اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي لماذا يصبح القتال الخيار الوحيد أمام المقاومة في مواجهة مشروع الإبادة الصهيوني؟

نقاط على الحروف

بين لاريجاني وبرّاك وأورتاغوس: الإعلام اللبناني يكيل بمكيالين
نقاط على الحروف

بين لاريجاني وبرّاك وأورتاغوس: الإعلام اللبناني يكيل بمكيالين

82

أيام قليلة فصلت بين زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، وبين زيارة المبعوثين الأميركيين توماس برّاك ومورغان أورتاغوس. زيارتان اختلف التعاطي الإعلامي بينهما، بل برز تناقض كبير بين تعاطي وسائل إعلامية معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وزائريها وبين الموفدين الأميركيين. هكذا، اختلّ المشهد الإعلامي المحلي تحديدًا، من تصويب وشنّ حملات شعواء على لاريجاني، مقابل لهجة ملطفة ومرحبة بالضيفين الأميركيين. فقد ترافقت زيارة علي لاريجاني أخيرًا، مع حملة إعلامية تحريضية، حملت كمًّا هائلًا من خطاب الكراهية بحق الضيف الإيراني، مقابل إغداق مديح لا مثيل له بحق المبعوثين الأميركيين، وما يمكن أن يحمانه من "مستقبل أبيض" للبنان كما قالت mtv في مقدمة نشرة أخبارها عشية مغادرة الضيفين الأميركيين بيروت. الكيل بمكياليين إعلاميين في ما خص إيران والولايات الأميركية ليس بجديد على المنصات المحلية، التي سبق وأن كالت المديح لمورغان أورتاغوس قبيل إقالتها من منصبها، ونفخت في سيرتها الذاتية، مع أن خطابها في بيروت كان "إسرائيليًا" بامتياز خلال مهامها الرسمية السابقة. 

كيف شُيْطن لاريجاني وشُنت حملات شعواء بحق الجمهورية الإسلامية؟

قبيل أن تطأ قدما علي لاريجاني مطار بيروت، سبقته حملات إعلامية منظمة تحرّض على إيران وتصوب عليه شخصيًا. فمن الادّعاء بأن الحشود التي استقبلته على طريق المطار "ضئيلة"، إلى البلبلة الفارغة التي أحدثها وزير الخارجية "القواتي"، وليس انتهاء بالمطالبة بطرد الضيف الإيراني وكذلك السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. لعلّ البارز بين وسائل الإعلام المحلية قناة mtv، التي تصدّرت هذه الحملة، ووصفت في مقدمة نشرة أخبارها في اليوم الذي حطت فيه طائرة لاريجاني بيروت هذه الزيارة بـ"الوقاحة الإيرانية المعهودة". وتعليقًا على كلام لاريجاني الذي دعم فيه المقاومة، صوّبت القناة سهامها عليه بالقول ساخرة: "من قال للدكتور لاريجاني إننا بحاجة إلى دروسه الوطنية ليسمح لنفسه بإطلاق نظريات الصمود المقاومة على اللبنانيين؟ ألم يكن الأجدر بجمهوريته المقاومة أن تدافع عن نفسها وتقاوم وتمانع عندما قضي على دفاعاتها الجوية؟". وبدل اتهام العدوّ "الإسرائيلي" بارتكاب المجازر بحق اللبنانيين وتهديم بيوتهم، اتّهمت المحطة إيران بـ"القضاء على خيرة شباب لبنان وتدميره". استكملت هذه الحملة على صفحات "نداء الوطن"، التي اتّهمت لاريجاني بأنه يحمل في زيارته "تعزيز انقلاب الحزب على الدولة وشرعنة رفضه تنفيذ قرار الحكومة القاضي بتسليم سلاحه". واتهمت إيران بالمساومة على طاولة المفاوضات مع واشنطن وأوروبا و"استخدام لبنان وقودًا وأرضًا مفتوحة لمغامراتها وتحويله إلى ورقة تفاوض جاهزة للحرق"!. 

 كيف ربطت الزيارتان وكيف تعاطى الإعلام معهما؟

يمكن هنا، العودة إلى mtv، التي جزمت بأن زيارة الموفدين الأميركيين "لا تأتي في سياق بروتوكولي بل على وقع تسريبات كشفت أن واشنطن رفعت منسوب الضغط على لبنان إلى الحد الأقصى". إذًا، هنا اعتراف واضح بالضغوط الأميركية على لبنان والقبول بها دون أي نقاش، والتعاطي معها كأمر واقع مرحب به. وتضيف المحطة في هذا السياق: "حضورهما المشترك رسالة بأن واشنطن تريد الجمع بين الضغط والترهيب". تتكئ المحطة على ما وصفته بـ"المصادر" لتؤكد أن الزيارة الأميركية تأتي "ردًا مباشرًا على زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، للتأكيد أنّ القرار في لبنان لا يُصاغ في طهران". وفي إطار محاولة تثبيتها أن لبنان بات ساحة صراع ونفوذ، قالت المحطة إن "واشنطن تعمّدت برمجة الزيارة بعد أيّام قليلة من زيارة لاريجاني، كإشارة واضحة بأنّ لبنان ساحة تنافس نفوذ مفتوحة، وأنّ واشنطن لن تترك فراغًا لإيران".

مورغان أورتاغوس ومعايير الإعلام اللبناني:

‎منذ تعيين مورغان أورتاغوس مبعوثة أميركية خاصة لمنطقة "الشرق الأوسط"، أغدقت بعض المنصات المحلية المديح لها، وحاولت تثبيت صورة مجمّلة عنها، والاتكاء على مظهرها الخارجي، على الرغم من أنها لم تتوان طيلة زياراتها السابقة إلى بيروت عن التحدث بلهجة "إسرائيلية"، وارتداء خاتم يحمل نجمة "داوود". كلّ هذا السياق، أسقطته هذه المنصات لصالح التغني بمظهرها وسيرتها الذاتية. فقد كان لافتًا خلال زيارة الموفدين الأميركيين إلى بيروت، نشر "الجديد" على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات مقربة من أورتاغوس تظهر ابتسامتها خلال انتظارها زميلها برّاك في القصر الجمهوري. فعلى طريقة الفيديوهات القصيرة نشرت المحطة هذه اللقطات تحت عنوان: "ابتسامة بعد اللقاء.. أورتاغوس النجمة في لبنان مجددًا". هذا التعاطي الإعلامي المشخصن ليس بجديد مع المبعوثة الأميركية، يمكن العودة بالأرشيف إلى شهر شباط/فبراير الماضي تاريخ تعيين أورتاغوس، وقتها عنونت منصات لبنانية وعربية عدة من ضمنها موقع "الكتائب": "حسناء وملكة جمال.. مَن وسيطة ترامب في الشرق الأوسط؟". ولا ننسى حفلات "التفجع" على أورتاغوس حين أعلن عن إقالتها من منصبها في بيروت، وكيف أظهرت هذه المنصات حزنها على هذا الخبر!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة