عين على العدو

رأت صحيفة "معاريف" أن حكومة الاحتلال تتجاهل التهديد المحتمل في 7 تشرين الاول/أكتوبر القادم: عشرات المستوطنات في الجليل لا تحصل على حزمة الحماية والتحصين، رغم أن السلطات صنّفتها على أنها بلدات "ذات مستوى تهديد عالٍ".
بحسب "معاريف"، الحديث يدور عن 35 مستوطنة تابعة للمجلس الإقليمي "مسغاف" في الجليل، ومعظمها مستعمرات مراقبة – وهي بلدات مجتمعية أُنشئت ضمن خطة حكومة مناحيم بيغن في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. وكان هدف الخطة مزدوجًا: تهويد الجليل ومنع تواصل جغرافي بين البلدات العربية في المنطقة، وترسيخ مفهوم أمني يعتبر الاستيطان في الجليل كقاعدة لإمكانيات دفاعية في حال حدوث انتفاضة عربية.
"معاريف" أشارت الى أن هذه المستوطنات واجهت مرّات عدة تحديات أمنية. المرة الأولى كانت خلال أحداث تشرين الاول 2000: على مدار عدة أيام، قام سكان الجليل بأحداث خطيرة، وقعت معظمها في نطاق المجلس الإقليمي مسغاف. استعدادات الشرطة والدعم الذي قدمه الجيش "الإسرائيلي" حال دون اقتحام المستوطنات. أما الحادثة الثانية فكانت خلال عملية "حارس الأسوار" في عام 2021: حينها أيضًا وقعت العديد من الأحداث ذات الطابع القومي، بما في ذلك إغلاق الطرق المؤدية إلى المستوطنات، إشعال الإطارات، ورشق الحجارة. وفي هذه الحالة أيضًا، منعت الاستعدادات الواسعة للشرطة حدوث اختراق داخل هذه المستوطنات.
ووتابع الصحيفة: "في السنوات الأخيرة، يواجه "السكان" يوميًا أحداثًا مرتبطة بأنشطة ذات طابع قومي، وتشمل بالأساس إشعال النيران في المراعي، والغابات الطبيعية، والأراضي الزراعية".
ويقول داني عبري، رئيس المجلس الإقليمي مسغاف، بصوت مليء بالصراخ والقلق: 'الجميع يدرك أن حادثًا أمنيًا سيقع في إحدى المستوطنات. حقيقة أن ذلك لم يحدث حتى الآن تُعد بمثابة معجزة. نحن نعيش على يقين بأن حدثًا مثل السابع من تشرين الاول سيقع هنا عندنا".
وقد حذّر قبل وقت طويل المجلس الإقليمي من فشل منظومة الحماية ومن غياب رغبة الحكومة في التعامل مع الوضع. حاليًا، تشمل قائمة المستوطنات التي يحق لها الحصول على عناصر الأمن والحماية جميع مستوطنات الضفة الغربية، مستوطنات خط المواجهة، وكذلك مستوطنات خط التماس القريبة من منطقة الضفة. ويقول المسؤولون في المجلس الإقليمي "مسغاف": 'ليس لنا أي مكانة، على الرغم من أن "الدولة" صنّفتنا في السابق كمستوطنات مهددة".
بدورهم، يؤكد سكان المستوطنات أنه من الضروري إنشاء منظومات أمنية تحميهم وتمنع، أو على الأقل تقلّل من إمكانية تنفيذ هجمات، على غرار ما حدث في 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023، ويضيفون "معظم المستوطنات ليست محاطة بسياج على الإطلاق، و"البلدات" التي لديها سياج، فهو سياج قديم، جزئي، فيه ثقوب وأجزاء غير مغلقة. المستوطنات بحاجة إلى سياج محيط ذكي يمكنه الإنذار عند حدوث اختراق أو محاولة "تخريب". من الضروري تغطية المناطق المحيطة بكل بلدة بكاميرات مراقبة، وإنشاء نقاط حراسة، وتوفير إضاءة محيطية، وبناء طرق دوريات حول كل بلدة. بعض المستوطنات لا تمتلك حتى طريق هروب.. هناك "بلدات" لا تملك حتى بوابات على مداخلها".