اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ زكزاكي لـ "العهد": الإنسانية تجتمع حول دعم القضية الفلسطينية

مقالات

بعد فشل العدوان على الدوحة.. أي تأثير على عملية احتلال مدينة غزّة؟
مقالات

بعد فشل العدوان على الدوحة.. أي تأثير على عملية احتلال مدينة غزّة؟

58

لا شك أن العدوان "الإسرائيلي" على الدوحة باستهداف قادة ومراكز لحركة "حماس" في العاصمة القطرية، شكل صدمة غير متوقعة لأغلب الدول وخاصة للخليجية منها، والتي اعتبرت في مكان ما أنها محمية أو محيّدة عن التطاول والتغول "الإسرائيلي"، لتجد نفسها، ورغم ما تقدمه لكيان الاحتلال من تسهيل وتنسيق سياسي وديبلوماسي، يساعده في تلطيف إستراتيجيته العدائية تجاه العرب والمسلمين، هدفًا عدائيًا مثل كلّ الأهداف "الإسرائيلية"، خاصة عندما يتعلق الأمر بعملية اغتيال لقادة أو مسؤولين من المقاومة الفلسطينية، وبالأخص من حركة "حماس".

الكثير من العناوين الأساسية فرضتها عملية الاعتداء "الإسرائيلي" على الدوحة باستهداف مسؤولين من حركة "حماس"، وذلك رغم فشلها في تحقيق أهدافها الرئيسية باغتيال قادة الصف الأول في الحركة، ومع استشهاد بعض الكوادر والمرافقين لهؤلاء القادة الناجين، وهذه العناوين التي تتمحور حول موقف وموقع الأميركيين من العملية، وتأثيرها على عملية التفاوض التي كانت سائرة رغم ترنحها وعدم وضوحها، أو لناحية تأثيرها - وهذا قد يكون الأهم - على قرار العدوّ بالسير حتّى النهاية في تنفيذ عملية تهجير مدينة غزّة والسيطرة عليها.

لناحية الموقف الأميركي، كلّ المعطيات العسكرية والتقنية والسياسية تؤكد بما لا يقبل الشك، وجود تواطؤ أميركي كامل مع العدوّ "الإسرائيلي" لتنفيذ العملية، حتّى أنها بدت وكأنها رد أميركي على تهديد الرئيس ترامب لحركة "حماس" بوجوب إطلاق سراح جميع الأسرى وإلاّ...

لناحية وقف عملية التفاوض لإطلاق الأسرى "الإسرائيليين" والموقوفين الفلسطينيين وإنهاء العدوان وفك الحصار عن القطاع، لا شك أنه سيكون للعملية تأثير مباشر في وقف التفاوض أو على الأقل تأخيره فترة طويلة مع ربطه بالتطورات الميدانية في القطاع، مع ما ينتج عن ذلك من تدني نسبة بقاء أسرى العدوّ الأحياء على قيد الحياة وانخفاض إمكانية إطلاقهم أكثر وأكثر.

أما لناحية تأثير عملية العدوان على الدوحة واستهداف مسؤولي حركة حماس، على مسار عملية السيطرة "الإسرائيلية" على مدينة غزّة، فيمكن الإشارة إلى النقاط والمعطيات التالية: 

أولًا: لا يوجد أي تأثير مباشر من عمل وحركة الوفد المفاوض على حركة وعمل المقاومة في قطاع غزّة بمواجهة وحدات العدو، بل العكس هو الصحيح؛ الكلام والقرار في المفاوضات يعتمد على نبض المقاومة في المواجهة، ويستند إلى ثبات وصمود المقاتلين الأشداء بمواجهة وحدات العدو، ومسلسل الأحداث الصعبة التي تضغط على العدوّ في الميدان، هو الذي يحدد الخطوط العامة لموقف وفد التفاوض الفلسطيني والتي يتم التفاوض حولها وعليها. كما إن أي عدوان على مسؤولي حركة حماس في الدوحة أو في أي مكان آخر، سيرفع حكمًا من مستوى ثبات وصمود المقاتلين وسيدفعهم للذهاب أبعد في عملياتهم الجريئة والاستثنائية ضدّ وحدات العدو. 

ثانيًا: لقد برهنت المواجهات والمعارك التي حصلت وتحصل حاليًّا في قطاع غزّة، ومنذ ما يقارب السنتين تقريبًا، أنها هي التي تفرض على العدوّ تحديد مسار عملياته العسكرية صعودًا أو هبوطًا، يضاف إليها مستوى جهوزية أو عدم جهوزية وحدات العدو، لناحية ضعف التجنيد وتأخر اكتمال عملية استيعاب عناصر الاحتياط، أو لناحية ارتفاع نسبة المحيدين عن القتال من جنود وضباط العدو، بسبب العدد المرتفع للإصابات في ما بينهم، أو بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية التي تفاقمت بشكل كبير لدى عناصر العدوّ بعد حرب عنيفة طالت دون أفق.

انطلاقًا من كلّ ذلك، لا يبدو أن عملية العدوان "الإسرائيلي" على الدوحة باستهداف مسؤولي حركة حماس، بمعزل عن نتيجتها، سوف يكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر على السير بعملية احتلال مدينة غزّة، لكي تبقى المؤثرات المنتجة في هذا الإطار، مرتبطة بالنقاط الأساسية المذكورة أعلاه.

الكلمات المفتاحية
مشاركة