خاص العهد

انطلقت اليوم الاثنين 15 أيلول/سبتمبر، من ميناء قمرت، رابع سفن أسطول الصمود المغاربي، السفينة التونسية "هند رجب"، الحاملة على متنها علم تونس وثلاثة مشاركين تونسيين. وقد سبقها انطلاق السفينة التونسية "ألكاتالا" وسفينة "ميا ميا" التونسية صباح أمس الأحد 14 أيلول/سبتمبر 2025، وكذلك سفينة "ماجيتا" من ميناء قمرت، وهي السفينة الثالثة التي غادرت الميناء نفسه. كما أبحرت سفينة "علاء الدين" المغاربية من ميناء سيدي بوسعيد نحو غزة.
وعلى وقع أبيات شاعر الخضراء أبي القاسم الشابي "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، ودَّع مئات التونسيين سفن الأسطول المبحرة من سيدي بوسعيد وقمرت وبنزرت، ووجهوا من خلال المشاركين تحية لأهل غزة الصامدين.
ويُعد أسطول الصمود المغاربي جزءًا من الأسطول العالمي لكسر الحصار عن غزة، الذي انطلقت سفنه من تونس طوال اليومين الماضيين، بعد تأجيلات عدة لأسباب لوجستية وتنظيمية، وبعد استهداف بعض سفنه بحرائق مشبوهة.
تجاوز العراقيل والتعطيلات
وأكد صلاح المصري، عضو هيئة تسيير أسطول الصمود، لـ"العهد الإخباري" أن "عدد السفن المشاركة في الأسطول المغاربي يبلغ 23 سفينة، وهي جزء من أسطول الصمود العالمي الذي يضم قرابة 50 سفينة على متنها مشاركون من دول أوروبية وإفريقية وأمريكية وغيرها". وأضاف: "انطلقت السفن الأوروبية خلال اليومين الماضيين من ميناء بنزرت نحو غزة، ويضم الأسطول مشاركين من نحو 44 بلدًا". وشدد المصري على "أهمية حماية سفن الأسطول المتجهة إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين".
من جهته، أكد الناشط المدني غسان بن خليفة، عضو الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني، لـ"العهد الإخباري"، أن "انطلاق الأسطول رغم التأجيل والتعطيلات يعبر عن مدى صدق وإرادة منظميه، وقدرتهم على تغليب الهدف المشترك، ولحمتهم من أجل تجاوز كل العراقيل والتهديدات".
وأوضح قائلًا: "كانت هناك هجمة شرسة على الأسطول، ولاحظنا بداية تغيير في مزاج بعض الأجهزة الأمنية، وانطلاق دعاية معروفة ارتباطاتها بالحلف الصهيوني. وهي أصوات لم تتكلم منذ فترة، وخرجت تروج للأكاذيب والإشاعات وتتهجم على منظمي الأسطول. لكن السلطة التونسية وفرت كل الرعاية اللازمة، ورئيس الجمهورية قيس سعيد لم يرضخ لهذه الضغوط".
وعن رمزية انطلاق الأسطول من تونس والمشاركة التونسية والعربية، قال بن خليفة: "خروج الأسطول من تونس أمر جيد، ولكنه في الحقيقة أضعف الإيمان. نحن نخجل؛ لأن كل ما نملكه لدعم غزة هو محاولة إرسال مراكب لكسر الحصار، في حين أن المفروض أن تسهم بلداننا وشعوبنا بشكل أقوى وأمتن. وأخال أن ما يُقدَّم اليوم لا يرقى إلى ما يقدمه الشعب اليمني، الذي رغم الحصار والتجويع ما يزال يهاجم الكيان الصهيوني. وكذلك يجب أن نقدم مثلما قدم الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة، التي أعطت آلاف الشهداء والقادة من أجل غزة وفلسطين". وتابع: "نحن جزء من المعركة، ولا نَمُنّ على شعب فلسطين وأهلنا في غزة، بل نحاول أن نقول لهم إننا نسعى إلى أن نفعل ما نستطيع، رغم خجلنا من عجزنا عن تقديم أفضل من ذلك".
صراع مفتوح مع العدو
أما عن الاستهدافات الصهيونية للأسطول، فأجاب: "الاستهدافات التي تعرض لها الأسطول أمر طبيعي؛ لأننا في صراع مفتوح مع العدو، وهو لا يوفر أي وسيلة ولا يرحم أي بلد أو شعب. وهذه الاستهدافات دليل على أن هذا العدو عدونا جميعًا، ولا يقيم وزنًا لأي قانون دولي. ما حصل في تونس كما حصل في إيران وقطر وعديد البلدان، هو دليل على أن العدو لن يتوقف عند حدود غزة وفلسطين، فمشروعه الحقيقي هو الهيمنة على كامل المنطقة العربية والإسلامية، وهذه خطط معلنة".
وأعرب بن خليفة عن أمله بأن "تعي شعوب المنطقة هذا الواقع، وتتجاوز كل الانقسامات والتحريض الطائفي والمذهبي والإيديولوجي، الذي يُغيّب أولوية التحرر الوطني وأولوية إسناد الشعب في غزة الذي يعد رأس الحربة في الدفاع عن كل مكونات الأمة".