اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ الخطيب: لتأييد مواقف الرئيس برّي النابعة من حرصه على الوطن

نقاط على الحروف

ليندسي غراهام في الإعلام المعادي: تطبيل لمواقف
نقاط على الحروف

ليندسي غراهام في الإعلام المعادي: تطبيل لمواقف "صقر الكونغرس"

67

حظي السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، باهتمام إعلامي محلي واضح، وأُفردت له بين الوفد الأميركي الذي زار بيروت أخيرًا، مساحات إعلامية للتعريف عن سيرته أو لمديح مواقفه. الرجل الذي دعا مرة إلى استخدام السلاح النووي في غزّة، ها هو يتنطح من على منبر الرئاسة الأولى ويدعو إلى مقارعة "عدو الشعب الإسرائيلي"، أي حزب الله دون أن يلقى أي تعليق أو اعتراض. وعندما يطأ الأراضي الفلسطينية المحتلة، يطلق تهديداته مجددًا، مع التلويح هذه المرة باستخدام ما أسماها بـ"الخطة ب"، أي نزع سلاح المقاومة بالقوّة العسكرية. فكيف تلقف الإعلام المحلي هذا التهديد، وتعاطى معه، لا سيما وأنه نسف في تصريحاته في بيروت فكرة "خطوة بخطوة" عندما دعا إلى نزع السلاح وحيّد العدوّ "الإسرائيلي" من أي التزام بأي اتفاقية خاصة اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في تشرين الثاني الماضي. لم يقتصر الاهتمام الإعلامي على غراهام بل تعداه إلى برّاك الذي بُيّضت صفحته من جديد وأسقطت عنه تهمة إهانة صحافيي القصر الجمهوري.

تصريحات غراهام والمزايدة الإعلامية: 

من السهل لأي مراقب أن يلحظ أوصاف المديح التي تسبق اسم ليندسي غراهام إن كان في الإعلام المحلي أو العربي، بوصفه أحد صقور الكونغرس الأميركي وأكثرهم وضوحًا ووقاحة في التعبير عن السياسة الأميركية في المنطقة. كنا في الأيام الماضية أمام تصريحات أميركية يمكن وصفها بالوقحة والمنحازة إلى العدوّ "الإسرائيلي" أطلقها غراهام من بيروت و"تل أبيب"، تعاطت معها قناة mtv، بزيادة "جرعة" عليها، في تقرير بث في 29 آب تحت عنوان: "بموازاة ما يحضّره الجيش... ما تفاصيل الخطة "ب" بنزع سلاح الحزب"؟. يكنّي التقرير غراهام "بعراب" خطة نزع سلاح المقاومة، ويكيل المديح إليه بوصفه صاحب "دور فاعل في الأمن القومي الأميركي". يزيد التقرير الإخباري هنا، جرعة تصريحات غراهام بأخرى صادرة عن وزير الخارجية السابق مايك بومبيو. استعاد التقرير هنا، مقالة للأخير بعنوان: "كيف يمكن لترامب تخليص لبنان من نفوذ إيران؟". في مضمونه يدعو بومبيو حلفاء الولايات المتحدة الأميركية إلى "تدمير خط إمداد الأسلحة الإيرانية إلى لبنان بشكل منهجي" ويضيف: "كل صاروخ وصاروخ موجّه كلّ قطعة عسكرية تنقل من إيران يجب أن تحدد ويتم القضاء عليها". كلام يعيد تكراره التقرير ليتلاقى مع مضمون تصريحات غراهام. والملاحظ هنا، اختتام التقرير بسؤال حول اقتراب "الحرب الداخلية" كما خطر العدوان "الإسرائيلي"، والملفت أيضًا استخدامه عبارات تلوّح بحرب "إسرائيلية" على لبنان كما حصل في العدوان السابق عندما قال: "الخطة أ" واضحة: تسليم السلاح مقابل الاستثمارات، أما الخطة "ب" فتهديد بأيلول كما سلفه". 

