اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي دور السيد الشهيد العابر للحدود: قيادة التحولات

نقاط على الحروف

يوم علقنا تحت منبر:
نقاط على الحروف

يوم علقنا تحت منبر: "بكربلا الكل استشهد"

58

ماثلةٌ صورنا هناك.. نحن وأنت، وأنت تعني كُلَّنا، بكُلِّنا: لحماً وعظماً وروحاً وبصيرة شاخصة إلى ما بعدَ. مستقرة هتافاتنا في الحناجر أن: لبيك، تفديك الأرواح قائداً وشهيداً ومسيرةً ومساراً.

ثابتة صورتك في الأحداق. بيننا ومن على منبرك، بلا حواجز. كما أحببت وكما كنا نحب. يا سيد كل أيامنا، بمُرها الذي معك اجتزناه صعودنا، وبحُلوها: عزاً يا أبا الشهيد، وتحريراً يا فاتح عهده، وانتصارات يا قائد عصرها.

ملتصقون اليوم، تحت منبرك في ليلة عاشر، قبل عقد من الزمن (٢٣ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٥)…

نجلس تحت كنفك؛ كتفاً بكتف، ونرمقك بأعينٍ لا يسكنها إلا حضورك. والجلوس تحت منبرك: إحياء، وتبصُّر، وموقف، وتلبية، وهو قبل كل هذا مثول في معكسر جدك سيد الشهداء (ع)… وكم شابهته:

شهيداً… جبلاً يُرمى بأكثر من 80 طناً من القنابل فيرتقي بدلاً من السقوط.

محاطاً بأمة أرواحها تنطق قبل ألسنتها: أنبقى بعدك؟!

وقد قتلتها الغارات يا سيد. وقد أحرقتها القنابل. ونثرت أشلاء أبنائها الصواريخ، وقد فُعل بها ذلك ألف مرة ومرة…وما تركتْك.

وينهض من بقي فيه نفس منها، مُغبَّراً من تحت الركام صارخاً: هيهات منا الذلة… على صورتك، وبنبرتك التي لا تعرف مكاناً لضعفٍ أو تراجع.

عالقون عند كلماتك تلك الليلة، تُشخِّص حروبَ المنطقة بوجهها التكفيري، أو بصورة التوحش الإسرائيلي، أنها "بين جبهتين"، و"قائدها ليس أبا بكر البغدادي ولا أيمن الظواهري وليس أبا محمد الجولاني … قائدها الإدارة الأميركية". وأن كل ما تبقَّى هي أشكال حكم ذاتي لهذه الإدارة. و"إسرائيل" فيها قاعدة مركزية… "إذا تعرضت لخطر جدي سيقاتلون للدفاع عنها"، فتحيلنا للحاضر… ثم تتابع:

ومتى ضعفت أميركا في المنطقة وخرجت منها، لن يبقى الكيان على قيد الحياة.

ثم تهزُّ وعيَنا، ملوِّحاً بإصبعك إلى حقيقة مشروع الهيمنة: "ممنوع عليكم في العالم العربي والإسلامي أن تكون لكم دولة قوية، حتى لو كنتم أصدقاء لأميركا، حتى لو كنتم موالين للأمريكان.. المطلوب فقط أن تكونوا عبيداً وأدوات ومطيعين… لأن أميركا لا تريد في هذه المنطقة أصدقاء". وكل العناوين التي تسوّقها للمنطقة من الديمقراطية إلى الحريات والازدهار "كذب وخداع وتضليل".

وتفتح أمام نواظرنا خارطة المنطقة، تفندها بلداً تلو آخر، بالحروب المفتوحة ضد كل من يرفض الخضوع، وبالأدوات توظف التكفير والأنظمة الحاكمة والحرب والعقوبات، والحصار ولوائح الإرهاب. ثم تضعها أنت في إطارها الواضح: "هذه المعركة، سواء مع العدو الإسرائيلي أو مع هذا المشروع الأمريكي التكفيري.. هي معركة الدفاع عن الإسلام وعن قيمه وسمعته ومقدساته، وعن مظلومي هذه المنطقة".

وبعدها تأخذنا معك، نرمق بأبصارنا أقصى القوم. وكلماتك ليلتها تحيينا، فنحيلها عملاً وثباتاً. وعند كل شدة، تعيدها علينا مسامعُنا، كأنها قيلت للحظاتنا هذه:

"نحن أيضاً في هذه المعركة لن نتراجع.

إذا كان هناك أحد يراهن على تعبنا أو يعُد لنا شهداءنا.. بكربلا الكُل استشهد - نجا واحد أو اثنان- أريد ممن يقوم بتعداد شهدائنا أن يسمع، وليسمع من يراهن على تعبنا أو على تراجعنا.. فليسمعوا: هذه معركة نؤمن بها، ونخوضها عن بصيرة، وسنشارك فيها، وسننتصر فيها إن شاء الله".

عالقون عند العبارة هذه يا سيد. لا تهدأ في أسماعنا: "بكربلا الكل استشهد".

ثم ينتشلنا خطابك الأخير، مودعاً: "سنتمكّن إن شاء الله من تجاوز هذا الامتحان بشموخ وبرؤوس مرفوعة… هذه الضربة الكبيرة والقوية وغير المسبوقة لم تُسقطنا ولن تُسقطنا".

فهل تُعايِننا اليوم؟ ونحن نقف عند بابك، نفرغ عندك قصصنا: من فقدنا، وماذا بقي… ويطول حديثنا عن بطولاتهم، وعن عزمنا وإصرارنا نستمده منك شهيداً أكثر منه قائداً تُلهب نفوسنا… ثم نسألك بعدها: هل وفَّينا يا سيد؟

وفي كل مرة، نعيدها عند رأسك وسنبقى: "هذا الطريق سنكمله لو قُتلنا جميعاً، لو استشهدنا جميعاً، لو دمرت بيوتنا على رؤوسنا لن نتخلى عن المقاومة".

فقَرَّ عينا يا سيِّد كل أيامنا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة