عين على العدو

نشرت صحيفة "ديعوت أحرونوت" تحقيقيًا عن وضع مستوطنة المطلة خلال فصل الصيف وبعد مضيّ أشهر طويلة على عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بحسب الصحيفة، تبدو المطلة في صيف 2025 شوارع مغلقة، محال مقفلة، منازل متضررة أو ببساطة خالية. كل شيء متجمّد. لا أحد يعلم حقًا متى، أو كيف، ستعود الحياة. هذا المكان، الذي كان رمزًا للسياحة الحدودية، والمناظر الخضراء، والتفاؤل الشمالي يقف اليوم مهجورًا، متألمًا، بانتظار معجزة.
ويقول من يعرف بـ"منسّق الأمن" في المستوطنة الشمالية يوسي غلزر: "حاليًا، هناك حوالي 500 شخص في المطلة"، ويضيف "من أصل 2100 نسمة كانوا هنا قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، بقي الآن ربعهم فقط. ويشمل ذلك من لم يغادر أصلًا".
وفي معرض جولته مع الصحيفة في شارع "هريشونيم"، قلب المطلة، يُشير غلزر الى المنازل، والمطاعم، والفنادق. معظمها مغلق، بعضها مهجور، ويصرّح "كل شيء متوقف".
الصحيفة توضح أن فندق Alaska Inn الواقع في المستوطنة أيضًا أُصيب بثلاثة صواريخ مضادّة للدروع، لأن هناك كاميرات في الأعلى، وتبيّن أن العمل جارٍ منذ 4 أشهر لترميمه، لكن السياح غير موجودين.
ووفق الصحيفة، بقية الفنادق الكبيرة: "بيت شالوم"، "فندق المسافرين"، و"سلينا" مغلقة. بعضها ينتظر تعويض الأضرار، وغالبيتها عالقة. حتى مركز "كندا"، الذي كان في السابق مركزًا ترفيهيًا لكل الشمال، مغلق ومسيّج، ولم تبدأ فيه بعد أعمال الترميم بعد إصابته بصاروخ.
غليزر قضى حياته في المطلة. يلفت الى أنه "كان لدينا هنا نحو 450 طالبًا جامعيًا، كانوا يسكنون هنا ويدرسون في كلية "تل حاي". اليوم لا يوجد أحد. كل شيء للإيجار، كل شيء مهجور. الفنادق تعمل بنصف طاقة، وكذلك المركز الطبي ومبنى المجلس. كل شيء في مرحلة انتقالية طالت أكثر من اللازم".
كذلك يقول المستوطنون إن أحد أسباب "التباطؤ" هو أن كلية "تل حاي" لم تعد للعمل بعد. كان الطلاب زبائن وأيضًا يدًا عاملة في المطاعم. من المفترض أن يُعاد فتح الحرم الجامعي في تشرين الأول/أكتوبر المقبل لكن حتى الآن، ما تزال آثار غيابه واضحة. وأيضًا المدرسة الابتدائية في المطلة لن تفتح أبوابها هذا العام. القليل من الطلاب سيتعلمون في كيبوتس "كفار جلعادي"، وهذا أيضًا عامل يعيق عودة "السكان".
يشرح غلزر أن "المنازل التي تمركزت فيها القوات العسكرية تعرضت لأضرار بالنيران والانفجارات. لكن ليس العدو وحده المسؤول عن الدمار"، ويتابع: "40% من الضرر هنا سببه جيشنا. إطلاق نار من الدبابات بين البيوت، وحركة القوات. الدبابات سبّبت دمارًا كبيرًا، لكن لا يمكن إلقاء اللوم. لم تكن هناك خيارات. هذا هو الفيلم الذي عشنا فيه".
كما تبيّن "يديعوت" أنه يمكن ملاحظة الوضع منذ مفترق "كواح" المؤدي إلى المستوطنة. على باب فرع "أرومة" في المركز التجاري، الذي كان يعجّ بالناس سابقًا، علّقت لافتة: "الفرع يعمل بقائمة طعام محدودة حتى الساعة 14:00".
في غياب نتائج ملموسة على الأرض، ينظر مستوطنو "المطلة" المتبقّون إلى المستوطنات المجاورة بغيرة. في المالكية عاد 80% من السكان، وفي "مسغاف عام" نسبة مماثلة، وفي "كيبوتس يفتاح" عاد 90%، وفي كريات شمونة عاد 60 %.
وهنا يقول غلزر "الناس تذوقوا طعم الحياة في "إيلات" و"تل أبيب"، ولا يستعجلون العودة. يجب إعادة الناس الذين كانوا هنا. استعادة الشعور بالأمان. إعادة الحياة. إعطاء سبب للعودة".