عين على العدو

طرح الكاتب رونن برغمان سؤالًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" معتبرًا إياه السؤال الحاسم الذي يجب طرحه بعد الهجوم على الدوحة، قائلًا: " السؤال الحاسم ليس في الذي دار في ذهن من أوصى بـ"العملية"، وهل أخذ في الحسبان احتمال فشلها، بل ما الذي توقع حدوثه في حال نجاحها؟".
وتابع الكاتب: "هذا الهجوم هو دليل إضافي على ترتيب أولويات حكومة "إسرائيل". إذا كانت الحرب في غزة، التي لعدة أشهر لم تخدم "إسرائيل" عسكريًا أو سياسيًا، هي الهدف الرئيسي جزئيًا، وكان استرجاع "المخطوفين" (الأسرى) هدفًا ثانويًا فقط (في الوثائق الرسمية كان من المفترض أن يحظى كلا الهدفين بنفس الأولوية)، فإن "المخطوفين" كانوا أول من أمس خارج الحساب".
وأضاف "لنفترض أنهم نجحوا في قتل كل قيادة حماس، ماذا كان سيحدث بعد ذلك؟ ما السيناريو الأمثل بالنسبة لمن أقر "العملية"، باعتباره سيؤدي إلى تحرير "المخطوفين" (الأسرى)؟ أي أن حماس، بعد عامين من القتال دون استسلام، ستخفف من موقفها بعد أن قُتل رأسها في الخارج؟ هل هذا السيناريو منطقي؟ من نفذ الهجوم؟ من هم الخبراء الذين اعتبروا هذا السيناريو ممكنًا، خاصة بعد التقارير التي أفادت بأن غالبية قادة المؤسسة الأمنية وجهاز الاستخبارات اعترضوا بشدة؟".
وأردف برغمان "حتى لحظة كتابة هذه السطور، تبقى مسألتان بلا إجابة. الأولى تتعلق بنتائج الهجوم. فبحسب بيان حماس على الأقل، "العملية" فشلت فشلًا ذريعًا. هذه الرواية، أن القادة نجوا، تتوافق أيضًا مع مصادر أخرى، وكذلك مع تردّد "إسرائيل" في إصدار رد أو نشر تقييم للأضرار".
وتابع "المسألة الثانية هي، بافتراض أن حماس تقول الحقيقة: كيف حصل ذلك؟ طائرات سلاح الجو أسقطت قنابل شديدة القوة، وإذا كان القادة فعلًا هناك، لم يكن ينبغي لهم أن يخرجوا أحياء. وإذا لم يكونوا هناك، فما الذي جرى بين لحظة المصادقة على "العملية" –على الأرجح بعد تحقق نهائي من وجودهم– وبين لحظة سقوط القنابل على المبنى؟".
ترامب كتب، من جهة، أن "القصف الأحادي داخل قطر لا يخدم أهداف "إسرائيل" أو أميركا". ثم أضاف من جهة أخرى: "مع ذلك، فإن تصفية حماس، التي اغتنت من معاناة سكان غزة، هدف مشروع". وبعدها، وكأنه يسعى لتحقيق هذا الهدف المشروع، اتخذ خطوة، ولكن بالاتجاه المعاكس تمامًا: "أوعزت فورًا لويتكوف بأن يبلغ القطريين، وقد فعل ذلك فعلًا، لكن بعد فوات الأوان لوقف الهجوم".
ووفق الكاتب، فإنّ الخلاصة: ترامب يعترف صراحة بأنه تلقى من الحليف الأقرب للولايات المتحدة في تلك اللحظة المعلومة الأكثر سرية وحساسية، المتعلقة بضربة استراتيجية موجهة ضد ألدّ أعدائها، ثم نقل هذه المعلومة مباشرة إلى العدو، وأبدى أسفه فقط لأنها وصلت متأخرة.
البروفيسور أريئيل مراري، الذي شغل لسنوات منصب قائد وحدة التفاوض في هيئة الأركان العامة، قال: "لم أسمع أي إشارة إلى التداعيات الواسعة والطويلة المدى لهذه الضربة على صورة "إسرائيل" في العالم وعلى شرعيتها. "إسرائيل" نفذت هجومًا عسكريًا فاضحًا في دولة محايدة تربطها بها علاقات مستمرة. هذه سابقة خطيرة تتعارض مع كل قواعد السلوك المتعارف عليها في الساحة الدولية. الضرر الذي لحق بصورة "إسرائيل" أهم بكثير من أي تأثير محتمل على مصير "المخطوفين"".