مقالات مختارة

زينة حداد- صحيفة "الأخبار"
وجدت قناة «العربية» السعودية فرصةً «ذهبية» في تحميل «حزب الله» مسؤولية انفجار مخزن الذخيرة في منطقة مجدل زون في وادي زبقين (قضاء صور ــ جنوب لبنان) الذي أدى إلى استشهاد ستة عناصر من الجيش اللبناني.
كان لهذا الخبر وقع أليم على اللبنانيين، وانتشرت صور لـ «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة للحزب وهي تعمل على نقل جثامين الشهداء. لكن الشبكة السعودية، التي تستكمل خطّتها الإعلامية في الفتنة والتحريض على السلم الأهلي، استغلت الحادثة وفتحت هواءها لأبواق الفتنة لتحميل المقاومة المسؤولية.
تاجرت القناة بدماء شهداء الجيش وحوّلت الحادثة إلى ورقة لزرع الفتنة، بالتزامن مع الضغوط التي يتعرض لها لبنان من العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية لتسليم سلاح المقاومة. مع العلم أنّ الجيش اللبناني كان قد استُهدف من قبل العدو خلال الحرب الأخيرة على لبنان، واستشهد منه أكثر من أربعين عنصراً، ولم يُسمع وقتها أي صوت من الإعلام الإبراهيمي.
ومع إعلان خبر استشهاد العسكريين، خرج مراسل «العربية» في بيروت محمود شكر، برسالة أولية قال فيها: «مقتل 6 عناصر من الجيش اللبناني نتيجة خطأ تقني خلال عملية تفريغ قذائف مدفعية بمدينة صور».
لكن لم تمر دقائق حتى فتحت «العربية» هواءها مباشرة لاستقبال سياسيين وإعلاميين محرضين على المقاومة، وتحميل المقاومة اللبنانية مسؤولية الحادثة.
ضيوف على موجة التحريض
بدأت القناة بنشر الأخبار العاجلة، مؤكدة أنّ سيارات الإسعاف تنقل جثامين الجنود خلال عملية تفكيك محتويات مخزن ذخيرة تابع لـ «حزب الله» في قضاء صور. وفي البث المباشر، استقبلت «العربية» محللين غير معروفين أوكلت إليهم مهمات التحريض والتفرقة بين اللبنانيين. وصرّح خالد حمادة، الذي يعرّف عن نفسه بأنه باحث في الشؤون الأمنية والسياسية، بأنّ «انفجار صور جرس إنذار للجيش اللبناني لأنّه مدبر»، معتبراً أن حجة «حزب الله» لم تكن مقنعة بنفض التهم الموجهة إليه بالتفجير.
كما أطّل النائب في البرلمان اللبناني ملحم رياشي في مداخلة حمّل فيها المقاومة المسؤولية، معتبراً أنّ «حزب الله جرّ الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب لبنان».
بدوره، اعتبر النائب في البرلمان اللبناني غسان حاصباني أنّ «حزب الله خلق بيئة تخويف أسهمت في إسكات المعارضين وحمى الفساد وأنتج واقعاً سياسياً أدى إلى انهيار الدولة اللبنانية».