اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حدود "إسرائيل" الأمنية تلامس أرجاء المنطقة .. هل يدفع نتنياهو ثمناً للفشل في الدوحة؟

نقاط على الحروف

إحداثيات وأرقام حول السلاح : أي خدمة يقدِّمها إعلام الوشاية للعدو
نقاط على الحروف

إحداثيات وأرقام حول السلاح : أي خدمة يقدِّمها إعلام الوشاية للعدو "الإسرائيلي"؟

191

في العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، لعب الإعلام المعادي للمقاومة دوراً سلبياً بل متواطئاً مع العدو الصهيوني. في حرب الـ66 يوماً، برز ما يمكن تسميته بإعلام الوشاية. إعلام يختبىء تحت ستار "المصادر" ليعطي إحداثيات للعدو في ذروة حربه المدّمرة على لبنان. إحداثيات عن وجود السلاح، طاولت المدارس وأماكن اللجوء في العاصمة وخارجها، ووصلت الى الأطقم الإغاثية والصحية، وأوقعت عدداً من الشهداء والجرحى. هذا الأداء الإعلامي المشين يعود اليوم بعد الحرب، لا سيما بعد قرار الحكومة اللبنانية حول ما يسمى "حصر السلاح على جميع الأراضي اللبنانية"، وبعد عرض خطة الجيش على المجلس الوزاري.

صحيح أن خطة الجيش أبقيت سرية، ونشر منها إعلامياً العناوين العريضة، لكن كان لافتاً في كلٍّ من mtv و"نداء الوطن" في إطار التشبيك بينهما، ما نشر أخيراً، تحت ستار "خبراء استراتيجيون" من أرقام ومعلومات عن ترسانة المقاومة وأماكن انتشارها. معلومات ساقها هذا الإعلام دون الاستناد إلى أي مصدر أمني أو عسكري واضح، ضارباً بعرض الحائط خطورة مضامينها، حتى لو كانت معلومات مغلوطة. هكذا عادت هذه المشهدية اليوم، مع بروز سؤال حول جدوى نشر معلومات كهذه والجهة التي تخدمها غير العدو الإسرائيلي.

سبق هذه الوشاية مسار إعلامي دأب على توهين صورة المقاومة واستخدام نتائج الحرب الأخيرة للادعاء بأن المقاومة ضعفت وباتت تملك ترسانة عسكرية لا تذكر، بفعل الضربات الإسرائيلية. تتقاطع المشهديتان اليوم، لتؤدِّيا بنا إلى خلاصة واحدة : المقاومة انتهت على يد الاحتلال، واليوم مع تنفيذ الخطة سيُسلَّم ما بقي من سلاح!.

"حزب الله" قبل الحرب وبعدها على ذمة "نداء الوطن"!

في 8 الشهر الحالي، نشرت صحيفة "نداء الوطن" مقالاً لنخلة عضيمي تحت عنوان :"سلاح حزب الله في مرمى خطة الجيش.. ما حجم ترسانة الحزب المتبقية اليوم وأماكن انتشارها؟". يستهل المقال بالادعاء بأن "الترسانة الصاروخية الثقيلة" للمقاومة قد ضعفت بعد حرب الإسناد، وخسرت 65% منها، وبقي بحوزتها "35% من حجم الأسلحة. وتحت ستار عبارة "تقديرات" يدعي الكاتب أن "حزب الله" كان يمتلك قبل الحرب ما بين 120 ألف إلى 200 ألف صاروخ، من ضمنها صواريخ دقيقة. وبحسب "خبراء عسكريين" (لم يسمِّهم)، يصل عددها اليوم بعد الحرب إلى 65 ألف صاروخ وقذيفة. وبعد تعداده للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، بدأ عضيمي بتحديد أماكن انتشار هذه الترسانة جغرافياً دون الاستناد إلى أي مصدر. من الساحل إلى صور والناقورة وصيدا، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية (مركز القيادة كما سماها) التي ادعى بأنها تحوي "مخازن تحت الأرض وفي بعض الأماكن السكنية"، وبأن "السلاح داخلها أقل علنية من الجنوب وموجود على شكل مخازن سرية"، وليس انتهاء بالبقاع "العمق الإستراتيجي واللوجستي للحزب"، كما قال، إذ ادعى بأنهه يحوي "ورشَ تصنيع وتجميع وتخزين للصواريخ المتوسطة والبعيدة" ومخازن للمسيرات و"ممرات الإ".

