اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي تحديات المقاومة وانعكاسات التطبيع محور ندوة فكرية في المغرب 

مقالات

لبنان ما بين مطرقة التقريع والتهويل الأميركي وسندان الاعتداءات
مقالات

لبنان ما بين مطرقة التقريع والتهويل الأميركي وسندان الاعتداءات "الإسرائيلية"

63

يعيش لبنان أصعب أوضاعه في ظل الضغوط الأميركية السياسية والديبلوماسية تزامنًا مع استمرار الاعتداءات الصهيونية اليومية قصفًا واغتيالًا والتي تندرج ضمن مسار موحد أميركي - صهيوني يهدف في الدرجة الأولى إلى جرّ لبنان لمفاوضات مباشرة يحصل فيها كيان العدوّ بالمفاوضات على ما عجز من الحصول عليه بالحرب. 

وفي أحدث تهديد نقل تقرير لـ"هيئة البث الإسرائيلية"، أنه لن يكون هناك مكان محصّن إذا استمر حزب الله في تعزيز قدراته.

وأشارت الهيئة إلى تزايد القلق في "إسرائيل"، مما وصفته بـتعاظم سريع لحزب الله في شمال لبنان.

وقال التقرير إن "إسرائيل" تراقب تعزيز قدرات حزب الله شمال نهر الليطاني وفي مناطق أخرى تحت سيطرته، وسط مؤشرات على نيته إعادة بناء منظومته الدفاعية والهجومية.

وتتهم "إسرائيل" الحكومة اللبنانية بالتقاعس عن مواجهة الانتهاكات المتزايدة من جانب حزب الله وفق "هيئة البث"، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يدفعها إلى رد مباشر. 

وفي تقرير آخر لـ"هيئة البث الإسرائيلية" انّه لن يكون هناك مكان بمنأى عن الضربات "الإسرائيلية" في تفسير لما نشرته "هيئة البث" من أنه لن يكون هناك مكان محصّن في إشارة واضحة إلى الدولة ومؤسساتها وهو ما أرسل الكيان فيه رسالة واضحة عبر تحليق مسيرات جيش العدوّ فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي والاتهامات المتواصلة للجيش بأنه يتعاون مع الحزب.

تتقاطع التهديدات "الإسرائيلية" مع توصيف أميركي بأن لبنان دولة فاشلة وهو ما جاء على لسان توم برّاك إضافة إلى تصريحات أميركية من ترامب ونزولًا حتّى أصغر مسؤول معني بوضعية المنطقة تهدّد لبنان بمناسبة وغير مناسبة بأن خلاص لبنان يتلخص بأمرين: 

 -     مفاوضات مباشرة مع كيان العدوّ 

 -     تسريع نزع سلاح الحزب 

في موضوع المفاوضات يرى الجانب الأميركي أن تمسك لبنان بالقوانين القديمة التي تمنع التواصل مع الكيان "الإسرائيلي" هو أمر يتعارض مع مستجدات كثيرة في مواقف أغلب الدول العربية التي لم تعد تعدّ الكيان عدوًا وعلى لبنان تجاوز قوانينه البالية كما تصفها الأوساط الأميركية والانخراط في مفاوضات مباشرة للوصول إلى حالة الاستقرار المفترضة.

في موضوع نزع السلاح فإنّ آخر كلام لمورغان اورتاغوس أوضحت فيه انها منحت الدولة اللبنانية مهلة حتّى مطلع السنة الجديدة للانتهاء من نزع السلاح في كلّ لبنان وليس في جنوب الليطاني فقط. 

وحول موضوع نزع السلاح وحصره بيد الدولة يجب توضيح الأمر بأنه ليس سحب السلاح من الحزب ووضعه في تصرف الجيش اللبناني بل العمل على تلف وتدمير هذا السلاح مهما كانت فعاليته ومهما كان نوعه ربطًا بعدم سماح أميركا للجيش اللبناني بالحصول على أسلحة يمكنها أن تهدّد أمن الكيان "الإسرائيلي" وهو أمر قديم ليس فيه أي جديد. 

بما يرتبط بترميم المقاومة لقدراتها فلا أحد يمكنه معرفة حقيقة الأمر سوى قيادة المقاومة التي تُبقي الأمر ضمن غموض مقصود وتكتفي بالقول إن التعافي قد حصل وإن المقاومة ملتزمة باتفاق وقف الأعمال العدائية وإنها وضعت الأمر في عهدة الدولة التي يجب عليها إيجاد الحلول والوصول إلى نتائج تحفظ سيادة لبنان. 

في الجانب "الإسرائيلي" تصدر يوميًا تصريحات وتقارير تؤكد أن المقاومة قد استعادت قدراتها وانها لا تزال تشكّل تهديدًا جديًا للكيان وتتهم الحزب بأنه يستقدم الأسلحة كما في السابق عبر سورية من العراق وإيران وهو ما نفاه الرئيس نبيه برّي وقال إنها مجرد اتهامات لا يمكن أن تمُّر خصوصًا وأن وسائل الرصد الأميركية و"الإسرائيلية" تقوم بمسح يومي للأراضي السورية والعراقية واللبنانية. 
 
في كلّ الأحوال من المنطقي أن تعمد المقاومة لاستعادة مكامن القوّة المفقودة ومن الطبيعي أن تكون قد أنهت عمليات التقييم واعتماد آليات وأنماط مواجهة مختلفة عن التي كانت معتمدة سابقًا ربطًا بما تبين من تفوق "إسرائيلي" في منظومة الحرب الإلكترونية وقدرة العدوّ على جمع المعلومات والهيمنة التي حصلت في الإحاطة المعلوماتية.

يبقى السؤال المطروح يوميًا على لسان اللبنانيين: "هل ستقع الحرب ومتى وما هو حجمها؟". 

من المؤكد اننا لا نزال في حالة الحرب ولكن بمنسوب منخفض يعتمد فيه العدوّ على عمليات القصف والاغتيال وهو ما يؤمن له منسوبًا من الردع لا اعتقد انّه سيستمر طويلًا، وطالما ان العدوّ يعتبر أن ما يفعله يوميًا يؤمن له الردع فلا أعتقد أنه يمكن أن يذهب إلى توسيع الحرب أقلّه حتّى مطلع السنة وهي المهلة التي وضعتها اورتاغوس في عهدة الحكومة اللبنانية لنزع السلاح بشكل كامل وربطًا بالتهديدات الأميركية و"الإسرائيلية" بأنه إذا لم تتمكّن الحكومة من إنجاز الأمر فإن جيش العدوّ سيتولى الأمر وبضوء اخضر أميركي لتهشيم لبنان وتحويله إلى كيان ممزق.

الكلمات المفتاحية
مشاركة