اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي قيادي في "المغربية لدعم فلسطين" للعهد: نسعى لمضاعفة الجهود في معركة النضال 

خاص العهد

قراءة في كتاب حزب الله المفتوح: تأكيد على الثوابت واللاءات
خاص العهد

قراءة في كتاب حزب الله المفتوح: تأكيد على الثوابت واللاءات

60

"ترقبوا بعد قليل كتابًا مفتوحًا من حزب الله إلى الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني". خبر عاجل كان كفيلًا بانشغال أهل السياسة والإعلام وعامة الشعب في تحليل عناوين المضمون المتوقَّع للكتاب قبل إعلانه. لنحو 25 دقيقة، سرت التحليلات كالنار في الهشيم. وما إن دقّت الساعة العاشرة وأربع عشرة دقيقة صباحًا، حتى أرسلت العلاقات الإعلامية في حزب الله الكتاب. 789 كلمة تضمّنها الإعلان الذي حمل طابعًا رسميًّا، حيث افتتحه حزب الله بالتوجّه إلى الرئاسات الثلاث والشعب الأبي، واضعًا حرصه على التفاهم الوطني وحماية السيادة وحفظ الأمن والاستقرار ووحدة الموقف اللبناني في مستهل الكتاب الذي وُصف بـ"المفتوح"، وهي عبارة تُعيدنا إلى عام 1985 حين أعلن حزب الله رسالته "المفتوحة" في 16 شباط في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشيخ راغب حرب، والتي شكّلت آنذاك أول وثيقة يحدّد فيها الحزب مواقفه من قضايا كثيرة.

الأكاديمي والباحث السياسي؛ الدكتور طارق عبود يُقدّم في حديث لموقع "العهد" الإخباري قراءته حول الكتاب الذي وجّهه حزب الله، فيشير بداية إلى الكتاب المفتوح، كرّر الثوابت التي كان يقولها قادة المقاومة في الفترة الماضية، وأتى رسميًا في الشكل حيث توجّه إلى الرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني، ما يُعبّر بوضوح عن أنّ المقاومة تتعاطى مع الدولة اللبنانية، وتريد أن تضع الشعب اللبناني في مناخ الأجواء، فضلًا عن أن اللبنانيين، وخاصة بيئة المقاومة، لهم الحق في الاطّلاع على ما يجري من أجواء سياسية وغيرها.

حزب الله التزم بالاتفاق و"إسرائيل" تخرقة يوميًا

كما يرى عبود، أنّ الكتاب حمل رسائل مبنية على ثوابت واضحة. بدايةً، ذكر البيان اتفاق وقف إطلاق النار وسلّط الضوء على البند الثاني تحديدًا، والذي نصّ على ما يلي: "اعتبارًا من الساعة الرابعة فجر الأربعاء 27/11/2024 فصاعدًا، ستمنع حكومة لبنان حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية من تنفيذ أي عمليات ضد "إسرائيل"، و"إسرائيل" لن تقوم بأي عمليات عسكرية هجومية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الأهداف المدنية أو العسكرية أو غيرها من الأهداف التابعة للدولة، عن طريق البر أو الجو أو البحر." وفق المتحدّث، شدّد البيان على هذه النقطة ليُذكّر أنّ حزب الله التزم بعدم خرق وقف إطلاق النار كما نصّ البيان، ولم يطلق رصاصة واحدة تجاه كيان العدو، وهو ملتزم بالاتفاق وبما تقوم به الدولة اللبنانية، فهو ليس بمعزل عن قرارات الدولة اللبنانية، لكن "إسرائيل" تخرق الاتفاق يوميًا وتنفّذ الاعتداءات بشكل دائم.

ردٌ على المبادرة المصرية.. ولا تفاوض تحت النار

وفق عبود، ثمّة رسالة ثانية مهمّة أراد البيان إيصالها، تكمن في أنه لا ذهاب إلى التفاوض ولبنان مجرّد من كل أوراق القوة. من وجهة نظر حزب الله، طالما أن الاعتداءات والتهديدات "الإسرائيلية" موجودة بشكل يومي، فلن يكون هناك تفاوض. وفي هذا الإطار، يشير عبود إلى أنّ جزءًا من الكتاب المفتوح هو الرد الذي كان منتظرًا من المقاومة خلال الأسبوع المقبل على المبادرة المصرية. طبعًا، هو ليس ردًا سلبيًا، وفق عبود، لكن ثمّة تأكيد على أنه لا تفاوض تحت النار، وهو جوهر الخلاف الحاصل حول المبادرة المصرية. وقد كان البيان واضحًا في هذا الأمر حين نصّ على ما يلي: "أما التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية مطروحة، ففي ذلك المزيد من المكتسبات لمصلحة العدو "الإسرائيلي" الذي يأخذ دائمًا ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئًا. ومع هذا العدو المتوحش والمدعوم من الطاغوت الأميركي، لا تستقيم معه مناورة أو تحاذُق. إن لبنان معنيّ راهنًا بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف النار والضغط على العدو الصهيوني للالتزام بتنفيذه، وليس معنيًا على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدراج نحو تفاوض سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه.

المقاومة خلف الدولة والجيش

أما بالنسبة لموضوع حصرية قرار السلم والحرب، فيقول البيان:"نؤكّد حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا لحماية سيادة بلدنا، ولا يندرج الدفاع المشروع تحت عنوان قرار السلم أو قرار الحرب، بل نمارس حقنا في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا ولا يوقف اعتداءاته بل يريد إخضاع دولتنا..."، وفي هذا السياق، يؤكّد عبود أنّ الكتاب وضع المقاومة خلف الدولة والجيش اللبناني، لا كما فهمه بعضهم بأنه إعلان لاستعادة العمل المقاوم وإعادة استئناف العمليات العسكرية، وهذا ما لم يكن في البيان إطلاقًا.

وفي ختام مقاربته، يرى عبود أنّ الكتاب حُمِّل أكثر مما يحتمل من قبل بعض مناوئي المقاومة، وسط أجواء "مشحونة" أصلًا. وفق قناعاته، هو عبارة عن كتاب مفتوح مهمّ أرادت المقاومة من خلاله تأكيد ثوابتها التي لطالما كرّرتها، والتي يمكن اختصارها بالآتي: "المقاومة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ولم تخرقه أبدًا، فيما العدو يواصل اعتداءاته اليومية. لا تفاوض تحت النار بأي شكل من الأشكال، والمقاومة تقف خلف الدولة والجيش اللبناني وتؤكد حقها المشروع في مقاومة الاحتلال". الكتاب المفتوح، باختصار، هو تأكيد المؤكّد وتذكير بالثوابت التي لطالما كرّرها قادة حزب الله، يختم عبود كلامه.

مصادر سياسية تتقاطع في حديثها لموقع "العهد" مع ما يقوله عبود، وتشدّد على أنّ الكتاب المفتوح يأتي في ظلّ دفع بعض الأفرقاء لبنان للتفاوض تحت النار، وصولًا إلى نزع سلاح حزب الله من الأراضي اللبنانية كافة، وتجريد لبنان من عناصر قوّته. وتشير المصادر إلى أنّ الموقف الرسمي الذي عبَّر عنه رئيس الجمهورية؛ العماد جوزاف عون جيد، لجهة رفض التفاوض قبل وقف إطلاق النار، لافتةً إلى أنّ حزب الله يُصرّ على وقف إطلاق النار وانسحاب العدو من الأراضي اللبنانية، رافضًا أي نوع من الابتزاز أو الاستدراج نحو تفاوض سياسي مع العدو لن يُجدي نفعًا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة