ترجمات

أكد الكاتب الأميركي مايك فريدنبرج أن "إسرائيل" تعرضت لهجومين كبيرين من إيران عام 2024، الأول كان بـ 120 صاروخًا بالستيًا في نيسان/أبريل، والثاني بـ 180صاروخًا بالستيًا بتشرين الأول/أكتوبر، مشيرًا إلى أن هناك تفاصيل إضافية نُشرت في نيسان/أبريل الماضي ومعطيات أخرى، يمكن من خلالها التقدير أنه جرى استخدام 24 صاروخًا من أربعة مدمرات من طراز "Arleigh Burke"، خلال عام 2024، وذلك من أجل تعزيز دفاعات "إسرائيل" ضد الصواريخ البالستية.
وفي دراسة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" حول استنزاف الترسانة الصاروخية الأميركية في الشرق الأوسط منذ أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، استعان الكاتب بتقرير صدر عن البحرية الأميركية حول الصواريخ التي استخدمت بين تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 وأواخر كانون الأول/ديسمبر عام 2024، من أجل تقدير عدد الصواريخ التي استخدمت "للدفاع عن الملاحة ضد حركة أنصار الله" في الأشهر الست الأولى من عام 2025. ووفق تقديرات الكاتب فإن العدد هو 168 صاروخًا من طراز "SM-2" و17 صاروخًا من طراز "SM-3" و112 صاروخًا من طراز "SM-6".
أما عدد الصواريخ التي استخدمت من أجل "الدفاع" عن "إسرائيل" خلال حرب الاثني عشر يومًا مع إيران، استند الكاتب الى فرضية استنزاف "إسرائيل" عدد كبير من صواريخها الاعتراضية خلال عام 2024. ورجح أن يكون هذا ما دفع البحرية الأميركية إلى زيادة عدد مدمراتArleigh" Burke" من أجل الدفاع عن "إسرائيل" من مدمرتين اثنتين في عام 2024 إلى خمس مدمرات في عام 2025. كما افترض أن المدمرات المكلفة بحماية المدن والمنشآت العسكرية كانت تحمل أكثر مما تحمله في العادة من صواريخ قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية من مسافة بعيدة، مثل "SM-3" و"SM-6". وبناء عليه، تحدث عن 30 صاروخ "SM-3" و40 صاروخ "SM-6" على متن كل مدمرة.
وبالتالي، ذكر الكاتب أن البحرية الأميركية استخدمت في المجموع حوالي 130 صاروخ "SM-3" و150صاروخ "SM-6" من أجل الدفاع عن "إسرائيل" في شهر حزيران/يونيو الماضي. كما قدر أن السفن الخمس (المدمرات) أطلقت 100 صاروخ "SM-2" على الأقل للتصدي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية. وقال: "إذا ما أضيف على ذلك الصواريخ التي استخدمت من أجل الدفاع عن "إسرائيل" عام 2024، فإنه جرى وفق التقديرات استخدام 100 صاروخ "SM-2" و142 صاروخ "SM-3" و168 صاروخ "SM-6" من أجل الدفاع عن "إسرائيل" منذ السابع من أكتوبر عام 2023".
وتابع الكاتب أنه إذا ما أضيف إلى ذلك التقديرات حول النزاع في البحر الأحمر حتى حزيران/يونيو عام 2025 الحالي، يكون جرى استخدام 268 صاروخ "SM-2" و159 صاروخ "SM-3" و280 صاروخ "SM-6" في الشرق الأوسط بين شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 ونهاية حزيران/يونيو الماضي.
ترسانة الصواريخ
عقب ذلك، لفت الكاتب إلى تقرير أعدته مؤسسة "Heritage" حول ترسانة الصواريخ انطلاقًا من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، التي كانت عبارة عن 9100 صاروخ "SM-2" و400 صاروخ "SM-3" و1500 صاروخ SM-6"".
وعن عدد صواريخ" SM-2" و"SM-3" و"SM-6" التي أنتجت بين تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 حتى أواخر حزيران/يونيو عام 2025 الحالي، رأى الكاتب أن البنتاغون يركز على تطوير صواريخ "SM-2" التي هي بحوزته، ومواصلة انتاج صواريخ جديدة من نفس هذا الطراز للزبائن الأجانب.
وفي ما يخص إنتاج "SM-3"، لفت إلى ما نشرته مراكز دراسات عن إضافة 51 صاروخًا جديدًا إلى الترسانة في عام 2024، على أن يضاف 71 صاروخًا عام 2025 الحالي و66 صاروخًا جديدًا عام 2026 القادم.
وبالنسبة إلى صواريخ "SM-6"، فقال الكاتب إن معدل الإنتاج السنوي هو 125، وهناك خطط لزيادة الإنتاج المحلي إلى 300 سنويًا مع حلول عام 2028.
وأشار الكاتب إلى أن كل ذلك يعني أن عدد الصواريخ الجديدة التي أنتجت فعليًا للبحرية بين أوائل عام 2024 حتى أواخر حزيران/يونيو الماضي، بلغ صفر بالنسبة إلى صواريخ "SM-2"، و87 بالنسبة إلى "SM-3"، وحاولي 187 صاروخ "SM-6" (إذا ما جرى احتساب الصواريخ التي استخدمت).
وشدد الكاتب على أن ما استهلك في البحر الأحمر من أجل "إسرائيل" قد يعني تقليص ترسانة صواريخ "SM2" بنسبة 3%، وتقليص ترسانة "SM3" بنسبة 33%، وتقليص ترسانة "SM6" بنسبة 17% منذ عام 2024.
ووصف الكاتب هذه الأرقام بالمخيفة، والتي تصبح مخيفة أكثر إذا ما تبين بأن عدد الصواريخ التي استخدمت من أجل الدفاع عن "إسرائيل" في حزيران/يونيو الماضي هو أكثر من التقديرات المذكورة.
التكلفة
كما تحدث الكاتب عن التكلفة، مشيرًا إلى ما نشرته صحيفة "Wall Street Journal" في تشرين الأول/أكتوبر عام 2024 عن أن عدد الصواريخ الاعتراضية التي نشرت منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 تبلغ تكلفتها 1.8 مليار دولار. وقال إن العدد قد يكون مضاعفًا مع حلول نهاية حزيران/يونيو الماضي، نظرًا إلى مستوى النشاط في عام 2025.
كذلك، لفت الكاتب إلى أن احتساب هذه التكاليف فقط لا يكشف عن مشكلة أساسية تواجها البحرية، وهي التكلفة الباهظة لكل صاروخ، مشيرًا في هذا السياق إلى أن تكلفة كل صاروخ من طراز "SM-3" هي بين 12.5 و28.7 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة كل صاروخ "SM-2" ما يزيد عن 2.5 مليون دولار، وتصل تكلفة كل صاروخ "SM-6" إلى 4.3 مليون دولار.
وقال: "قد تستطيع الولايات المتحدة أن تتحمل هذه التكلفة في مواجهة "الحوثيين" (حركة أنصار الله) أو إيران، إلا أن الدخول في مواجهة قوة مثل الصين سيؤدي إلى استخدام الصواريخ بوتيرة تساوي أكثر من ضعف ما استخدم في الشرق الأوسط".
كما أشار إلى أن كل محاولة اعتراض تتطلب صاروخين اثنين على الأقل، وإلى أن إحباط بضعة صواريخ قد يتخطى تكلفته المبلغ المطلوب لشراء طائرة من طراز "F-35"، ما يعني أن الدفاع الصاروخي في مواجهة خصم من القوى الكبرى لا يمكن تحمل تكلفته، مشددًا على أن ذلك يثير القلق بالفعل.