عين على العدو

رأت الكاتبة في الشؤون السياسية في صحيفة "يسرائيل هيوم" شيريت أبيطان كوهين أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحرص في لقاءاته مع الشركاء السياسيين ومع عائلات الجنود القتلى في الحرب وحتى في الجلسة الأخيرة للكابينت على تكرار رسالة واحدة وواضحة: التباينات، والغموض، وتعدد الصيغ المتعلقة بالصفقة بين ما عرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبين الوعود الشفهية التي قُدمت بالعبرية"، مشيرة الى أن "كل هذه الأمور هي جزء من التكتيك المطلوب لإنجاز الصفقة".
وأضافت: "خلال الجلسة نفسها، اتهمت الوزيرة أوريت ستروك نتنياهو المذهول بأنه يدفع نحو تنفيذ "اتفاق أوسلو ج". كما في عهد إسحاق رابين، لم يكن أحد يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، بل إلى سلطة حكم ذاتي فلسطينية منزوعة الارتباط بـ"إسرائيل"، وقالت إن "النتيجة، سواء كانت تحت حكم حماس أو السلطة الفلسطينية أو حزب جديد، ستبقى واحدة: خطر أمني يهدد آلاف "الإسرائيليين"".
وتابعت كوهين: "على الرغم من العرض المتكرر الذي قدمه زعيم المعارضة يائير لابيد لتوفير "شبكة أمان سياسية" تتيح تمرير الصفقة، إلا أنّ تتبّع قائمة المؤيدين خلال جلسة الحكومة الأخيرة يُظهر أن نتنياهو يمتلك الأغلبية المطلوبة داخل وزراء "الليكود" حتى من دون دعم لابيد"، لافتة إلى أنّ "الصفقة، بطبيعتها، لا تحتاج إلى مصادقة الكنيست، ومع ذلك، قال لابيد أمس إن مبعوثين من فريق ترامب تواصلوا معه للاستفسار عمّا إذا كانت شبكة الأمان التي عرضها ما تزال قائمة".
وبحسب كوهين، نتنياهو في هذه الأثناء، يحافظ على تماسك ائتلافه وشركائه القلقين -بمن فيهم أولئك الذين لن يصوتوا لصالح الصفقة- عبر وعود شفهية واختبار أولي قصير الأمد: إذا أُفرج عن جميع الأسرى حتى نهاية الأسبوع، وبعد ذلك فقط ينسحب الجيش "الإسرائيلي" من أجزاء من قطاع غزة، فستصادق الحكومة على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، فيما سيبقى كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضمن الائتلاف في المرحلة الثانية أيضًا. عمليًا، حتى أشد المنتقدين للصفقة داخل الحكومة لا يتحدثون حاليًا عن إفشالها، وهو ما يُعدّ "إنجازًا سياسيًا لافتًا" بالنسبة لبنيامين نتنياهو".
من المقرر، وفق كوهين، أن تتوجه بعثة "إسرائيلية" إلى مصر لاستئناف المفاوضات، تضم منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، وعددًا من كبار مسؤولي جهاز "الشاباك" والموساد، إلى جانب طواقم عمل ميدانية. وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لن ينضم إلى الوفد في هذه المرحلة، بل فقط عندما تبدأ الاتصالات النهائية لإغلاق الصفقة. الوفد سيجتمع مع فرق الوسطاء، بمن فيهم الممثلون الأميركيون، على أن يجري التفاوض وفق التفاهمات بين ترامب ونتنياهو، أي محادثات مكثفة تمتد لأيام قليلة بهدف التوصل إلى إطلاق سراح الأسرى.
وتابعت كوهين: "في لقاء عقده أمس مع عائلات القتلى وأعضاء إدارة "منتدى البطولة"، قدّم أربعة وعود لم تُدرَج في أي وثيقة رسمية: قال: "لن ننتقل إلى أي بند من بنود الخطة الـ21، حتى يتم إعادة جميع الأسرى، الأحياء والأموات، حتى آخر أسير، كلّهم". وأضاف: "السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة في "اليوم التالي". لن يشارك أي ممثل عن حماس ولا أي ممثل عن السلطة في إدارة القطاع"، مؤكدًا أنه "إذا لم يتم تحرير الأسرى ضمن المهلة التي حدّدها ترامب، فستعود "إسرائيل" إلى القتال بدعم كامل من جميع الدول المشاركة". وختم: ""إسرائيل" ستكون مسؤولة ومشاركة في نزع سلاح القطاع"".
وعليه، رأت كوهين أنّ "جميع البنود الغامضة في الاتفاق تشير إلى مناقشات مستقبلية حول تفاصيل لم تُحسم بعد، وتنفيذها قد يشكّل خطرًا على "إسرائيل"، بينما تطبيقها وفق وعود نتنياهو قد يضمن وضعًا أمنيًا مستقرًا لسكان مستوطنات "غلاف غزة". ما الذي سيحدث فعلاً؟ في هذه المرحلة، يحظى نتنياهو بمهلة سياسية لمراقبة مسار المفاوضات، على أساس مبدأ "الأسرى أولاً"".