إيران

قاليباف: إيران لن تُقدّم أدنى تنازل لأوهام أوروبا حول أراضيها
قاليباف: "طوفان الأقصى" كسر هيمنة الكيان "الإسرائيلي"
أدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج والاتحاد الأوروبي بشأن الجزر الإيرانية الثلاث، قائلًا: "إن إيران لن تقدم أدنى تنازل بشأن ادعاءات الاتحاد الأوروبي السخيفة المتكررة عن الجزر الإيرانية (تنب الكبرى، تنب الصغرى، أبو موسى).
وخلال الجلسة العامة لمجلس الشورى الإسلامي، اليوم الأربعاء (8 تشرين الأول 2025)، أضاف قاليباف: "إننا ندين بشدة الادعاءات التدخلية، والتي لا أساس لها، والواردة في البيان المشترك لاجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي والاتحاد الأوروبي، لاسيما تكرار الادعاءات الباطلة عن الجزر الإيرانية: تنب الكبرى، وتنب الصغرى، وأبو موسى".
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "لقد ثبّتت وحدة الأراضي الإيرانية بدماء مئات الآلاف من شباب هذا الوطن الأوفياء، ولن يتسامح الشعب الإيراني، ولو بأدنى قدر مع أي متوهّم، يحاول المساس بها".
عملية "طوفان الأقصى" قلبت معادلات القوى الاستكبارية العالمية
في الذكرى السنوية الثانية لعملية "طوفان الأقصى" التي نفّذها أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة حماس، رأى قاليباف أن هذه العملية لم تُوجه ضربة فنية واستراتيجية فحسب للكيان الصهيوني الغاصب، بل قلبت أيضًا معادلات القوى الاستكبارية العالمية رأسًا على عقب، وأغرقت الكيان الصهيوني في مستنقع الهزيمة، وقضت على مخططاته المستقبلية في غرب آسيا.
وأشار إلى أنه: "على الرغم من مرور عامين على تلك العملية، فقد قام الكيان المحتل، بدعم لا يُحصى من أميركا، بارتكاب مجازر ضد المدنيين، راح ضحيتها أكثر من 76 ألف فلسطيني، وحوّل قطاع غزة إلى أنقاض، واغتال قادة كبارًا مثل الشهيد السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين وإسماعيل هنية ويحيى السنوار. لكن جبهة المقاومة، في فلسطين ولبنان واليمن، ودعم الشعب الإيراني الصابر والثابت، أوصل الوضع في المنطقة إلى درجة جعلت الكيان الصهيوني أكثر الأنظمة كرهًا وبغضًا في العالم".
وأضاف قاليباف: "الصهاينة فقدوا راحتهم الأمنية والنفسية في معظم أنحاء العالم خوفًا من ردود فعل الشعوب، ووصلت نسبة التشاؤم بين مستوطنو الأراضي المحتلة بشأن الأمن والاقتصاد والتماسك الاجتماعي إلى مستويات حرجة تقارب الثلث. كما تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن الهجرة العكسية (من فلسطين المحتلة إلى الخارج)، تفوق حاليًا بأكثر ثلاث مرات من الهجرة إليها".
حماس لم تُهزم
كما شدّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على أن: "حماس لم تُهزم، بل أصبحت تفرض شروطها على الكيان "الإسرائيلي""، موضحًا: "لقد تحوّل الكيان الصهيوني من مرحلة التطبيع إلى تهديد وجودي رئيسي في المنطقة. أما حزب الله في لبنان، فقد هزم جيش هذا الكيان، وحافظ على قدراته العسكرية وأعاد بناءها، فسلب النوم من عيون جيش الكيان الصهيوني، كما أن مقاومة اليمن لا تسمح لأي ميناء أو مطار في المناطق المحتلة بالاستقرار والهدوء. باختصار، بعد عامين من عملية طوفان الأقصى، يعاني الكيان الصهيوني أزمة وجودية حقيقية".
وأردف: "مهما حاول نتنياهو الحقير تغطية أزمة بقاء هذا الكيان، بعمليات الدعاية النفسية، فلن يستطيع حجب شمس الحقيقة. وهي في كبد السماء".
وأشاد قاليباف بقوة وإقدام الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ومجموعات المقاومة المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك اليمن والعراق وكل الجغرافيا الواسعة للمقاومة، مؤكدًا أن اليوم لم تعد حدود جغرافية المقاومة تقتصر على غزة وصنعاء وبيروت فحسب، بل امتدت إلى سيدني وبرلين وبرشلونة ومدريد ولندن وأمستردام وتورونتو، بل وحتى إلى جامعات ومدن الولايات المتحدة الأميركية، مضيفًا، كما أن حملات المقاطعة العالمية للكيان الصهيوني أصبحت واسعة الانتشار، وأسطول الصمود العالمي المشرف يمثل رمزًا لانتشار المقاومة في جميع أنحاء العالم.
ولفت إلى أن عملية "طوفان الأقصى" لم تكسر فقط هيمنة الكيان "الإسرائيلي"، بل دفعت العالم أيضًا نحو التحرر من الهيمنة الأميركية ودعم المظلومين والقضاء الكامل على مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وختم قائلًا: "إن مجلس الشورى الإسلامي، وبصفته ممثلًا للشعب الإيراني المناهض للظلم، يؤكد دعمه الشامل للقضية الفلسطينية، ويدعو المؤسسات الدولية الى محاسبة الكيان الصهيوني قانونيًا على جرائمه. وفي الختام، نوجّه التحية إلى أرواح شهداء عملية "طوفان الأقصى"، بمن فيهم قادة حماس وحزب الله، ونعاهد بأن نبقى إلى جانب المقاومة حتى التحرير الكامل للقدس الشريف".