لبنان

تزامنًا مع حلول الذكرى الـ34 لمجزرة صبرا وشاتيلا، زار وفد من لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة" الإيطالية، المعرض التوثيقي التضامني الدائم الذي أطلقته مؤسسة عامل الدولية بالشراكة مع جمعية بيت أطفال الصمود واللجنة، ضمن مركزها لتنمية القدرات البشرية في حارة حريك في العام 2023، واستقبلهم الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات التطوعية اللبنانية والعربية، بحضور الدكتور قاسم عينا رئيس جمعية بيت أطفال الصمود ومدير المؤسسة الدكتور أحمد عبود وشخصيات محلية وإعلامية.
جال الوفد في أرجاء المركز المؤلّف من عدة طوابق، الذي يقدّم شهريًا آلاف الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والداعمة لمختلف الفئات والأعمار والجنسيات، ويُعتبر خط الدفاع الأول عن حقوق الناس وكرامتهم. كما اطّلع على المعرض الذي ضمّ هذا العام لوحات تعبيرية، ومشاهد تمثيلية عن المجزرة، وفيلمًا وثائقيًا قصيرًا، إضافة إلى نقاشات حول تحويل المعرض إلى مكتبة متنقلة تحمل الذاكرة وتُعمّمها على الأجيال والبلدان.
في كلمته، وجّه الدكتور كامل مهنا التحية إلى الوفد قائلاً: "في العام الماضي، لم تفصل سوى ساعات بين وجودكم معنا هنا في الحارة وبين بدء مرحلة جديدة من العدوان "الإسرائيلي" على لبنان. وها أنتم اليوم، رغم كل التحديات والمخاطر، تعودون لتقفوا معنا مجددًا، تجسيدًا لمعنى الالتزام والشجاعة". وأكد مهنا أن "القضية الفلسطينية تظل معيارًا لصدقية العمل الإنساني، وما نشهده اليوم في غزة من إبادة جماعية هو استمرار للمذبحة نفسها، وامتحان لإنسانية العالم بأسره".
بدوره، شدّد الدكتور قاسم عينا، رئيس جمعية بيت أطفال الصمود، على أن "ذكرى صبرا وشاتيلا المتزامنة مع إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وتصفية القضية، يجب أن تتحول إلى قوة نضالية عالمية، تُترجم بخطوات ملموسة لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإيصال صوته إلى كل المحافل".
أما الوفد الإيطالي، فجدّد التزامه بنقل الرواية الفلسطينية إلى أوروبا والعالم، مؤكدًا أنّ "صبرا وشاتيلا وغزة ليستا مجرد أحداث محلية، بل هما قضية إنسانية كونية تستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حد للإفلات من العقاب ومحاسبة "إسرائيل" على جرائمها المتكررة، فالتضامن وحده لا يكفي، المطلوب فعل سياسي وقانوني يضع حدًا لسياسة الإبادة ويعيد الاعتبار للعدالة".
واختُتمت الزيارة بالتشديد على أن صبرا وشاتيلا ليست ذكرى عابرة، بل جرح مفتوح في ضمير العالم وصرخة متجددة في وجه الظلم، فما يجري في غزة اليوم هو امتداد لتلك الجريمة، والرسالة واحدة: لا عدالة بلا محاسبة، ولا كرامة بلا مقاومة. وبينما يواصل الاحتلال جرائمه تحت أنظار العالم، يبقى صوت الشعوب الحرة، وصمود المراكز الإنسانية كعامل وبيت أطفال الصمود، شاهدًا على أن الذاكرة لا تُمحى، وأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن التضامن العابر للحدود هو السبيل لإبقاء القضية الفلسطينية حيّة في وجدان الإنسانية جمعاء.