اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي البيان الوزاري حول "حصر السلاح" بين الاحتواء الداخلي والتحديات الإقليمية

مقالات

وعود فخامته وحنكة دولته وحكمة سيادته جنَّبت البلد الانفجار المحتم
مقالات

وعود فخامته وحنكة دولته وحكمة سيادته جنَّبت البلد الانفجار المحتم

217

راهن الخارج البعيد والخارج القريب، وبعض الداخل اللبناني، على خطة الجيش اللبناني أن تكون على ما يصبون إليه وهو الصدام بين الجيش والمقاومة. فجاءت خطة تنفيذ قرار الحكومة غير الميثاقي بسبب انسحاب فريق وازن فيها، مدروسة بحكمة وبصيرة يتمتع بها قائد هذا الجيش الذي رُمِيت كرة النار بين يديه، ليعيدها إلى الحكومة بطريقة جنّبت البلد الانفجار المحتوم، بحيث إنها لم تأتِ على ذكر مهل زمنية وجاءت على خمسِ مراحل تبدأ في جنوب الليطاني مشترطة الانسحاب "الإسرائيلي" ووقف اعتداءات العدو لكي يتمكّن الجيش اللبناني من تنفيذ هذه المرحلة بالكامل لكي ينتقل إلى المرحلة التي تليها. فيكون بذلك أهم شرط للمقاومة قد حصلت عليه.

كما تحدثت الخطة عن حاجة الجيش اللبناني لمعدات وعديد لكي يتمكّن من التنفيذ.

كان قد سبق تقديم هذه الخطة بأيام، اتصالات مكثّفة أدارها دولة الرئيس نبيه بري بحنكة عالية وبتنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية الذي وعد أن لا يكون هناك أي تنفيذ قبل أن تنسحب "إسرائيل" من النقاط المحتلة التي أصبحت سبعًا بدلًا من خمس، وقبل أن توقف اعتداءاتها وخروقاتها.

هذا ما جنّب لبنان فتيل الانفجار الذي لا أحد يعرف إلى أين ممكن أن يصل لو حصل.

إذا قرأنا البيان الذي صدر عن الحكومة اللبنانية مؤخرًا، نرى أن هذا البيان عزز موقفها سياسيًا وديبلوماسيًا أمام المجتمع الدولي، بمعنى أن لبنان نفذ بالكامل ما هو مطلوب منه فعلى "إسرائيل" أن تنفذ ما عليها تنفيذه لكي يتمكّن لبنان من استكمال البنود التي وردت في مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار ومندرجات ورقة توم برّاك، هذه الأخيرة التي أرى أنه يجب تمزيقها ورميها في سلة المهملات لأن السيد برّاك نفسه صرَّح منذ أيام أن "إسرائيل" لم تعد تعترف باتفاقية "سايكس بيكو" وأنها ستتوسع وستضرب حيثما تشاء ومتى تشاء. فهذا يعني أن لبنان مهما قدم من تنازلات فـ"إسرائيل" لن تحترم لا حدودًا دولية -لم تعد تعنيها- ولا اتفاقات ولا قرارات دولية، فما الفائدة من التمسك بورقة برّاك في هذه الحالة؟.

بكل الأحوال فتيل الانفجار تجنبه لبنان والكأس المرة أُبعِدت بفضل وعود فخامة الرئيس وحنكة دولة الرئيس وحكمة سيادة القائد.

طبعًا القرار الذي صدر عن الحكومة مؤخرًا لن يعجب "إسرائيل" ولا بعض الداخل اللبناني اللذَين كانا يراهنان على التصادم فجاء حساب الحقل لا يتطابق مع حساب البيدر.

لا يمكن اعتبار هذا الحدث انتصارًا بقدر ما هو نزع فتيل انفجار وحماية للبنان ككيان كان من الممكن أن يدخل في نفقٍ مجهول النهاية.

على صعيد آخر، وصل إلى لبنان قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كوبر والسيدة مورغان أورتاغوس وتوجها إلى الناقورة لعقد اجتماع مع لجنة "الميكانيزم" التي يترأسها الجنرال الأميركي مايكل ليني وقاموا بجولة بواسطة طوافة تابعة لـ"اليونيفيل" فوق منطقة جنوب الليطاني وننتظر ما سيخرج عن هذا الاجتماع لنتمكّن من معرفة ما هي المرحلة المقبلة بعد ما أعلنته الحكومة اللبنانية مؤخرًا.

هل سنرى تصعيدًا "إسرائيليًا" على الساحة اللبنانية؟ وهذا التصعيد كيف سيكون حجمه؟ وأي مناطق سيطال في حال حصوله؟

الترقب والحذر هما سمة المرحلة المقبلة لتتضح الصورة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة