امرأة وطفل، جرى بيع الكثير منهم في أسواق النخاسة.
أمّا الهاربون فقد لجأوا إلى جبل سنجار، حيث ظل آلاف الأشخاص محاصرين لأيام بلا ماء أو طعام، وتوفي العديد منهم من الجوع والعطش، في مشهد اهتزّ له الضمير العالمي، وإن كان التحرك الفعلي قد جاء متأخرًا.
وما بعد الفاجعة كان أشد إيلاماً، حيث أدى النزوح القسري، والمجازر، والسبي، إلى تفكك النسيج الاجتماعي الإيزيدي، وانهيار آلاف الأسر، فكثير من العوائل ما زالت حتى اليوم مشتتة بين المخيمات في دهوك وشمال سورية ودول المهجر، وسط شعور عام بالخوف وانعدام الأمان.
كما أدّت الحادثة إلى هجرة جماعية، طالت نسبة كبيرة من الإيزيديين إلى أوروبا، ومع تدمير أكثر من 68 مزارًا دينيًا إيزيديًا، ضعفت الهوية الثقافية والدينية لهذه الطائفة التاريخية.
وفي عام 2021، اعترفت الأمم المتحدة رسميًا بأن ما جرى للإيزيديين يُصنّف كـ"إبادة جماعية"، وتبعتها عدة دول أوروبية والعراق نفسه في هذا الاعتراف. ومع ذلك، لا تزال العدالة ناقصة، إذ لم يُحاسب سوى عدد محدود جدًا من عناصر "داعش"، وغالبية الجناة ما زالوا طلقاء أو مجهولي المصير.
وسبق وأن أقرّ البرلمان العراقي قانون الناجيات الإيزيديات، الذي يتضمن تعويضًا ماديًا، ورعاية صحية ونفسية، ودعمًا في التعليم، لكنه يواجه تحديات في التنفيذ وضعفاً في الدعم المؤسسي.