اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "إسرائيل" ستصادق على مخططات البناء لتقسيم الضفة الغربية

مقالات

الأبعاد الحقيقة لزيارة لاريجاني للبنان والعراق
مقالات

الأبعاد الحقيقة لزيارة لاريجاني للبنان والعراق

236

لا ريب أن زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للمنطقة من البوابة العراقية، ومنها إلى لبنان، للتأكيد على أمرين بارزين، أولهما، حرص الجمهورية الإسلامية في إيران، على دعم المقاومة في المنطقة عمومًا، وفي لبنان خصوصًا، في ضوء الضغوط الأميركية- الخليجية- الصهيونية القصوى على هذا البلد، في محاولةٍ للتخلص من سلاح المقاومة فيه. بالتالي تحمل الزيارة رسالةً للأميركين وجميع ملحقاتهم، أن "طهران لن تتراجع عن دعم حق لبنان، في تحرير أرضه، وحماية حدوده من خطر الاحتلال الصهيوني". 

 أما الأمر الثاني، فهو تأكيد الحضور الإيراني الوازن والفاعل، في "عملية الشرق الأوسط الجديد"، التي تجريها الإدارة الأميركية راهنًا. فلا ريب أن إيران دولة إقليمية مؤثرة في "الشرق الأوسط" وسواه، وهي وحدها دون سواها، التي نجحت في تحقيق الردع، أمام تمادي العدو "الإسرائيلي"، في هذه المنطقة.

 أي أن الجمهورية الإسلامية شكلّت عنصر توازنٍ حقيقيٍ في "الشرق الأوسط"، فهذا التوازن وذاك الردع يناسبان في مكان ما، بعض الجهات الخارجية، التي تريد ضمنًا، الحد من تمادي العدو "الإسرائيلي" في هذه المنطقة، وذلك ليس كرمى لعيون الفلسطنيين واللبنانيين وسواهم، بل خدمةً لبعض المصالح السياسية والاقتصادية الغربية في المنطقة، كمحاولة تمرير واشنطن لخط سكك الحديد بين الهند وحيفا، مرورًا بالمملكة السعودية، لمواجهة "طريق الحرير"، أو "الحزام والطريق الصيني"، برأي مرجع دبلوماسي عربي مخضرم.

 ويلفت المرجع إلى أن "تمرير "خط الهند- حيفا" في السعودية، يتطلب "تطبيع علاقاتها مع الكيان الغاصب، فالأولى ترفض ذلك، قبل قيام "دولة فلسطينية"، على قاعدة "حل الدولتين"، الأمر الذي  يرفضه الكيان، هذا على سبيل المثال، لا الحصر". 

 ويختم المرجع العربي بالقول: "إن تمادي الكيان الصهيوني الوحشي، كما هو الحال في فلسطين ولبنان، يتطلب ردعًا، لم تحققه إلا إيران، التي أمطرت سماء الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيّرات، في وقتٍ عجزت فيه أنظمة دفاع حلف "الناتو" عن صد الهجوم الإيراني، في الأشهر الفائتة، إثر العدوان الصهيوني- الأميركي الأخير على الجمهورية الإسلامية"، ودائمًا برأي المرجع.

وبعدما أثبتت إيران حضورها العسكري القوي في المنطقة، إثر نجاحها في دك عمق الكيان، ودفع الجيش الأميركي إلى إخلاء قواعده العسكرية في الخليج، حتمًا ستكون حاضرةً بفاعليةٍ في أي "تركيبةٍ جديدةٍ" في المنطقة، في المرحلة المقبلة، كجمهوريةٍ إسلاميةٍ قويةٍ ومعتدلةٍ وغير متطرفةٍ.

إذًا، لزيارة لاريجاني بعد إستراتيجي، أكثر من البعد الأمنيٍ التفصيليٍ. فإيران لن تكون حاضرةً في المشهد الجديد، في الشرق الأوسط فحسب، بل ستكون مشاركةً في رسمه لا محال.

 أكثر من ذلك، "إن الجمهورية الإسلامية ستكون حاضرةً في عملية ولادة "الشرق الأوسط الجديد"، وفقًا للمصطلح الأميركي"، برأي مرجع في العلاقات الدولية. "فإن هذه العملية، هي تحولات، فلا تمر وتتبلور دفعةً واحدةً، فهي ليست مجرد قرارٍ يتخذ، وفي إطار هذه التحولات، ستحاول كل قوةٍ فاعلةٍ إثبات جدارتها، لتعزيز حضورها وتأثيرها الإقليمي، لذا لا يمكن إغفال الدور الإيراني، في هذه المنطقة، إن في العراق، أو اليمن، أو فلسطين، أو سورية، أو لبنان..."، يختم المرجع المذكور أخيرًا. 

ويبدو من خلال متابعة المشهد العام في المنطقة، إن لجهة الضغوط الأميركية- الصهيونية- الخليجية على لبنان، وإن لجهة استمرار المجازر و"القتل على الهوية"، في سورية، على يد جماعة الجولاني الإرهابية، إضافة إلى إمعان العدو الصهيوني في قتل وتجويع أهالي غزّة وأطفالها، يبدو أن هذه المنطقة مقبلة على تجاذباتٍ كبيرةٍ، كونها تقع في منتصف العالم، وتختزن مصادر كبيرة من الطاقة، البترول والغاز، وحديثًا الطاقة الشمسية، التي يمكن استجرارها إلى أوروبا في المستقبل، فكانت هذه المنطقة عبر التاريخ ولا تزال، منطلقًا أسياسيًا للسيطرة على العالم.

الكلمات المفتاحية
مشاركة