اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الإبادة الصامتة وحصريَّة الاشتباك

نقاط على الحروف

إعلام الوصاية يلمّع صورة
نقاط على الحروف

إعلام الوصاية يلمّع صورة "الميكانيزم" ويتواطأ مع الجرائم "الإسرائيلية" 

144

"الميكانيزم" أو ما يسمّى بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار، والتي شكلت بعيد انتهاء الحرب العدوانية "الإسرائيلية" الأخيرة على لبنان، والتي من مهامها مراقبة تنفيذ القرار 1701، مرّ نحو عام على إنشائها، وما يزال الإعلام الذي يدور في الفلك الأميركي يغيّب تمامًا تغاضي هذه اللجنة التي يرأسها جنرال أميركي، عن الخروقات "الإسرائيلية" اليومية والاعتداءات الجسيمة التي تطال الحجر والبشر منذ وقف إطلاق النار على الأراضي اللبنانية. هذه السردية عُمل على إسقاطها تدريجيًا على المنصات الإعلامية، لصالح مسار إعلامي يعمل جاهدًا على تلميع صورة هذه اللجنة، والتركيز على الجانب اللبناني لا سيما المطلب "الإسرائيلي" المتعلّق بسلاح المقاومة، وبتكرار المطالب الأميركية والضغوط التي تمارس على الحكومة وعلى الجيش كذلك. طيلة الأشهر الماضية، قليلة هي التغطيات الإخبارية التي دانت صمت لجنة وقف إطلاق النار، بل بخلاف ذلك عُمل على تمجيد عمل اللجنة والإشادة برئيسها كلما تبدّل. 

الهجوم على الحكومة اللبنانية:

دأبت منصات محلية وعربية، طيلة الأشهر الماضية، لا سيما بعد إصدار الحكومة اللبنانية قرار ما يسمّى "بحصر السلاح على الأراضي اللبنانية"، إلى تغييب تقصير عمل "الميكانيزم" في إدانة الاعتداءات "الإسرائيلية". بل وضعت نصب عينها ما تمليه واشنطن وكذلك "تل أبيب" على لبنان وحكومته. يمكننا، هنا، العودة إلى مقالة منشورة في "نداء الوطن" في 27 الشهر الحالي، تحت عنوان "لجنة الميكانيزم توبخ لبنان: الحرب على الأبواب"، تنقل عن "مصادر ديبلوماسية" توجيه ضابط أميركي في هذه اللجنة، "ملاحظات حادة إلى الجانب اللبناني"، إذ اعتبر - بحسب المقال - أن "الدولة لم تظهر جدية كافية في هذا الملف الحساس"، واعتبر أن هذا الأمر "يجد صداه في "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية اللتين تنظران إلى لبنان كدولة متردّدة في اتّخاذ قرار إستراتيجيّ طال انتظاره". طبعًا، يربط المقال هنا، موقف الدولة اللبنانية بتهويل بحرب "إسرائيلية"، إذ يورد أن الاحتلال بعد "استقرار وضع غزّة" سيتفرغ إلى لبنان، وسيسعى إلى "نزع سلاح حزب الله بشكل كامل لإغلاق الروافد الإيرانية". وفي مقال سابق منشور في أيار الماضي، تحت عنوان: "رسالة أميركية: جنرال دائم في لبنان لإنهاء أي بقعة تهديد إقليمي"، ركزت "نداء الوطن" على الدور الأميركي في اللجنة، وصورته على أنه "المنقذ" للبنان. يورد المقال أن "واشنطن لن تترك لبنان إلا وقد أصبح خاليًا من أي بقعة تهديد لواقعه الإقليمي". إضافة إلى ترويجها أن "لبنان أصبح جزءًا لا يتجزأ من أولوية أميركية إضافة إلى أولوية المجتمعَين العربي والدولي".

السير خلف المطالب الأميركية

الى جانب الضغوط الممارسة على الحكومة لنزع سلاح المقاومة، ركز الإعلام كذلك على الجيش اللبناني، الموكل بتنفيذ خطة الحكومة. كان لافتًا هنا، مقالة منشورة على موقع "صوت بيروت انترناشيونال" المملوك من قبل بهاء الحريري. مقالة بعنوان: "ما هي الدلالات السياسية لتعيين رئيس للمرة الثالثة للجنة الدولية لمراقبة وقف النار؟"، تنسب إلى مصادر أميركية، أن واشنطن تريد أن ترى إعلاميًا "أين أصبح الجيش في حصرية السلاح وأين المواقع التي أزيل منها هذا السلاح، وكمياته وبالتفاصيل"، على أن تتم العملية "في العلن لا في السر". المقالة تركز أيضًا على السفير الأميركي الجديد في بيروت والذي وصفته بـ"الصقر" في نظرته إلى سلاح "حزب الله"، والذي يعتبر أن "لبنان التزم بتحقيق نزع السلاح، ويجب عليه أن يقوم بذلك فورًا، وهذا من واجبه". 

زيارة أورتاغوس وتوسيع عمل اللجنة: 

كان لافتًا في زيارة نائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس إلى بيروت غياب الكاميرات المصاحبة لتنقلاتها بين القصر الجمهوري و"عين التينة"، و"السراي الحكومي"، مقابل نشرها لصورة تجمعها بقائد المنطقة الشمالية ووزير الحرب "الإسرائيلي" على الحدود مع لبنان. صحيح أن الصور لهذه الزيارة قليلة لكن ما تسرّب عن هذه الاجتماعات حمل مؤشرات مهمة، لا سيما طلبها من لبنان التفاوض مباشرة مع الاحتلال إضافة إلى تمديد عمل "الميكانيزم" ليشمل كلّ لبنان. يمكننا، هنا، التوقف عند ما أوردته شبكة "سكاي نيوز" الإماراتية عن طرح أورتاغوس تمديد عمل هذه اللجنة، لتشمل كلّ الحدود وليس جنوبًا فقط. الشبكة الإماراتية أشارت إلى أن المقترح الأميركي جاء على "ضوء تقارير "إسرائيلية" سابقة أشارت إلى أن حزب الله تمكّن من إدخال أسلحة عبر الحدود مع سوريا". 

السفارة الأميركية وتعميم "الفرمان"

في الساعات الأخيرة امتلأت المنصات المحلية وكذلك العربية، ببيان السفارة الأميركية في بيروت. بيان عُمل على نشره باطراد على هذه المنصات، سعيًا نحو تلميع صورة "الميكانيزم". البيان ينص على انتقال هذه اللجنة إلى العمل "بشكل منهجي ورسمي". صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، كانت من ضمن هذه المنصات، التي أوردت في مقالة معنونة "لجنة وقف النار بين لبنان و"إسرائيل" تنتقل إلى مسار منهجي ورسمي"، تروّج فيها لهذا الانتقال "الى مسار جديد"، والذي يتمثل بتنظيم اجتماعات "أكثر منهجية"، و"إضفاء الطابع الرسمي على جدول الاجتماعات". وتنقل كذلك مضمون بيان السفارة الذي أشاد بالجيش وطلب منه "تنفيذ خطته بحصرية السلاح بحلول نهاية العام"، و"الحفاظ على ترتيبات وقف الأعمال العدائية، وتعزيز جهود نزع السلاح في لبنان". طبعًا دون ذكر لأي اعتداء "إسرائيلي" على الأراضي اللبنانية، ووصول عدد الشهداء منذ وقف إطلاق النار إلى ما يفوق الـ300 شهيد.

الكلمات المفتاحية
مشاركة