اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الحاج حسن : صمود المقاومة أسطورة أجبرت الأميركي والإسرائيلي على التراجع

عربي ودولي

نتنياهو يقود
عربي ودولي

نتنياهو يقود "إسرائيل" إلى التدمير الذاتي

78

رأى ليون هدار في مقالة له نشرت على موقع آسيا تايمز، أن اعتراف رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بأن "إسرائيل" تواجه "عزلة متزايدة على المسرح العالمي" وكلامه عن "أسبارطة العظمى" لا يمثل حكمة إستراتيجية، بل استعراضًا سياسيًّا قد يضع "إسرائيل" على مسار عقلية الحصار والخراب الاقتصادي المفروض ذاتيًّا.

وقال الكاتب، إن حديث نتنياهو عن أسبارطة وتطوير الصناعات العسكرية المحلية من أجل عدم الاعتماد على الأسلحة من الخارج، إنما ذلك يكشف عن مفهوم خطأ تمامًا للتاريخ والحقائق الجيوسياسية المعاصرة.

أضاف بأن أسبارطة كانت عبارة عن مجتمع عسكري معزول مبنيّ على التقسيم الطبقي المجتمعي والركود الاقتصادي. موضحًا أن البراعة العسكرية التي اشتهرت بها أسبارطة جاءت على حساب الديناميكية الثقافية والاقتصادية، ولم يكن لها أي إسهام دائم في الحضارة الإنسانية، سوى الحكايات عن العمل العسكري الجنوني.

ونبه الكاتب من "أن أي دولة في التاريخ المعاصر لا تستطيع الاعتماد على اقتصاد منغلق ذاتيًّا في عالم اليوم، وخاصة "إسرائيل" التي تفتقد إلى الموارد الطبيعية، ولديها سوق محلي صغير الحجم، وتعتمد بشكل كبير على الإيرادات من المواد الخام والطاقة".

وتابع الكاتب بأن "إسرائيل" مضطرة إلى استيراد منصات السلاح مثل الطائرات الأميركية من طراز F - 35 والغواصات من ألمانيا. مشيرًا إلى أن الحديث عن أن "إسرائيل" تستطيع إنتاج صناعات عسكرية عالمية محليًّا هو من الخيال، ولا يعكس إستراتيجية.

هذا، ورأى الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن حديث نتنياهو عن أسبارطة يكشف مقاربته حيال العلاقات الدولية. وبدلًا من أن يعالج المخاوف المشروعة التي أدت إلى عزلة "إسرائيل" المتزايدة، مثل المخاوف المتعلّقة بتوسيع الاستيطان ومعاملة الفلسطينيين وغيره، إنما يختار الانعزالية، وذلك يمثل تخليًّا عن المسؤولية الدبلوماسية.

وأشار الكاتب إلى أن أمن وازدهار "إسرائيل" طالما اعتمد على العلاقات الدولية القوية، وخاصة مع الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين. معتبرًا أن التوتر الحاصل لا يعود إلى المشاعر المعادية لـ"إسرائيل" غير القابلة للتفسير، بل إلى خيارات سياسية محدّدة أدت إلى تنفير الحلفاء التقليديين.

كذلك رأى الكاتب، أن الجانب الأخطر في رؤية نتنياهو عن "أسبارطة العظمى" هو خطر أن تتحقق النبوءة ذاتيًّا، وأن نتنياهو ومن خلال اعتماد الانعزالية والمقاربة العسكرية كخيار حتمي، إنما يتخلى عن الانخراط الدبلوماسي الذي قد يمنع مثل هذه الانعزالية. معتبرًا أن نتنياهو ومن خلال الاستعداد للحصار الاقتصادي، قد يأتي بهذا السيناريو عن غير قصد.

وخلص الكاتب إلى أن رؤية نتنياهو تعني تحويل اقتصاد "إسرائيل" إلى آلة حرب، وتحويل ما يفترض أن يكون "ديمقراطية نابضة بالحياة" إلى "دولة حامية". وعلى غرار ما حصل مع أسبارطة، فإن اختيار العزلة المترافقة مع الاعتماد على القوّة العسكرية على حساب الانخراط والانفتاح من المرجح أن يؤدي أكثر إلى الانحدار بدلًا من بناء القوّة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة