اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي خطاب بعبق الشهادة

نقاط على الحروف

أن تُغنيك قنوات تلفزيونية عن الإعلام العبري!
نقاط على الحروف

أن تُغنيك قنوات تلفزيونية عن الإعلام العبري!

73

الإعلام العبري بكلّ أطيافه هو إعلام حربيّ يجتهد في الترويج للدعاية الصهيونية وفي صناعة البروباغندا التي تخدم مشروع كيانه. وهذا أمر طبيعيّ ومفهوم، ولا سيّما بعد أن أصبح الإعلام ميدانًا حربيًّا. 

لذلك، ليس صادمًا مثلًا أن نرى المنصّات الإعلامية "الإسرائيلية" وهي تمارس التضليل بشأن الأهداف التي قصفتها الطائرات، فتدّعي مثلًا أنّ البيوت التي تُقصف في الجنوب إنّما هي مراكز عسكرية لحزب الله أو تروّج لصور فيها ما يوحي باستهداف "دسم" حين تقصف الجبال والأحراج وتندلع فيها النيران. 

وفي سياق متصل، ليس مستغربًا أن يكون الإعلام العبري رأس حربة في الحرب النفسية ضدّ مجتمع المقاومة سواء عبر تقارير وأخبار ومقالات فحواها الترهيب والتهويل والتهديد، أو عبر "متحدّثين" يرسمون بكلماتهم خارطة "إسرائيل الكبرى" ويتبجّحون بمقدرة كيانهم على القتل والتدمير.

 كلّ هذا وأكثر هو الدور الطبيعيّ والمتوقّع للإعلام في كيان العدوّ. أمّا أن يقوم إعلام ناطق بالعربية بهذا الدور، وإن كانت ارتباطاته واضحة وخطّه السياسيّ المعادي مكشوفًا بحيث لا يسبّب صدمة ولا يثير عتبًا، فالمسألة لها أبعاد تتجاوز الاصطفاف السياسي المحلّي، وتتّخذّ وجهين: وجهًا قانونيًّا وآخر أخلاقيًّا. وفي كلا الوجهين، يحافظ على نفس المقدار من الانحطاط المهنّي. 

على المستوى القانوني، خرق بعض الإعلام المحليّ، وبشكل خاص MTV، الكثير من المواد القانونية المتعلّقة بجرم الخيانة، وأبرزها المواد ٢٧٤ و٢٧٥و٢٧٦: إنّ متابعة "الأخبار العاجلة" التي تبثّها هذه المؤسّسة عبر شاشتها ومنصّاتها الإلكترونية، تُظهر أنّها لا تتبنّى الخبر بصيغته "العبرية" فحسب، بل تتفوّق عليه في الترهيب والتهويل. على سبيل المثال: "إسرائيل: متيقّظون... 

ولن ننتظر لبنان طويلًا!" أو "ضوءٌ أخضر لـ"إسرائيل"، وعمليات أوسع". ناهيك عن الترويج للذرائع "الإسرائيلية" قبل وبعد كلّ عدوان، وعن التبرير له واعتباره "حقًّا طبيعيًّا" للعدوّ مع الحرص على تذنيب المقاومة وتحميلها مسؤولية حصوله، لا في سلاحها فحسب، بل في أصل وجودها. 

مع اقتراب ساعات الفجر اليوم، أشعل العدوّ عتمة الجنوب بالغارات. أوقظت أصوات الطائرات متبوعة بالقصف كلّ أهل الجنوب حتّى البعيدين نسبيًّا عن مكان الاستهداف. 

مشهد الحريق الذي أضاء منطقة النبطية بأسرها، بكلّ ما يحوي من إرهاب، لم يكن أكثر من الخبر التالي: "الطيران "الإسرائيلي"  شنّ سلسلة غارات عنيفة على موقع للحزب في جبل الشقيف في جنوب لبنان". 

وهنا، في جملة واحدة، تمكّنت المؤسّسة "اللبنانية" من صياغة السقوط المهنّي بكلّ صوره، إذ تبنّت بالكامل الرواية "الإسرائيلية" وبثّتها دون تدقيق أو مراجعة حتّى، أقلّه على اعتبار احترام عقول المتلقين.

باختصار، ليس غريبًا على مؤسّسة تعادي الأرض وأهلها أن تتفنّن بالسقوط، وأيضًا ليس غريبًا أن يصبح صوت المشروع الصهيوني في البلد وقحًا إلى هذا الحدّ، فقد عمل الأميركي طوال سنين على صناعة أدوات تنطق بما تأمرها به "عوكر". 

الغريب فقط، هو مقدرة هذه الأدوات على اختلاق مراتب جديدة في الحضيض المهنيّ والأخلاقي، فكلّما قلنا بلغوا أحطّها، أذهلونا بأنّهم تفوّقوا على أنفسهم ووجدوا الأحطّ.

الكلمات المفتاحية
مشاركة