عين على العدو

أفاد موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت الإسرائيلية" بأن الرقيب شمعون دملاش قُتل مساء أمس خلال معركة دارت في مدينة غزّة، في وقت بات يدرك فيه الجيش "الإسرائيلي" أنه يواجه تحديًا عسكريًا متصاعدًا، بعد أن رصدت حركة حماس نقطة ضعف في منظومته الميدانية تتيح لها استهداف القوات "الإسرائيلية" بشكل فعّال ومؤلم.
وأشار إلى أن التقديرات العسكرية "الإسرائيلية" تؤكد أن حماس لا تسعى لخوض معارك "صد تقليدية" أمام القوات المتقدمة، بل تعتمد تكتيكات هجومية تعتمد على الكرّ والفرّ، مع تركيز واضح في الأحياء الشمالية من مدينة غزّة، حيث تنفذ القوات "الإسرائيلية" عمليات تقدم بطيئة و"دقيقة" في محاولتها السيطرة على المدينة.
وأوضح الموقع أن حماس نجحت خلال الأيام الأخيرة في استغلال تصميم التحصينات التي يقيمها الجيش "الإسرائيلي"، والتي كان يُفترض أن تشكّل "حزام أمان للقوات"، لكنّها تحوّلت إلى نقاط ضعف استخدمها مقاومون فلسطينيون لتنفيذ عمليات قنص وهجمات مفاجئة على المدرعات والدبابات.
وبيّن أن المقاومين يستغلون الطبيعة العمرانية الكثيفة والمرتفعة في غزّة، للاقتراب من التحصينات، وتنفيذ هجمات دقيقة تجبر "القوات" الصهيونية على إبطاء تحركها أو التوقف، مما يجعلها عرضة مباشرة للاستهداف.
وأورد الموقع سلسلة حوادث في الأيام الأخيرة، من بينها إصابة مقاتل من الكتيبة 601 للهندسة القتالية برصاصة قناص خلال تواجده في نقطة تزويد مدرعة بالوقود، وإصابة جندي من لواء الـ "ناحال" أثناء تواجده على موقع حراسة لإحدى البطاريات.
كما استعرض التقرير "حادثة خطيرة" وقعت الشهر الماضي، حين أُصيب قائد دبابة "مركافا" برصاصة قناص أثناء اقترابه من أحد التحصينات، قبل أن يقترب "مسلح آخر" ويُلقي عبوة ناسفة داخل البرج، ما أدى إلى مقتل طاقم الدبابة بالكامل والمكوّن من أربعة جنود.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أن "الجيش" بات مضطرًا لاتّخاذ إجراءات فورية لتعزيز الحماية في محيط الملاجئ والتحصينات، تشمل تنفيذ أعمال تجريف لمسافة تتراوح بين 500 إلى 700 متر حول المواقع، لإزالة أنقاض المباني والنباتات التي تُستخدم كمواقع اختباء. كما دعا "الجيش" إلى إنشاء تحصينات داخلية مقاومة للقنص، وزيادة استخدام الطائرات المسيّرة والأنظمة البصرية لمواجهة التهديدات المتزايدة داخل المدينة.
وأكد أن الجيش "الإسرائيلي" وجهاز "الشاباك" يدركان أن حماس تضع على رأس أولوياتها محاولة اختطاف جندي خلال العمليات البرية الجارية، وتعتبر هذا السيناريو هدفًا تكتيكيًا مهمًا تسعى لتحقيقه في المدى القريب.
وذكر التقرير أن تقديرات المؤسسة الأمنية قبل بدء العملية كانت تشير إلى وجود عدد محدود من "الرهائن" داخل مبانٍ وأنفاق في غزّة، لكن التقديرات الحالية تؤكد ارتفاع هذا العدد. وبحسب ما أفاد به الموقع، فقد تم عرض هذه المعطيات مؤخرًا على "رئيس الوزراء" بنيامين نتنياهو.