عين على العدو

نشر ما يُسمّى مؤشر المجتمع "الإسرائيلي" الصادر عن معهد سياسة "الشعب اليهودي" (JPPI) لشهر تشرين الأول 2025، أمس، صورة عن واقع مجتمع العدو.
مشاعر القلق
وبحسب الاستطلاع الذي أوردت نتائجه صحيفة "معاريف"، فإن أكثر من 4 من كل 10 "إسرائيليين" (43%) يشعرون في الأساس بـ"الغضب" أو "الحزن" أو "اليأس"، فيما قرابة الثلث (31%) وصفوا إحساسهم الأساسي بأنه "قلق"، وفقط ربع المستطلعين (26%) قالوا إنهم "متفائلون" أو "مصمّمون".
وأشار الباحثون إلى أنه حتى بعد مرور عامين على اندلاع الحرب، لم تتغير مشاعر الجمهور تقريبًا مقارنة بالسنة والنصف الأولى التي تلتها، إذ ما زال "الإسرائيليون" في الحالة النفسية ذاتها.
وبرز في الاستطلاع فجوات واضحة بعد التقسيم إلى مجموعات سكانية: بين اليهود، الشعور السائد هو القلق، وبين العرب الحزن. العلمانيون والتقليديون يميلون إلى القلق، في حين أن المتدينين والحريديم أفادوا بأنهم يشعرون بالتفاؤل.
ووفق الاستطلاع، فإن الانتماء السياسي أيضًا يؤثر في الحالة العاطفية: مؤيدو الليكود وقوة يهودية يصفون "العزيمة" كالعاطفة المركزية لديهم (42%)، بينما مؤيدو "إسرائيل بيتنا"، وغادي آيزنكوت، ويوعاز هندل، ونفتالي بينت يميلون أكثر إلى مشاعر القلق (بين 42% و49%)، أما في أوساط مؤيدي حزب الديمقراطيين فتبرز مشاعر القلق (27%) واليأس (26%). وبين ناخبي اليسار اليهودي، يشعر ثلثهم بالقلق (33%) ونسبة شبه مماثلة باليأس (31%).
ولفت الاستطلاع إلى أنّ مستوى الثقة لدى الجمهور اليهودي بالحكومة بقي منخفضًا: نحو ثلاثة من كل خمسة يهود (حوالي 60%) يعبّرون عن ثقة منخفضة بالحكومة.
كيف ينبغي لـ "إسرائيل" أن تتصرف تجاه الفلسطينيين؟
وفي أعقاب اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطينية، سُئل الصهاينة: كيف ينبغي لـ "إسرائيل" أن تتصرف تجاه الفلسطينيين؟ فكانت النتيجة:
- ثلث الجمهور (35%) و42% من اليهود يعتقد بأن على "إسرائيل" أن تعزز سيطرتها على الضفة الغربية، وأن توسع المستوطنات، وأن تدرس حل السلطة الفلسطينية وحتى ضمّ الأراضي.
- ثلث آخر (30% من عموم الجمهور و34% من اليهود) يؤيّد الانفصال الكامل عن الفلسطينيين، بما في ذلك تفكيك المستوطنات الواقعة خارج الكتل الكبرى.
- ربع الصهاينة (25%، ومن بينهم 15% فقط من اليهود) يؤيدون مسار "سلام" يشمل إقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل".
الهجرة خيار
كذلك قال 25% من المستطلعين في الاستطلاع إنه لو كانت لديهم إمكانية عملية للهجرة إلى الخارج لفعلوا ذلك (11% "يوافقون بشدة" و14% "يوافقون إلى حدٍّ ما")، فيما في أوساط اليهود تبلغ النسبة نحو 22%.
في المقابل، فإن أغلبية كبيرة من الجمهور (64%) ترفض فكرة الهجرة، بينما 46% من ذوي التوجهات اليسارية و31% من المنتمين إلى الوسط قالوا إنهم كانوا سيهاجرون لو تمكنوا، في حين 87% من المنتمين إلى اليمين يعارضون الفكرة بشدة.
تجنيد الحريديم
ومع اقتراب افتتاح دورة الكنيست والنقاش حول قانون التجنيد، يشير الاستطلاع إلى إجماع نسبي واسع وفقًا للأرقام التالية:
- 68% من اليهود يعتقدون بأن على الكنيست إلزام معظم الحريديم بالخدمة في الجيش "الإسرائيلي".
- غالبية هؤلاء يؤيدون أيضًا سحب الحقوق والمزايا ممن لا يتجندون، فيما يؤيد جزء صغير فرض عقوبات جنائية.
- 19% يرون أنه يجب إقناع الحريديم بالتجنيد من خلال الحوار فقط، و4% يؤيدون استمرار الإعفاء الكامل.
- 57% من اليهود يعتبرون عدم تجنّد الحريديم دليلاً على ضرورة زيادة الضغط والعقوبات، بينما 36% يعتقدون أنه لا يمكن فرض التجنيد بالقوة ويجب العودة إلى الحوار.