اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "تلبية النداء": جرح أعزّ الأمّة

إيران

الصحف الإيرانية: إيران أطلقت سياسة تقليص الخلافات مع جيرانها
إيران

الصحف الإيرانية: إيران أطلقت سياسة تقليص الخلافات مع جيرانها

العدوان الصهيوني على قطر يستوجب إعادة النظر في سياسات الدول العربية تجاه المقاومة
59

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 16 أيلول 2025 بقمة الدوحة التي جمعت زعماء الدول العربية والإسلامية وركزت على تحليل النتائج العملية المرتقبة لهذه القمة، كما اهتمت بتحليل الأوضاع الداخلية الصهيونية المترهلة مع الوقت، بالإضافة إلى استمرار التحليلات المتعاقبة للحرب المفروضة الأخيرة على إيران.

الحرب الصامتة لتقسيم إيران

كتبت صحيفة إيران: " تشير المعلومات إلى أن العدوّ "الإسرائيلي" كان يسعى بلا شك إلى تقسيم إيران خلال الحرب المفروضة عليها مؤخرًا. وبناءً على هذه المعلومات، يُمكننا فهم سبب استمرار هذا الكيان في قصف المراكز الحدودية في الشريط الغربي من البلاد منذ اليوم الثالث. كان الهدف واضحًا: تحييد الوحدات العسكرية الإيرانية المتمركزة في الشريط الحدودي وفتح الطريق أمام الجماعات المسلحة والانفصالية لدخول البلاد. تكمن المشكلة هنا في أن هذه الخطة لم تكن مُعدّة للشريط الغربي من البلاد فحسب، بل لم يُستثنَ الشريط الشرقي أيضًا من الخطط الصهيونية. ووفقًا للأدلة، كانت الجماعات المسلحة من كلا الجانبين مستعدة للدخول بعد تمهيد الطريق له بعد قصف الطائرات "الإسرائيلية"، بهدف احتلال مدينة تلو الأخرى، ثمّ إعلان المنطقة "محررة" وبالتالي تقسيم إيران.

[...] لقد مرّ حوالى ثلاثة أشهر منذ انتهاء الحرب المفروضة من قبل النظام الصهيوني على إيران؛ وهي حرب صُممت للإطاحة بالجمهورية الإسلامية، وفي المرحلة التالية، لتقسيم إيران. وقد نُفذت هذه الحرب على شكل هجمات عسكرية واغتيالات مستهدفة، وعمليات نفسية، وكانت جهدًا منسقًا لإضعاف الأسس السياسية والعسكرية والاجتماعية لإيران. وقد وضع النظام الصهيوني، مستغلًا قدراته الاستخباراتية والعسكرية وشبكات المعارضة في الخارج، وخاصة الجماعات الإرهابية والانفصالية، خطة متعددة الطبقات لزعزعة استقرار إيران.

وكانت خطة زعزعة الاستقرار متعددة الطبقات على النحو التالي: من خلال استهداف المراكز العسكرية والنووية الحساسة في إيران واغتيال كبار قادة القوات المسلحة في الموجة الأولى من الهجمات، كان النظام الصهيوني يعتزم شلّ عملية صنع القرار وهيكل القيادة في إيران. وقد صُممت الاغتيالات المستهدفة كجزء من استراتيجية "إسرائيل" لإضعاف غرفة الحرب الإيرانية وخلق فراغ في سلسلة القيادة. 

علاوة على ذلك، سعى النظام الصهيوني، بالاعتماد على الجماعات الإرهابية والانفصالية على الحدود الغربية والجنوبية الشرقية لإيران، إلى خلق حالة من الفوضى الداخلية وانعدام الأمن من أجل المضي قدمًا في مشروع تقسيم إيران من خلال الاستيلاء على المناطق الحدودية مدينة تلو الأخرى.

[...] على الرغم من ذلك، نجحت وزارة الاستخبارات، من خلال رصدها الدقيق لأنشطة الجماعات الإرهابية والانفصالية، في تحديد مراكز تخزين أسلحة ضخمة قرب حدود البلاد. كما نفذت عمليات استخباراتية معقّدة، ما أدى إلى توجيه ضربات استباقية للجماعات الإرهابية والانفصالية، ومنعها من تنفيذ مخطّطاتها. وشملت هذه العمليات تحييد شبكات التسلل، واعتقال عملاء داخليين، وتدمير قواعد هذه الجماعات".

تغيير نظرة العرب للمنطقة

كتبت صحيفة وطن أمروز: "طرأ تغيير جوهري ومهم على نظرة قادة الدول العربية والإسلامية في المنطقة إلى الحقائق المهمّة في المنطقة، بالإضافة إلى جذور انعدام الأمن في غرب آسيا. فقبل هجوم الكيان الصهيوني على قطر، كان قادة الدول العربية والإسلامية يعتقدون أن إيران وجبهة المقاومة هما سبب اشتعال التوترات الأمنية في المنطقة، واستندوا في جزء كبير من توجهاتهم السياسية الخارجية في المنطقة إلى هذه الفكرة، إلا أنه مع تطوّرات الأشهر القليلة الماضية، وخاصةً بعد هجمات الكيان الصهيوني على سورية وقطر، اتضح لهم واقع المنطقة بشكل مختلف تمامًا. 

بدأت إيران سياسة تقليص الخلافات مع جيرانها قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بوقت طويل. وهو عمل بعيد المدى بدأت ثماره تتضح الآن. وقد أدى الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية بوساطة صينية، بالإضافة إلى القرار التاريخي لطهران والقاهرة بتقليص الخلافات وتحسين العلاقات، إلى تغييرات في موقف الدول العربية والإسلامية في المنطقة تجاه إيران.

سيكون هذا الموقف الإيجابي فعالًا الآن في تشكيل السمات الذهنية للعرب خلال هجمات النظام الصهيوني على دمشق والدوحة. لقد أدرك الحكام العرب وقادة الدول الإسلامية الآن أن إيران وجبهة المقاومة ليستا سبب التوترات الإقليمية والصراعات الأمنية، بل إن إيران وجبهة المقاومة هي التي أدركت، قبل جميع قادة الدول الإسلامية والعربية في المنطقة، طبيعة النظام الصهيوني، وكذلك حقائق السياسة الإقليمية الأميركية. لذلك، في العواصم العربية والإسلامية، لم تعد إيران وجبهة المقاومة، بل النظام الصهيوني والولايات المتحدة هما السبب الرئيسي والرئيسي للتوترات الإقليمية. 

كان للهجوم على قطر دروس عظيمة لقادة الدول العربية. كان أهم درس من هذا الهجوم هو أن النظام الصهيوني هو العدوّ والتهديد الرئيسي للمنطقة بأكملها، وليس جبهة المقاومة. لقد أدرك العرب الآن أنه لا ينبغي لهم وضع كلّ بيضهم في السلة الأميركية. من غير المرجح أن يكون قادة الدول العربية خالين من الذكاء لدرجة أنهم لا يرون يد أميركا وراء وأمام هجوم النظام الصهيوني على قطر. 

[...] ماذا ستفعل الدول العربية والإسلامية بهذا التهديد؟ بالتأكيد ليس من المتوقع من قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعمان والأردن والعراق ومصر أن تتّخذ خطوة جريئة لمواجهة تهديد النظام الصهيوني. إجراءاتٌ كتشكيل تحالف دفاعي ضدّ النظام الصهيوني، وإن كانت أبسط وأوضح الإجراءات في الوضع الراهن، إلا أن الواقع المتعلّق بمستوى استقلال هذه الدول وتبعيتها لأميركا لا يوجب تعليق مثل هذه التوقعات عليها. 
ومع ذلك، بإمكانها تحديدًا القيام بأمرين:
1. إعادة النظر في سياسات مواجهة المقاومة
2. [...] قطع التعاون السياسي والاقتصادي مع النظام الصهيوني".

مازوخية نتنياهو

كتبت صحيفة رسالت: "يمرّ رئيس وزراء النظام الصهيوني المكروه بفترة عصيبة. ويُظهر الهجوم الأخير الذي شنه الصهاينة على مقر قمة حماس في الدوحة انعدام التوازن النفسي والعقلي لدى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش. ورغم أنه ليس من الشائع تعميم القواعد والأنماط الشائعة في مجال علم الأعصاب على عالم السياسة، إلا أن هذا، صحيح وشائع لدى أعضاء الحكومة الحالية للنظام الصهيوني، والحقيقة أن نتنياهو أظهر تدريجيًا علامات المازوخية التي يتسم بها هو ورفاقه في سلوكياتهم المحلية والإقليمية والدولية، مما أثار قلق ورعب السياسيين الصهاينة (وحتّى بعض أعضاء حزب "الليكود"). 

المازوخية ليس لها تعريف معقّد في علم النفس، وتُفسر على أنها إيذاء النفس. وتبلغ هذه الأزمة النفسية ذروتها عندما يُقدم الشخص على إيذاء نفسه عمدًا. وفي بعض الحالات، قد تؤدي شدة الضرر الذي يُلحقونه بأنفسهم إلى الانتحار والموت دون قصد.

في الأشهر الأولى من حرب غزّة، ركّز نتنياهو على أهدافه الرئيسية الثلاثة: تدمير حماس، وتحرير الأسرى الصهاينة دون اتفاق وقف إطلاق نار، والاحتلال الكامل لقطاع غزّة. وقتل بوحشية وجنون عشرات الآلاف من النساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء، بل ووسّع نطاق الحرب ليشمل أجزاءً أخرى من المنطقة. كان رئيس وزراء النظام الصهيوني يبحث عن ذرّة نجاته في خدعةٍ تُسمى الحرب فقط! لكن الآن، وبعد قرابة عامين من عملية طوفان الأقصى، نشهد فشل نتنياهو في تحقيق الأهداف التي رسمها.

[...] يعتقد العديد من علماء الاجتماع والسياسيين الصهاينة أن الكراهية الداخلية أصبحت جوهر العلاقات "الإسرائيلية" بعد الحرب، وهذا كافٍ لتسريع انهيار النظام الصهيوني. معظم الانتقادات الموجهة لنتنياهو من قبل أشخاص مثل أولمرت ونفتالي بينيت وبيني غانتس وآخرين، موجهة إلى هذا الإيذاء الذاتي الواسع والعميق. إنهم يخشون أن تتحول عواقب الجروح والإصابات التي ألحقها مثلث "الموساد" والجيش ومجلس الوزراء في "تل أبيب" بجسد النظام الصهيوني يومًا ما إلى ضربة تضمن زواله النهائي".

الكلمات المفتاحية
مشاركة