اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ عكرمة صبري: المسجد الأقصى في خطر داهم نتيجة الحفريات "الإسرائيلية" 

خاص العهد

لا انتشار  للملاريا في لبنان.. وزارة الصحة تتابع عن كثب وتطمئن اللبنانيين
خاص العهد

لا انتشار  للملاريا في لبنان.. وزارة الصحة تتابع عن كثب وتطمئن اللبنانيين

94

بعد تداول أخبار عن تسجيل إصابات بمرض الملاريا في لبنان خلال الصيف الفائت، وما رافقها من تساؤلات حول احتمال وجود انتشار محلّي للمرض، أكّدت وزارة الصحة العامة عبر مصلحتها المعنية أنّ الوضع تحت السيطرة التامة، وأنّ الحالات المسجّلة وافدة من الخارج، كما جرت العادة في السنوات السابقة.

في حديث  لموقع "العهد الإخباري"، أوضحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في الوزارة؛ الدكتورة عاتكة بري، المعطيات العلمية والطبية الدقيقة المتعلقة بالحالات الأخيرة، والإجراءات التي اتُّخذت للتأكد من خلوّ لبنان من أي بؤر انتقال محلّي، مطمئنةً إلى أنّ لا داعي للهلع وأنّ الوزارة تتعامل مع الأمر بمنهجية علمية صارمة.

حالات وافدة لا محلّية

تقول الدكتورة بري إنّ لبنان يسجّل سنويًا عشرات الحالات الوافدة من الملاريا، والسبب يعود إلى وجود عدد كبير من اللبنانيين المقيمين والعاملين في دول أفريقية وآسيوية يُعتبر المرض فيها مستوطنًا.

وأضافت، أنّه تُسجّل من حين إلى آخر حالات نادرة لم يثبت ارتباطها بالسفر، لكنّ ذلك لا يعني وجود انتشار محلّي، بل يُعزى أحيانًا إلى عدم إفصاح بعض المرضى عن سفرهم لأسباب خاصة، أو عبر نقل الدم، علمًا أن المرض قد ينتقل أيضًا عبر زراعة الأعضاء.

لا انتقال من شخص إلى آخر

وشدّدت بري على أنّ الملاريا ليست مرضًا معديًا بين الأشخاص، إذ لا تنتقل من إنسان إلى آخر مباشرة، بل عبر لسعة بعوض من نوع "الأنوفيلوس" (Anopheles)، وهو نوع نادر في لبنان ولا يُسجّل وجوده إلا في مناطق محدودة، مشيرةً إلى أنّ الفرق المختصة التابعة للوزارة لم ترصد أي بعوض ناقل للمرض في العينات التي جُمعت مؤخرًا من المناطق التي أُبلغ فيها عن إصابات.

ولفتت بري إلى أنّ وزارة الصحة كانت قد أصدرت تعميمًا تذكيريًا للمستشفيات قبل نحو شهر بعد تسجيل حالة مريضة لم تُشخّص إصابتها بالملاريا في الوقت المناسب، ما أدى إلى مضاعفات صحية خطيرة لديها.

وقالت: "أردنا من خلال التعميم أن نذكّر الأطباء بضرورة التفكير بالملاريا عند وجود حرارة غير مفسّرة الأسباب، حتى لو لم يثبت سفر المريض إلى الخارج"، مؤكدةً أنّ التشخيص المبكر يُنقذ حياة المريض ويمنع المضاعفات.

إجراءات ميدانية دقيقة

وأوضحت بري أنّه بعد تسجيل ثلاث حالات خلال الصيف لم يثبت ارتباطها بالسفر، باشرت فرق الوزارة تحقيقًا ميدانيًا شاملًا، بدأ بالبحث في محيط المرضى ومخالطيهم، حيث تمّ إجراء فحوصات لجميع من ظهرت لديهم أعراض حرارة خلال شهر من تاريخ تشخيص الحالة، وقد جاءت كل النتائج سلبية.

كما جرى تنفيذ مسح بيئي بالتعاون مع خبير اختصاصي في علم الحشرات، شمل جمع عينات من البعوض في المناطق المعنية للتأكد من وجود "الأنوفيلوس" الناقل للملاريا، وجاءت النتائج لتؤكد عدم وجود هذا النوع من الحشرات في تلك المناطق.

أرقام ضمن المعدلات الطبيعية

وفي الأرقام، أشارت الدكتورة بري إلى أنّ لبنان سجّل هذا العام نحو 234 حالة ملاريا مرتبطة بالسفر، مقابل ثلاث حالات لم يثبت سفرها، وهي أرقام تقع ضمن المعدل السنوي الطبيعي الذي يتراوح بين 250 و300 حالة.

وقالت، إنّ هذه الأرقام "لا تستدعي القلق، وهي مماثلة لما يُسجَّل في السنوات الماضية"، مضيفةً: "في بعض الأعوام تظهر حالة أو حالتان سفرهما غير مثبت، وهذا أمر روتيني نتابعه دائمًا بالتقصي والفحوصات".

تعاون وطني ومتابعة مستمرة

وأكدت بري، أنّ وزارة الصحة العامة تتابع عن كثب الأمراض الانتقالية والمستجدة، عبر لجنة وطنية تضم اختصاصيين من القطاعين العام والخاص، تعمل على تحليل الحالات ومتابعة نتائج الفحوصات الميدانية بشكل دوري.

وشددت على أنّه حتى اللحظة لا توجد أي مؤشرات على انتشار محلّي للمرض في لبنان.

وختمت بالقول: "الملاريا مرض يمكن السيطرة عليه إذا جرى تشخيصه مبكرًا، ونحن نعمل بتنسيق دائم مع المستشفيات والمختبرات من أجل التشخيص  والعلاج السريع"، مطمئنةً اللبنانيين إلى أنّ الوضع الوبائي للملاريا مستقرّ وآمن.

الكلمات المفتاحية
مشاركة