عين على العدو

قال المحلل العسكري الصهيوني يوسي يهوشع إن "المواجهة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زمير وصلت إلى نقطة الغليان، وذلك في أعقاب الإيجازات التي خرجت مساء أمس (الاثنين) من مكتب رئيس الوزراء، والتي جاء فيها: "نتجه نحو احتلال كامل. وإذا لم يناسب ذلك رئيس الأركان - فليستقل".
وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أضاف يهوشع: "زمير، وهذا أيضًا موقف غالبية قادة الألوية المعنيين، يعارض خطوة من شأنها أن تعرض حياة الأسرى الذين ما يزالون أحياءً للخطر. مصادر في الجيش الإسرائيلي تحذر من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى فقدان كامل لكل الأسرى، الأحياء والأموات، وليس من قبيل الصدفة أن "إسرائيل" امتنعت حتى الآن عن إصدار أمر للجيش بالعمل في عمق مخيمات الوسط وفي مدينة غزة".
وتابع "إذا كان نتنياهو يرغب حقًا في اتخاذ قرار بهذه الدرجة من الدراماتيكية والجدل داخل "المجتمع الإسرائيلي" – احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط – فعليه أن يقف أمام الأمة، ويوضح ما هي الأثمان المتوقعة من حيث حياة الأسرى والجنود الذين سيسقطون، ويُعلن أنه يتحمل كامل المسؤولية، رغم معارضة الجيش "الإسرائيلي"".
من المتوقع اليوم أن يُعقد اجتماع أمني مقلص بمشاركة نتنياهو، رئيس الأركان زمير، وزير الحرب إسرائيل كاتس، الوزير رون ديرمر، ورئيس شعبة العمليات، اللواء ايتسيك كوهين. ومن المرجّح أن يعرض زمير وكوهين في الاجتماع خطط الجيش لاستمرار تطويق مخيمات الوسط واستنزاف حماس في مدينة غزة، من خلال الغارات، والهجمات الجوية، وعمليات الكوماندوز.
ولفت يهوشع الى أن نتنياهو سيطالب بخطط بديلة، تشمل احتلالًا كاملًا للقطاع، بما في ذلك تقدير للجداول الزمنية ومرحلة "تطهير" يُتوقع أن تستغرق وقتًا أطول بكثير، كما حدث في الضفة الغربية، حيث ما يزال مستمرًا حتى اليوم. وأردف "هذه عملية في نهايتها ستنتقل السيطرة على غزة إلى "إسرائيل"، مما يعني حكمًا عسكريًا. وربما هذه هي الخطة التي يرغب فيها نتنياهو".
وبحسب يهوشع، الواقع على الأرض قد تغيّر: حماس نجحت في قلب الطاولة، وجندت المجتمع الدولي ضد "إسرائيل"، وأدت إلى وضع يتمّ فيه تخصيص نصف اليوم تقريبًا لهدن إنسانية، إدخال عدد قياسي من شاحنات المساعدات، بل وإسقاط مواد غذائية من الجو. وفي مثل هذه الظروف، يتساءل المعنيون في الجيش "الإسرائيلي"، كيف يمكن المناورة فعليًا؟ قيادة المنطقة الجنوبية، بقيادة اللواء يانيف عاسور، تجد صعوبة حتى في إنهاء المراحل الأخيرة من العملية الحالية. "إسرائيل" الآن في مأزق استراتيجي هو الأشد منذ اندلاع الحرب. نظريًا، تبدو المعضلة واضحة تحقيق هدفيّن: إعادة الأسرى، والقضاء على حماس. فعليًا، الواقع على الأرض يخلط الأوراق.
وأوضح أن نتنياهو لم يصدر حتى الآن أمرًا للجيش بالاستعداد للاحتلال، بل أجّل النقاش الحاسم في الكابينت حول هذا الموضوع عدة مرات، ورأى أنه لو كان يرغب بذلك حقًا، لكان قد أمر بتجنيد احتياطي إضافي أو بإعادة ألوية نظامية إلى القطاع، لكنه يرغب أولًا في استنفاد مسار التفاوض، الذي ما يزال حاليًا عالقًا.
وختم: ""إسرائيل" تجد صعوبة في اختيار اتجاه واضح: فهي لا تخوض حربًا فعلية، ولا تدير مفاوضات فعّالة، ولا تنجح أيضًا في استعادة الأسرى".