اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي ندوة قانونية في المركز الاستشاري حول قرار الحكومة "حصر السلاح": تحذيرات من التداعيات 

خاص العهد

رغم العدوان.. عمل بـ
خاص العهد

رغم العدوان.. عمل بـ"اللحم الحيّ" في القرى الجنوبية للحاق بالعام الدراسي الجديد

رئيس رابطة التعليم الأساسي لـ"العهد": مشروع قرار سيصدر قريبًا عن وزارة التربية لإيجاد حلول لمدارس القرى الجنوبية
103

تدخُل المدارس في القرى الجنوبية الحدودية في تحدٍّ مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، في ظل استمرار العدوان الصهيوني، وعدم مباشرة الدولة في عمليات إعادة الإعمار وتأمين ظروف استقرار وصمود سكان هذه القرى، إلّا أنّ ذلك لم يوقف المعنيين والبلديات في هذه المناطق عن مواصلة الجهود من أجل اللحاق بقطار التعليم مع باقي المناطق اللبنانية.

وفي ظل الصعوبات أمام هذا الواقع جرّاء اعتداءات العدو الصهيوني، تواصل موقع العهد الإخباري مع رئيس رابطة التعليم الأساسيّ الرسميّ حسين جواد الذي أكّد لـ"العهد" أنّ "واقع المدارس في القرى الجنوبية أصبح معروفًا، فهناك مدارس مدمَّرة كليًّا وأخرى مدمَّرة جزئيًّا، إضافة إلى أنّ الحرب لم تنتهِ بعد، فالاعتداءات مستمرة يوميًّا بشكل علنيّ وغادر".

وشدّد على أنّ "المطلوب من وزارة التربية أن تعلم أن هذا الحدث ليس طارئًا بل هو مستمر منذ عامين، فهناك مدارس يتعثّر فيها التعليم الحضوري ولا بد من إيجاد حلول لها"، موضحًا: "أننا نتفهّم نقل المدارس الكائنة في قرى الحافة الأمامية إلى مكان آمن، وأن يتم تسييرها في الحد الأدنى من عدد الطلاب ومن المعلمين المقيمين قرب المبنى البديل. أمّا المشكلة التي سنعاني منها فهي التلاميذ، فهل جميعهم يقيمون في منطقة المبنى البديل؟ وأيضًا، هل المعلمون مقيمون في هذه المناطق؟ وما مصيرهم؟".

وتابع جواد: "إذا كان المعلم من الملاك التعليمي، فيجب أن يصدر قرار بالتحاقه إلى أماكن النزوح. أمّا المتعاقد، فكيف سيتم التعامل معه؟ وكيف يتم تأمين حق المعلمين؟"، مشيرًا إلى أنّ "المطلوب أن يتم تأمين حصص للمتعاقد من أجل وضعه، ومطلبنا أن يتم تقديم حصص لهم لاستمرارية معيشتهم، وإلّا سنكون أمام أزمة".

وكشف رئيس رابطة التعليم الأساسي الرسمي لـ"العهد"، أنّ "هناك مشروع قرار يتم تحضيره في وزارة التربية بعد اجتماع حصل يوم أمس بين القوى السياسية الفاعلة في الجنوب ووزيرة التربية ريما كرامي، وهذا القرار قد يصدر خلال الساعات المقبلة، ويتضمّن اقتراح حلول للمدارس في القرى الجنوبية".

ولفت جواد إلى أنّ "هناك مدارس في بعض القرى الحدودية، مثل مدينة الخيام، فيها هدم جزئي وبحاجة إلى الصيانة كي لا تنتقل المدرسة إلى مبنى آخر، وعليه نطالب كل الجهات بالإسراع في إصلاح هذا النوع من المدارس، حتى لا يتم تفريغ المنطقة من السكان ويحول دون صمودهم. هذا الأمر لا يحتمل التأجيل".

ميس الجبل: مجمع تربوي لمدارس البلدة.. ومواجهة بالكلمة والقلم

وللاطلاع على تفاصيل التحضيرات التربوية في القرى الحدودية، أشار مدير ثانوية المربي محمد فلحة الرسمية في ميس الجبل، فرج زين بدران، في تصريح لموقع العهد الإخباري، إلى أنّ "القرى والبلدات المحاذية لفلسطين المحتلة مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية مترابطة، لكن عند انطلاق العام الدراسي تتظهّر المشكلة التربوية أكثر من غيرها".

ولفت إلى أنّ "مشكلة ميس الجبل كانت أكبر من غيرها في المنطقة، على اعتبار أن الثانوية مدمَّرة، وكذلك الابتدائية والمعهد الفني الرسمي"، إلّا أنه استدرك قائلاً: "إنّنا في طور تخطّي هذه المشكلة من خلال إنشاء مجمّع تربوي يتكوّن من الغرف الجاهزة في أطراف ميس الجبل، حيث إن المجمع التربوي سيشمل المدرستين الثانوية والابتدائية والمعهد الفني".

