فلسطين

مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بدأت في قطاع غزّة أعمال إزالة الركام؛ تمهيدًا لانطلاق مرحلة إعادة الإعمار، بعد عامين من الحرب الإجرامية التي شنّها الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع، والتي خلّفت أكثر من 68 ألف شهيد ودمارًا طاول معظم البنى التحتية المدنية.
وأوضح ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزّة، جاكو سيلييرس، أنّ فِرق البرنامج باشرت تنفيذ خطط "التعافي المبكر" عبر إزالة الأنقاض التي تُقدَّر كميتها بنحو 55 مليون طن؛ أي ما يعادل 14 هرمًا من أهرامات الجيزة، تمهيدًا لإطلاق ورشة الإعمار الكبرى المنتظرة.
وفي ظل الأوضاع الإنسانية القاسية، شددت منظمة "أطباء بلا حدود" على أن وقف إطلاق النار وفتح المزيد من المعابر أمام المساعدات الإنسانية يشكّلان "فرصة عاجلة لإنقاذ الأرواح"، داعيةً إلى تسريع عمليات الإجلاء الطبي للمرضى الذين لا يمكن علاجهم داخل القطاع المحاصر.
من جانبها، وصفت المتحدثة باسم منظمة "يونيسف"؛ تيس إنغرام، الوضع في غزّة بأنه "مروع للغاية"، مؤكدةً في تصريحٍ للجزيرة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية والحاضنات وأجهزة التنفس الصناعي، فيما يواجه آلاف الأطفال خطر الموت بسبب سوء التغذية.
وفي السياق ذاته، دعا نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة؛ فرحان حق، إلى السماح بدخول كميات أكبر من مواد الإيواء قبل حلول فصل الشتاء، مشيرًا إلى أن منظمات الإغاثة تمكّنت من إيصال نحو 300 خيمة وقرابة 15 ألف بطانية للنازحين في خان يونس.
ورغم مرور أكثر من أسبوعين على وقف إطلاق النار، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أن ما دخل القطاع لا يتجاوز 986 شاحنة مساعدات، ما يعكس استمرار سياسة الخنق والابتزاز الإنساني التي يفرضها الاحتلال على أكثر من مليونَي ونصف مليون مواطن في القطاع المحاصر.
ميدانيًّا، تعمل طواقم بلدية غزّة على فتح الطرق وإصلاح شبكات المياه وجمع النفايات وتشغيل الآبار ومحطات الضخ، ضمن خطة عاجلة لترتيب الأولويات وتحديد ما يمكن إنجازه سريعًا في ظل الإمكانات المحدودة.
ومع كلّ الجهود الجارية لإعادة الإعمار، تسود المخاوف في الأوساط الفلسطينية من أن يكون الهدوء الراهن موقّتًا، إذ لا أمان للاحتلال "الإسرائيلي" ولا لحليفه الأميركي اللذين ما زالت أطماعهما في غزّة قائمة، ما يجعل احتمال تجدّد العدوان واردًا في أي لحظة، خصوصًا في ظلّ غياب ضمانات دولية حقيقية لوقف الحرب نهائيًّا.