اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي عدد المغادرين من كيان الاحتلال يفوق عدد المهاجرين إليه

نقاط على الحروف

تشويه صورة المقاومة مستمر:
نقاط على الحروف

تشويه صورة المقاومة مستمر: "العقيدة الشيعية" في صلب الاستهداف

79

لا شك أن الحملات الإعلامية المغرضة التي تسعى إلى شيطنة المقاومة، وتشويه صورتها، ازداد منسوبها بعد الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة. فقد ترافقت هذه الحملات مع ضغوط سياسية وديبلوماسية خارجية وداخلية. هذه المرة اقترنت حملات نزع سلاح المقاومة، بأخرى حاولت المساس بأصل العقيدة الشيعية، واتهام المقاومة بالطائفية وتأجيج الشارع. إعلاميون و"مؤثرون"، برزوا خلال الفترة الأخيرة إن كان على الشاشات أو على وسائل التواصل الاجتماعي، جنّدوا للهجوم على المقاومة، وتشويه قيمها، واتهامها بالطائفية وصولًا إلى تشويه العقيدة لدى الشيعة وإطلاق صفات عليها لا تمت لها بصلة. إذًا افتُعل في الفترة الأخيرة هذا الجدل، ضمن مسار قديم - جديد، يسعى إلى تحطيم قدسية المقاومة وإفراغها من مضمونها النضالي طيلة أربعين عامًا وأكثر. هكذا، برزت في هذه الآونة مقالات صحفية، وتقارير تلفزيونية، تصب في الهدف عينه، وتتهم المقاومة باللجوء إلى أساليب لا تشبه تاريخها، كاستخدام الشارع أو الدخول في حرب أهلية، أو تبني شعارات طائفية مناطقية تقسيمية. مشهدية إعلامية مسيئة سعت إلى تصوير المقاومة كفصيل مارق، يستخدم أساليب ملتوية لخدمة مشروعه، تمهيدًا لتشويه الصورة، وليس انتهاء بخدمة الهدف الأساس إعطاء الذرائع لسحب سلاح المقاومة. 

القرار الحكومي الشهير أطلق شرارة الحملات المغرضة

يمكن القول إن قرار الحكومة اللبنانية الشهير في جلستي 5 و7 آب الماضيين، رفع من منسوب هذه الحملات، في تصوّر ما قد يقدم عليه حزب الله في رده على قرار "حصرية السلاح على كافة الأراضي اللبنانية". طبعًا، الحزب اعتبر أن القرار غير ميثاقي وكأنه لم يكن، في وقت بدأت تتبّدى فيه حملات إعلامية مغرضة استغلت هذا الواقع لتشوه صورة المقاومة، وتدخلها في زواريب الطائفية والمذهبية. يمكن هنا، العودة إلى تغطية "سكاي نيوز" الإماراتية، عشية إقرار الحكومة اللبنانية لهذا القرار. تغطية معنونة: "حزب الله تحت الضغط في لبنان.. هل يلجأ إلى ورقة الطائفية؟". تغطية تشيد بهذا القرار وتصفه بـ"التاريخي والجريء". تقول الشبكة الإماراتية إن هذا القرار دونه تعقيدات تتعلق بما وصفته بـ"اختبار الشارع"، أي استخدام حزب الله للشارع، و"تهديد السلم الأهلي في أي لحظة" كما روّجت. اللافت هنا، اتهام حزب الله باستخدام "الورقة الطائفية"، وسألت: "هل تستطيع الحكومة تنفيذ هذا القرار، أم أن "حزب الله سيجر البلاد إلى مواجهة داخلية أشد خطرًا من أي اعتداء خارجي؟". 