الوشاية مستمرة.. على mtv هذه المرة:

بعد يوم واحد من نشر مضامين كهذه على صفحات "نداء الوطن"، يبدو أن الكاتب الذي يعمل في الأصل مراسلًا في قناة mtv، "تحمَّس"، وضمّن بعضاً من المعلومات آنفة الذكر في تقرير إخباري (3 دقائق) بُثَّ في 9 الشهر الجاري، تحت عنوان :"مئة وعشرون موقعاً لحزب الله حصيلة حصر السلاح في مرحلته الأولى حتى الآن". يتكئ المراسل في هذا التقرير على ما أسماه بـ "الخبراء الإستراتيجيين"، وادعائهم بأن "انتشار الحزب بات أضيق بعد الحرب الأخيرة"، لا سيما في منطقة "جنوب الليطاني"، حيث "المخازن وشبكة الأنفاق والمخابىء". وعلى غرار ما ادعاه في "نداء الوطن"، كرره على شاشة mtv، من أن الضاحية تشكل "مركز القيادة والتحكم والسيطرة، والسلاح موجود فيها على شكل مخازن سرية ومراكز إستراتيجية". كذلك تحدث عن منطقة البقاع، التي "تنتشر فيها أكبر المخازن الإستراتيجية للصواريخ البعيدة المدى والطائرات المسيرة والمخازن العميقة". ولفت هنا، إلى أن هذه المنطقة تعدّ "الأصعب لأنها واسعة جغرافياً"!.

توهين قدرات المقاومة:

سبق هذه التقارير ومضامينها الواشية للعدو الإسرائيلي، تركيز إعلامي على ما وصف بـ "تآكل" ترسانة المقاومة بعد الحرب، في محاولة لتبيان مدى هشاشة وضعف المقاومة بعد الحرب. على شاكلة ما سبق من تقارير حول أعداد وأرقام الترسانة الحالية، نشرت أيضًا مضامين تدعي أن "حزب الله" خسر أكثر من 90% من هذه الترسانة. نتكئ هنا، على ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" الشهر الماضي؛ مقالة بعنوان :"ترسانة حزب الله العسكرية تتآكل مع خروجه من حدود جنوب لبنان..خبراء: صواريخ الحزب باتت خارج الخدمة الفعلية". يدعي بأن 90% من منشآت ومراكز إطلاق الصواريخ باتت مفككة أو تعرضت لغارات إسرائيلية، وبأن "حزب الله" خسر "ميزاته اللوجستية وتضرر عمقه الإستراتيجي". تستخدم المقالة أسلوب التوهين كالقول، إن الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى "باتت غير قابلة للتنفيذ وذات تكلفة باهظة". وكما باقي الإعلام المشابه، اختبأت المقالة خلف ما وصفته بـ "تقييم خبراء" للإيحاء بأن جلّ الصواريخ بات "خارج الخدمة" بعد أن أضحت سهلة الرصد الجوي الإسرائيلي". تشيد المقالة بالقدرات الإسرائيلية، من خلال المراقبة الجوية، واستخدام تقنيات الليزر، والقبة الحديدية. وبعد هذه الإشادة تستند المقالة إلى ما ادعته القيادة الشمالية الإسرائيلية، من أن ترسانة المقاومة لا يتجاوز حجمها الـ30%، وأنها باتت "تعتمد على "أسلحة خفيفة محمولة وعلى مضادات دروع دفاعية، تهدف إلى صد اي توغل لا إلى تنفيذ أي ضربات استباقية". وختمت المقالة بتوصيف الصواريخ البعيدة المدى بأنها "حطام معنوي".

الكلمات المفتاحية
مشاركة