اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي السفارة الإيرانية في بغداد: التصريحات الأميركية دليل واضح على النهج المزعزع للاستقرار

خاص العهد

خاص العهد

جمهور المقاومة يستقبل لاريجاني: دعم إيران ثابت

154

منذ ساعات الصباح، بدت الطريق المؤدية إلى جسر الكوكودي على جادة الإمام الخميني (قدس) أشبه بسيل بشري يتدفق من مختلف المناطق. 

رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، توافدوا حاملين رايات المقاومة وأعلام لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتأكيد موقفهم الداعم للعلاقة مع طهران ورفض أي مساس بسلاح المقاومة.

على طول الطريق، ترددت هتافات مؤيدة للمقاومة وداعميها:  "هيهات منا الذلة"، و"الموت لـ"إسرائيل""، انطلقت الأناشيد الحماسية عبر مكبرات الصوت، فيما ارتفعت التكبيرات كلما علت صور الشهداء وقيادات المقاومة فوق الحشود.

من بين المشاركين، كان الحاج أبو علي الذي حضر من الضاحية، مؤكّدًا أنّ "السلاح الذي ردع الطائرات الإسرائيلية في عزّ العدوان جاء بدعم إيراني، وهذا الدعم جزء من تاريخنا". إلى جانبه، تحدّثت أم محمد القادمة من الجنوب بعينين دامعتين عن "أخوة الدم" التي ربطت المقاومة بإيران، مذكّرة بالدعم العسكري والطبي وإعادة الإعمار، وصولًا إلى إرسال النفط خلال الأزمة الاقتصادية.

في الجهة المقابلة، رفع الشاب حسن لافتة كتب عليها: "سلاح المقاومة كرامتنا"، وقال بثقة إنّ "الحملة على السلاح امتداد للحرب على وجودنا، وأي محاولة لنزعه هي استهداف مباشر لأمننا ومستقبلنا". أما أبو أحمد ، فحمل صورة للشهيد قاسم سليماني وإلى جانبها صورة الإمام الخامنئي، معتبرًا أنّ "هؤلاء وقفوا معنا حين غاب الآخرون، وهم شركاء في الميدان وفي الانتصار".

لم تقتصر المواقف على الجيل الأكبر سنًا، فالشابة سارة من بيروت أوضحت أن دعم إيران شمل مشاريع التعليم والصحة والبنية التحتية، مضيفة: "نحن جيل لمس هذه النتائج، وندرك أن من يريد نزع السلاح يسعى أيضًا لقطع هذا السند". كذلك تحدّث أبو مهدي، مزارع من الجنوب، عن استفادته من مشاريع زراعية مدعومة إيرانيًا، مؤكدًا أن "الدعم لم يكن يومًا مقتصرًا على السلاح".

في موازاة المشهد، انتقد المشاركون تصريحات وزير الخارجية اللبناني التي أعلن فيها عدم استقبال لاريجاني رسميًا. البعض سخر منها، وآخرون عبّروا عن استيائهم، ورأوا أنّ الموقف يعكس ضغوطًا خارجية. أبو حسن علّق قائلًا: "إذا كانت المواقف الرسمية تتحفظ، فإن الشارع يفتح أبوابه للضيوف بلا تردد".

مع وصول الموكب، ارتفعت الهتافات من جديد، لتختصر الرسالة التي أرادها الحاضرون: العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية راسخة، وسلاح المقاومة ليس ورقة للتفاوض. مشهد الكوكودي اليوم أعاد التأكيد أن البندقية التي حمت الأرض ستبقى ما بقي الاحتلال.

لم يكن مشهد الكوكودي صباح اليوم مجرد استقبال لضيف إيراني، بل كان فصلًا جديدًا من فصول المواجهة المفتوحة التي يخوضها جمهور المقاومة في السياسة والإعلام. الجموع التي اصطفت على جانبي الطريق لم تكن فقط تحتفي بمسؤول إيراني، بل كانت تردّ على أصواتٍ محلية وخارجية تحاول، منذ سنوات، تقويض الركيزة الأساسية التي حمت لبنان من مشاريع الاحتلال والتفتيت: سلاح المقاومة.

في لحظة يحاول فيها العدو وأدواته تحويل السلاح إلى عبء، جاء الحشد الشعبي ليؤكد أنه رصيد وطني وأمان استراتيجي، وأن العلاقة مع إيران ليست خاضعة لمواسم السياسة ولا لمزاج العواصم البعيدة، بل هي ثابتة بثبات الدماء التي امتزجت على هذه الأرض.

الكلمات المفتاحية
مشاركة