نقاط على الحروف

على وقع اشتداد الضغوط الخارجية والداخلية حول سلاح المقاومة، تستكمل حلقة تفريغ المقاومة من مضمونها وكينونتها، ومحاولة دق أسفين بينها وبين بيئتها لا سيما عوائل الشهداء. آخر هذه الحلقات، الاتكاء على مضمون ما نشر في صحيفة "إسرائيل هيوم"، الصهيونية من ادعاءات كاذبة والعمل على إعادة نشرها على المنصات العربية والمحلية على حدّ سواء. تدّعي الصحيفة أن حزب الله يواجه أزمة مالية حادة، بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله وبعد "انقطاع الدعم الإيراني". وقد "أبلغ" عوائل الشهداء بوقف المستحقات المالية و"حرمانهم" من خدمات الرعاية الصحية والرسوم الدراسية. الصحيفة "الإسرائيلية" ذهبت أبعد من ذلك عندما ادعت أن "حزب الله يواجه تهديدًا بتفكيك بنيته المالية من الداخل". كلام يصب بطبيعة الحال في سياق الحرب النفسية والتهويلية على بيئة المقاومة، ومحاولة تشويه الصورة. مضمون الصحيفة "الإسرائيلية" سرعان ما تلاقى مع مضامين وعناوين بعض الصحافة الأميركية، لتصبّ في نهاية المطاف في وسائل إعلام محلية وعربية، لم تجر أي جهد في سبيل تتبع صدقية الخبر، بل عملت على تضخيمه وتكراره في تقارير إخبارية مختلفة على مدار الساعة، لنصبح في نهاية الأمر أما
الإعلام المحلي ينقل ببغائيًا دون دقيق:
الملاحظ في مسار تبني الرواية الصهيونية أن بعض الإعلام العربي سارع إلى نشرها، منذ أيام قليلة، فيما استفاقت وسائل إعلام محلية على الخبر المفبرك وخصصت له أخيرًا مساحة في تقاريرها الإخبارية. يمكن هنا، العودة إلى تقرير بثته "الجديد" أخيرًا، تحت عنوان: "أزمة مالية تعصف بـحزب الله"؟. اللافت هنا، أن التقرير الذي يمتد على أكثر من دقيقتين، خصص جلّه لنقل السردية "الإسرائيلية" فيما بقيت بضع ثوان لنقل نفي من قبل "مصدر في حزب الله". التقرير يدعي توقف المخصصات المالية لعوائل الشهداء ومن ضمنها المخصصات التعليمية الجامعية ضمن ما وصفه التقرير بـ"الإجراءات التقشفية" التي تطال جميع عوائل الشهداء منذ الثمانينيات حتّى اليوم. يتحدث التقرير عن "انقطاع الخط البري بين إيران والعراق وسورية ولبنان"، وتأثيره على تدفق الأموال، لينشر في نهايته نفيًا قاطعًا لهذه السردية نسبت إلى "مصدر في حزب الله"!. على غرار "الجديد" سارت mtv، التي بثت منذ أيام قليلة تقريرًا إخباريًا بعنوان "أزمة كاش لدى حزب الله". يصب مضمون التقرير في السياق عينه، في ربط لدفع تعويضات ما بعد الحرب "الإسرائيلية" بما يسمّى بـ"الأزمة المالية". يدّعي التقرير أن "حزب الله" يعاني من هذه الأزمة منذ نيسان الماضي، وقد عمد المعدّ إلى ربط استهدافات العدوّ "الإسرائيلي" بهذه الأزمة، عندما اتكأ على ما وصفه بـ"معلومات أمنية" تفيد بأن ""إسرائيل" استهدفت منذ أيام في الجنوب سيارة كانت تنقل أموالًا إلى حزب الله"!. كدليل -حسب التقرير المذكور- على "مراقبة "إسرائيلية" دقيقة لحركة الكاش". اللافت هنا، في هذا التقرير وضمن سياسة دق الإسفين بين المقاومة وبيئتها، الحديث عن ملف إعادة الإعمار، والادّعاء أن "حزب الله" دفع "للمحسوبين عليه دون سواهم".
"مؤسسة الشهيد" في عين الاستهداف:
سياقات الصحيفة "الإسرائيلية" وما تبعها من إعلام غربي حول ما يسمّى بـ"الأزمة المالية" لا يعدّ بالجديد، إذ بدا واضحًا بعد انتهاء الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، التركيز على جانب التمويل لدى المقاومة في ظل الحصار الذي يتعرض له لبنان، أميركيًا على وجه الخصوص. وزاد عليه اليوم، الدخول إلى بيئة المقاومة، ومحاولة الفصل بينهما، عبر نشر الأخبار المفبركة والترويج لها، والتركيز على القنوات المالية وعلى رأسها "القرض الحسن"، وتعويضات إعادة الإعمار، وليس آخرها، الترويج لوقف تمويل الجامعات الخاصة بعوائل الشهداء، والتصويب على "مؤسسة الشهيد"، التي ترعى عوائل الشهداء. نتوقف هنا، عند ما بثته قناة "الحدث" السعودية أخيرًا، ضمن تغطية معنونة: "أزمة حزب الله المالية تطال تعليم أبناء قتلاه في مختلف المعارك". في المضمون، تصف الشبكة السعودية ما يسمّى بـ"الأزمة المالية لدى حزب الله"، بـ"الخبر الذي يفوق ألم الحرب" بتبلغ عوائل الشهداء بـ"وقف المخصصات الجامعية". تستهدف القناة هنا، في هذه التغطية "مؤسسة الشهيد"، وتعود إلى تاريخ تأسيسها، والادّعاء أنها أنشئت لـ"إقناع الشباب بالقتال"، إذ تصف القناة هذه المؤسسة بـ"المصيدة" لـ"شباب حزب الله"، وا