أما على قناة lbci، فعاد بنا التحليل إلى ما بعد 7 أكتوبر واعتبار ما نطق به غراهام ليس بجديد على الإدارة الأميركية والصهيونية على حدّ سواء. إذ ضمن نشرتها الإخبارية في 29 آب، تناولت القناة تصريحات غراهام، ولجأت إلى مديرة مكتب "الشرق" في واشنطن هبة نصر، لتخصص لمداخلتها أكثر من 3 دقائق. نصر أشارت إلى أن هناك أهدافًا اتفق عليها الأميركيون و"الإسرائيليون" بعد أحداث 7 أكتوبر، وأكدت أن خطة "الإسرائيليين" تمركزت على الجبهة الشمالية بداية أكثر من غزّة. واعتبرت أن كلام غراهام اليوم، ليس سوى تذكير من "قبل صقور الكونغرس" بأن "الهدف لا يزال قائمًا" بأن تمنع "إسرائيل" أي تهديد لها من أي دولة محيطة بها. ولم يكن - بحسب نصر - كلامه "مستغربًا" بل هو "أكثر وضوحًا"، بما "سيحصل خلال الأشهر القادمة" قبيل انتخابات الكونغرس النصفية في الخريف القادم، وضرورة "إنهاء الملفات" (أي نزع سلاح المقاومة) قبيل هذا التاريخ خوفًا من "تغيّر خارطة هذا الكونغرس". 

"الكلمة الفصل" الأميركية: 

لعلّ صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، كانت الأكثر تعبيرًا عن تمجيدها لكلام غراهام. يمكن هنا، الركون إلى مقالة منشورة على موقعها الإلكتروني تحت عنوان: "واشنطن تفاجئ لبنان بطلب نزع سلاح حزب الله قبل انسحاب إسرائيل". تلفت فيه الصحيفة إلى أن تصريحات السيناتور الأميركي "المقرب جدًا من الرئيس ترامب"، أتاح له "تظهير موقف الولايات المتحدة على حقيقته بدعوته لنزع سلاح حزب الله قبل انسحاب إسرائيل"، وشكّل الأمر "مفاجأة لدى الرؤساء الثلاثة (..) وللأسباب الكامنة وراء عدم حصوله على جواب من نتنياهو". ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بـ"كلمة الفصل الأميركية" خاصة بعد الجلسة المرتقبة للحكومة اللبنانية في بداية أيلول، و"الوقوف على رأي بنيامين نتنياهو ومدى استعداده للتجاوب والقيام بخطوة مقابل خطوة الحكومة". باختصار، سوّقت الصحيفة لفكرة أن تصريحات غراهام عبّرت بشفافية عن موقف الإدارة الأميركية لتحضير الأرضية لنزع السلاح وانتظار الجلسة الحكومية ليضع الجيش خطته في هذا الشأن والتصرف بعدها على أساس ما تمليه وتريده "إسرائيل"!. 

الانبطاح أمام "الرجل الأبيض":

على غرار غراهام والاهتمام بتلميع سيرته وتكرار مواقفه، كان لافتًا الحملة الشرسة التي تنطح لها سياسيون وإعلاميون معادون للمقاومة، للدفاع عن إهانة المبعوث الأميركي توماس برّاك لصحافيي القصر الرئاسي. وفي نهاية المطاف اعترف الرجل في مقابلة إعلامية بنطقه لعبارة مسيئة بحق الصحافيين وراح يؤوّل معناها، ضاربًا عرض الحائط بالمتنطحين للدفاع عنه وللتخفيف من حجم الإساءة التي وجهّها إلى الصحافيين. ومع ذلك بقيت سيرة الرجل "ناصعة" عند الإعلام المعادي، واستمر بتلميع صورته. يمكن هنا الاستناد إلى مقالة منشورة في صحيفة "نداء الوطن" للكاتب عماد موسى تحت عنوان: "اسكتووووا"، يكيل فيها المديح لبرّاك ويصفه بـ"المستثمر الأميركي المجتهد الطموح والمحبّ والدمث والكيوت". الكاتب الذي أراد السخرية من أهالي الجنوب لاعتراضهم على مجيء برّاك إلى أرضهم، لم ينجح في هذا الأسلوب مقابل امتداحه برّاك وتنصيبه "لبنانيًا زحلاويًا ومنّا وفينا"، ودعوته إياه لتعلم العربية، وفهم اللغة التي يتحدث بها اللبنانيون، مستخدمًا في نهاية المقالة لغة "الأحذية" عندما قال: "الإعلام شو ما قال ما رح يحط غبرة على بوط برّاك"، في سياق انبطاحي واضح للرجل الأبيض، ظنًا منه أن هذا الأسلوب يمكن أن يطال أي منصة من المنصات الداعمة للمقاومة والتي تصدّت لإهانة برّاك، بل بخلاف ذلك دلّت على حجم التذلل للأميركي.

الكلمات المفتاحية
مشاركة