استخدام ورقة الحرب الأخيرة للترويج لـ"طائفية المقاومة"

كان لافتًا في التعاطي الإعلامي التقاطعات في المضامين بين الداخل والخارج. مجموعة سرديات نشرت في الآونة الأخيرة التقت في ما بينها ضمن هدف واحد: تشويه صورة المقاومة ونزع تاريخها النضالي عنها. يمكن، هنا، العودة إلى مقالة نشرت أخيرًا في صحيفة "وول ستريت جورنال"، تعتبر أن حزب الله "يعيش اليوم واقعًا مختلفًا بعد الضربة القاسية التي تلقاها في خريف العام الماضي". وبعد تعداد المقالة للخسائر البشرية والمادية، تدعي أن هذه الخسائر "دفعت بالحزب إلى موقع دفاعي غير معتاد في الداخل اللبناني"، خاصة بعد "تضييق" السلطات اللبنانية الخناق عليه في حظر تعامل "مصرف لبنان" مع "القرض الحسن". وخلاصة هذا الموقع كما تدعي الصحيفة اتكاء حزب الله على "قدرته في حشد الشارع الشيعي"، كما ظهر في تأبين السيد حسن نصر الله، وكما ظهر في نتائج الانتخابات البلدية في أيار الماضي، على حدّ قول الصحيفة. تضيف الأخيرة أن حزب الله "ما زال يملك أوراق ضغط أبرزها الورقة الطائفية في ظل سعي الدولة لفرض احتكارها للسلاح". وربما، تكمن خطورة المقالة في اتهام الحزب "لمواجهة مسار نزع السلاح" بـ"إثارة المخاوف من عودة الصراع الطائفي"، بدل "التصعيد العسكري الداخلي"!. وأيضًا بتصوير "نزع السلاح على أنه هجوم على الشيعة" - كما تدّعي المقالة - من خلال تحالف "حزب الله"، و"حركة أمل"، واستطاعتهما "ممارسة حق النقض الطائفي". 

إقحام العقيدة الشيعية وإسقاط لبنانية المقاومة

على مقلب mtv، لم يكن المسار مختلفًا، وتقاطع مع الإعلام الغربي. فقد بثت المحطة قبل أيام قليلة، تقريرًا إخباريًا تحت عنوان: "الانحدار بالشعارات كشف الجوهر الطائفي لحزب الله". يصب التقرير طبعًا، ضمن الحملات الإعلامية الممنهجة اليومية التي تبثها المحطة في الهجوم على المقاومة ومحاولة تشويه صورتها. تقرير يتخطّى الثلاث دقائق، يتهم المقاومة بـ"انحدار شعاراتها من مقاومة "إسرائيل" إلى العنصرية والمذهبية". جملة افتراءات بحق المقاومة وتاريخها، ساقها التقرير في سبيل تشويه الصورة، لعلّ  أبرزها الدخول على خط العقيدة الشيعية وولاية الفقيه، وإسقاط لبنانية المقاومة ومشروعها النضالي طيلة العقود الماضية. إذ يدعي التقرير أن "حزب الله يبتهج لاحتلال العاصمة"، وأن "عقيدته منذ التأسيس لم تكن مشروعًا وطنيًا بل امتداد لمشروع ولاية الفقيه". يصف التقرير حزب الله بـ"مشروع السلطة الطائفية المسلحة التي تفرض نفسها على الدولة"، عبر الاستعانة بـ"شعار المقاومة أو المظلومية الشيعية"!. ويختتم باتهام المقاومة باستخدامها "ازدواجية الشعارات السياسية". وعلى صفحات صحيفة "الشرق الأوسط" وجلّ الإعلام السعودي، برز الربط ما بين سلاح المقاومة، والشق الديني العقائدي. يمكن هنا، التوقف عند تقرير منشور في الصحيفة السعودية، يتهم فيه المقاومة بـ"التحشيد مذهبيًا لإحباط قرار الحكومة"، والى "شد العصب الطائفي"، واعتبار سحب السلاح يشكّل "استهدافًا للطائفة الشيعية"، في سبيل رفع "اي مواجهة محتملة مع حزب الله"!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة