لبنان
في سياق متابعة شؤون المواطنين ودعم صمود القرى الحدودية، استقبل مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله، الحاج عبد الله ناصر، رئيس وأعضاء مجلس بلدية بليدا في مكتبه في مدينة صور، بحضور مدير مديرية العمل البلدي في المنطقة علي الزين.
وقد خُصّص اللقاء للاطلاع على خطة عمل البلدية ومتابعة ما تقوم به في المرحلة الحالية التي تشتدّ فيها التحديات الأمنية والاجتماعية والخدمية على حدّ سواء.
وقد استهلّ ناصر اللقاء بتقديم التعازي باستشهاد الموظف إبراهيم سلامة الذي اغتالته قوة صهيونية توغّلت إلى البلدة قبل أيام. وأثنى على الجهود المضاعفة التي تبذلها بلدية بليدا في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكّدًا أنّ ما تحققه البلديات في القرى الحدودية "يفوق التوقعات" بالنظر إلى حجم التحديات والتهديدات.
وشدّد ناصر على أن الهدف المركزي في هذه المرحلة هو إعادة الأهالي إلى قراهم الواقعة على الخطوط الأمامية، معتبرًا أنّ دور البلديات في هذا الإطار حاسم وأساسي. وقال: "لا يمكن للناس أن يعودوا بمجرد دعوة، إنما بوجود بنى تحتية وخدمات تشجّعهم وتُطمئنهم… وهذا ما تقوم به بلدية بليدا، وهو ما سمح بعودة مئات العائلات".
وأشار إلى أنّ العدو يحاول عبر الاغتيالات والقصف خلق بيئة طاردة للسكان بهدف ضرب الأمنين الاجتماعي والاقتصادي، "لكن هذا بالتحديد ما يجب أن يدفع البلديات للعمل أكثر على تعزيز الصمود والعودة".
ورأى ناصر أنّ البلديات أصبحت "رأس الحربة" في مواجهة التحديات الاجتماعية والخدمية، في ظل الغياب شبه الكامل لمؤسسات الدولة عن الجنوب، مشيرًا إلى أنه: "لا وجود لخطة حكومية أو رؤية لقرى الحافة الأمامية… وهذا يشكّل حصارًا سياسيًا واقتصاديًا من الحكومة وبعض الوزارات، المتماهية بذلك مع سياسات أعداء لبنان".
ولفت إلى أن كل مشروع بنى تحتية أو خدمة تُنجز اليوم تدخل مباشرة في معركة الصمود وعودة الأهالي، داعيًا البلديات إلى توسيع نطاق عملها ليشمل حضورًا اجتماعيًا وثقافيًا وإنسانيًا متكاملًا.
وأشاد ناصر بما قامت به بلدية بليدا خلال الأشهر الماضية، معتبرًا أنها من البلديات الأولى التي استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة وسريعة رغم الظروف الاستثنائية.
وأكد ضرورة الانفتاح على كل الجهات التي يمكن أن تقدّم دعمًا للبلدة، وتوسيع دائرة الاهتمام لتشمل أبناء البلدة المنتشرين خارجها إذ إنه "لا يجب أن يقتصر الاهتمام على من هم داخل البلدة بل يجب المحافظة على التواصل مع من اضطروا للمغادرة وتشجيعهم على العودة"، بحسب ناصر.
كما شدّد مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في ختام كلامه على أهمية العمل الثقافي والفكري والتنموي والاجتماعي إلى جانب العمل الخدمي، معتبرًا أن هذه العناصر مجتمعة تشكّل منظومة صمود الأهالي في القرى الحدودية.