وقال بدران: "سوف يتم افتتاح المجمع التربوي بعد أسبوعين والبدء في التدريس، ومن المؤكد أن هذا المشروع ليس وليد الصدفة، فالكلام عنه كان منذ 3 أشهر، حتى تبلورت الفكرة من مديري مدارس وبالتنسيق مع بلدية ميس الجبل واتحاد بلديات جبل عامل ومجلس الجنوب ومع الفعاليات السياسية والحزبية في البلدة، حيث توصلنا إلى قرار بأنه لا بد من أن تكون هناك مؤسسة تربوية جامعة تشمل المؤسسات التربوية في المنطقة، من أجل الحفاظ على كيانها وتأمين مقاعد دراسية للتلاميذ الذين عادوا إلى ميس الجبل والقرى المجاورة، والحمد لله وُفّقنا في هذا الأمر وتمكّنا من المباشرة بالمشروع".

وحول أعداد الطلاب، قال مدير ثانوية ميس الجبل: "إننا أعلنا عن التسجيل منذ أسبوع فقط، إذ كنا في انتظار الخطوات العملية كي لا ندخل في أي مغامرة أو نوهم الناس ثم نخذلها، فعملنا هو أن نكون إلى جانبها وليس أن نخذلها، وقد تخطّينا الرقم الذي كان معنا بالإحصاءات بالنسبة للثانوية، حيث إن في منطقة مدمَّرة بشكل شبه كامل، لدينا حتى الآن 100 تلميذ من المدرسة الثانوية، وحين نقول إنّ هناك 20 أو 25 بالمئة من السكان عادوا إلى البلدة، فهذا الرقم يُعتبر إيجابيًّا وجيدًا، أما بالنسبة للمدرسة الابتدائية فلديها 50 تلميذًا، أما المعهد فسيبدأ التسجيل في 15 أيلول".

وعن دور وزارة التربية في هذا المشروع، قال بدران: "إننا نقوم بالعمل باللحم الحي"، مضيفًا: "أشكر مجلس الجنوب واتحاد بلديات جبل عامل وبلدية ميس الجبل على الجهد العملي والكلفة، أمّا وزارة التربية فأشكرها على الموافقة الخطية التي قامت بإعطائها لإنشاء المجمع، وإنصافًا لوزارة التربية، فقد وعدني مدير التعليم الثانوي خالد فايد بتأمين التجهيزات حين يتم افتتاح المجمع التربوي".

وحول الوضع الأمني في ظل الاعتداءات الصهيونية، أوضح بدران لـ"العهد"، أنّ "من يقوم ببناء المجمع هي مؤسسات رسمية تابعة للدولة اللبنانية، أي البلدية واتحاد بلديات جبل عامل ومجلس الجنوب، وبالتالي فإنّ أي اعتداء يحصل سيكون اعتداءً على الدولة اللبنانية، كما أننا أخذنا موافقة من اللجنة الخماسية (للإشراف على وقف إطلاق النار)، وأيضًا الجيش اللبناني واليونيفيل يشرفان على العمل في المجمع".

ولفت إلى أنّ "العدو حين يعتدي لا تقتصر اعتداءاته على المنطقة الحدودية، بل في مناطق متفرقة من لبنان، وبالتالي نحن نتوكل على الله في عملنا، وأي شيء يحصل فهو خارج عن إرادتنا"، مؤكدًا أنّ "عملنا هو أن نواجه بالكلمة والقلم"، موضحًا أنّه "في باقي المناطق اللبنانية سيتم البدء في 15 أيلول، أما نحن فسنتأخر حتى استكمال العمل في المجمع".

إلى ذلك، كشف مصدر من بلدة حولا الجنوبية لـ"العهد"، أنّ المدرسة ستكون في مركز الرعاية الاجتماعية في البلدة، وقد أدلى لموقعنا بالآتي: "إننا نقوم بتجهيز الغرف، كون المدرسة الأساسية تدمّرت، لكننا غير جاهزين للبدء يوم الاثنين كبداية عام دراسي"، مشيرًا إلى أنّ "مشكلتنا هي أن عدد التلاميذ قليل جدًا، ولديهم مشكلة بالنسبة للنقل"، كما أكّد المصدر أنّ اتحاد بلديات جبل عامل يعتزم تأمين التجهيزات.

وقال المصدر لموقع العهد الإخباري: "حالنا كحال مدارس المنطقة، ولدينا نقص في المعلمين، فأغلبهم يسكن في مناطق بعيدة. نعاني من مشكلة في تأمين المعلمين بسبب الأوضاع، ولذلك اضطررنا لإغلاق عدد من الصفوف ما أدى إلى نقص في عدد التلاميذ، وصل إلى أقل من 50 تلميذًا، وهذا العدد لا يخوّلنا فتح المدرسة، ولا نعلم ما إذا كانت وزيرة التربية ستوافق على فتح المدرسة".

الكلمات المفتاحية
مشاركة