عين على العدو

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية استطلاع رأي، أجراه معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، يحتوي على معطيات راهنة وبيانات تمتد على مدار سنتين من الحرب، مشيرةً إلى أن هناك في نتائجه ما يدعو إلى الكآبة، "وهو مناسب تمامًا ليوم الغفران الذي اجتزناه للتو".
وأضافت الصحيفة: "على مدار عامين، بقيت نسبة ثقة الجمهور اليهودي بالحكومة بين 26% - 30% فقط. وقد حدثت قفزة صغيرةـ لمدّة أسبوع أو أسبوعين في أثناء الحرب مع إيران، وهذا كلّ شيء"، لافتةً إلى أنّه: "وعند احتساب نسبة الثقة المنخفضة أكثر بين الجمهور العربي، نحصل على دولة تُظهر انعدام ثقة شامل بحكومتها في الوقت الذي تتّخذ فيه قرارات حياة أو موت".
وبحسب الاستطلاع؛ شهد نتنياهو على الصعيد الشخصي ارتفاعًا طفيفًا: في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بلغت نسبة الثقة به 28%، أما اليوم فقد ارتفعت إلى 36% بين الجمهور اليهودي. من بين جميع الخطب، والتصريحات للصحافة وشعارات "النصر المطلق" ومقاطع الفيديو في وسائل التواصل هذا هو التغيير الوحيد.
وأشار الاستطلاع إلى أنّ ستة من كلّ عشرة "إسرائيليين" يقولون إن الحرب خفّضت من مستوى ثقتهم بالحكومة، وسبعة من كلّ عشرة يقولون إنهم غير راضين عن إدارة الحكومة للحرب. "معًا سننتصر"؟ ربما، لكن ليس مع هذه الحكومة.
وعن السؤال نفسه؛ يقدّم الجمهور "الإسرائيلي" صورة معاكسة بخصوص "الجيش الإسرائيلي"، إذ إنّ 6 من كلّ 10 راضون عن إدارة الجيش للحرب، وذلك حتّى بعد احتساب آراء الجمهور العربي، والذي من المتوقع أن يرى الأمور بشكل مختلف. وأشار الاستطلاع إلى أنّه كان لافتًا أن هناك ضعف عدد المستطلَعين العرب الذين يعتقدون أن "الجيش الإسرائيلي" يدير الحرب بشكل جيد، على الرغم من الاتهامات كلها بارتكاب إبادة جماعية مقارنةً بأولئك الذين يعتقدون أن الحكومة تدير الحرب كما ينبغي( 19% مقابل 9%). وأضاف أنّه في المحصلة، وبعد الفشل المدوّي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تمكّن "الجيش الإسرائيلي" من استعادة مكانته العامة في الرأي العام "الإسرائيلي".
ورأت الصحيفة أنّ "الجيش الإسرائيلي" لا يمكن أن يركن إلى أكاليل الغار، فبينما ظلت الثقة به مرتفعة للغاية خلال العامين الماضيين، حيث تراوحت بين 86% إلى 90%، تراجعت الثقة بقدرته على التحقيق. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعرب أكثر من 65% من "الإسرائيليين" عن ثقتهم الكبيرة بقدرته على التحقيق واستخلاص الدروس، وفي سبتمبر/أيلول 2025، لم تتجاوز هذه النسبة 40%، فيما يعتقد 56% من "الإسرائيليين" أن "الجيش "لإسرائيلي" غير مستعد للدفاع عن مستوطنات في الضفّة من هجوم مماثل لهجوم 7 تشرين الأول.
كما لفتت الصحيفة إلى أنّ المعطى الأكثر إثارة للاهتمام، والأكثر منطقية أيضًا، هو أنّه كلما طال أمد الحرب كان "الإسرائيليون" أقل قلقًا من التهديدات الأمنية، فإذا كان في حزيران 2024 أقل من نصف "الإسرائيليين" قد قالوا إن التوترات الداخلية هي مصدر قلقهم، فإن النسبة اليوم بلغت 61%، مشيرةً إلى أنّ المثير أيضًا هو أن الاستطلاع كشف وجود 4% من "الإسرائيليين" غير قلقين إطلاقًا: لا من التهديدات الأمنية ولا من التوترات الداخلية، ويبدو أن هذه هي الشريحة الانتخابية التي تشعر وكأنها تعيش في زمن المعجزات.