اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العدو يواجه معركة دموية دبلوماسية: أوروبا تناقش حزمة إجراءات غير معتادة ضد "إسرائيل"

خاص العهد

جراحٌ تنسج حكاية حياة:
خاص العهد

جراحٌ تنسج حكاية حياة: "تعافينا؛ وسنُكمل الطريق"

شابٌ سلبه العدو نعمة البصر، فأبصر بروحٍ جديدةٍ طريق الحياة والحب والمقاومة
130

هي حكايةُ شابٍ أفقده تفجير العدو "الإسرائيلي" لأجهزة "البيجر" بصره، أراد العدو إقصاءه من الحياة، إلا أنّه أبى كغيره من جرحى تلبية النداء إلا أن يعود أقوى. مما لا شكَّ فيه أنَّ رحلةَ التعافي كانت صعبةً وطويلة، ولكنّها أشبه بولادة جديدة، وفقًا لما يصفها الجريح الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فهو لم يتعافَ وحسب، لقد عاود العمل بعزيمةٍ وثبات، والأهم أنّه غدًا سينتقل إلى بيت الزوجية، ليبنيَ وزوجه ثقافة الحياة التي نتقنها وسنظل نتقنها مهما حاول العدوُّ قتلها.

من اللحظة الأولى

يروي الجريح قصته بصوت هادئ مليء بالإيمان، من لحظة وقوع الإصابة لم يعد يرَ شيئًا.. من مكان الإصابة نُقل إلى المستشفى، لم يكن يسمع إلا نداءً واحدًا مممّن حوله، هو نداء يا "زهراء". ومن تلك اللحظة، وما تبعها، أدرك أنّه دخل حياة جديدةً، مليئة بالتحديات، لكن بروح مختلفة.

الأشهر الأولى كانت الأصعب. ستة أشهر من العلاج والتأهيل الجسدي والنفسي، تعلّم خلالها كيف يتأقلم مع فقدان البصر، وكيف يواجه العالم من جديد. لم يتوقف عند حدود الجرح، لقد وضع أهدافًا واضحة: أن يثبت أنّ الحياة لم تنتهِ، وأن يبني مستقبله كما أراد.

شريكة الحياة

يحكي لنا أنَّ أول خطوة في هذا الطريق كانت بالنسبة إليه هي الزواج. تعرّف شريكة حياته بعد ثلاثة أشهر فقط من الإصابة، عن طريق الأقارب. اللقاء الأول كان كافيًا ليجمع بين قلبين، وليثبت أنّ الإعجاب ليس بما تراه العين، بل تآلف أرواح. يقول: "زوجي قبلت أن تتحمّل مسؤولية مضاعفة، أن ترتبط بإنسان جريح لا يُبصر. هذا وحده رسالة قوة وإيمان، ورسالة أخلاق أهل البيت".

مجتمعٌ مقاوم

لم يتوقف الامتحان عند حدود البيت.. لقد وجد الجريح أنّ مجتمعه لم ينظر إليه بعين "الشفقة"، بل بعين الفخر. ويضيف: "في كل مكان كنت ألمس أنّني فخر لهذه البيئة المقاومة. لم أشعر يومًا أنّ دوري انتهى، بل على العكس، كانوا يرون فيّ قوة إضافية". والتكافل العائلي والاجتماعي كان حاضرًا أيضًا، من الأهل وأهل الزوجة والأصدقاء والمؤسسات. الجميع وقف إلى جانبه، ليُثبت أنّ الجراح ليست عبئًا، بل رصيد قوة في هذا المجتمع المفعم بإرادة الحياة.

عامٌ على الجراح

مع مرور سنة واحدة فقط، حقق ما كان يراه يومًا بعيد المنال، تعافى، وتزوّج، وعاد إلى العمل. صحيح أنّ العمل تغيّر من ميدان العسكر إلى ميدان الإعلام، لكنه يرى في ذلك استمرارًا في خدمة المقاومة عبر "جهاد التبيين". يقول جريحنا: "الله أبقاني حيًا لأداء دور جديد، وأنا اليوم مرتاح للدور الذي أعطاني إياه، خدمةً للمجتمع والمقاومة".

لم ينسَ أن يذكر الدعم الذي قدّمته الجمهورية الإسلامية في إيران منذ اللحظة الأولى، باستقبالها الجرحى ومتابعتهم، بطلب من شهيدنا الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله، وصولًا إلى متابعة أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم. ويحكي عن رسالةٍ وصلته من سماحة الشيخ قاسم شخصيًا مباركًا له تضحياته وزواجه، فكانت حافزًا مضاعفًا ومددًا روحيًا يذكّره بأنّ هذه الجراح إنما هي وسام وامتحان لرفع الدرجة عند الله.

يختم شهادته بعبارة تلخّص المسيرة: "شاء الله أن أُحرم من نعمة البصر على يد الأعداء، لكنه أعطاني نعمًا كثيرة: الزوجة والأهل ودعم المجتمع المقاوم. هذه الجراح ليست مأساة، بل امتحان من الله لنواصل السير بثبات في خدمة المجتمع والمقاومة، تمهيدًا لظهور صاحب العصر والزمان".

الكلمات المفتاحية
مشاركة