عين على العدو
حذّر الكاتب في صحيفة "معاريف" الصهيونية إفرايم غانور، من خطورة الإرهاب اليهودي الداخلي في الكيان الصهيوني، مؤكدًا أن "هذا الإرهاب يُعرّض "إسرائيل" للخطر من داخلها".
وكتب غانور: "هنا في "دولة اليهود"، يعيث نحو مئة شاب من الغوغائيين ومخالفي القانون- الذين أُطلق عليهم اسم التدليل "فتية التلال"- فسادًا.. هؤلاء الشباب، الذين يقيم معظمهم في مزارع زراعية غير منظَّمة في أرجاء "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية المحتلة)، يتصرفون كمشاغبين ويرتكبون جرائم، بل وأعمال إرهاب.
أضاف: "وحين ينضم إليهم بين حين وآخر عشرات آخرون يأتون من وسط البلاد، خاصة في موسم قطف الزيتون، فإن هؤلاء المشاغبين يحوّلون مناطق "يهودا والسامرة" (الضفة) إلى ساحات مستباحة، يعتدون على السكان الفلسطينيين، ويحرقون منازل وحقولًا وكرومًا وممتلكات - دون أي رادع. وإن لم يكن هذا كافيًا، فإن أولئك الغوغائيون يجيزون لأنفسهم الاعتداء على الضباط والجنود والشرطيين وتخريب معدات عسكرية".
وتابع غانور: "وفي الردّ نسمع تصريحات من نوع ما قالته عضو "الكنيست" ميخال فلدينغر من "الصهيونية الدينية"، التي تدّعي أن الحديث يدور عن فتيان في خطر، مثل أولئك في بئر السبع و"كريات شمونة"، ويجب توفير إطار لهم كي لا ينزلقوا إلى الإجرام. لا نسمع في هذا الشأن لا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولا وزير الأمن "إسرائيل" كاتس، الذي ما إن تولّى منصبه حتّى ألغى، لدواعٍ سياسية، أوامر الاعتقال الإداري التي كانت تهدف إلى منع مثل هؤلاء المجرمين من تنفيذ نواياهم".
وانتقد الكاتب طريقة تعاطي الحكومة الصهيونية مع ظاهرة الإرهاب اليهودي وقال: "كم هو سخيف النظر إلى سلوك الحكومة إزاء هذه الظاهرة الرهيبة، التي تُلحق ضررًا لا رجعة فيه بدولة "إسرائيل" وبالشعب اليهودي عمومًا. حكومة "إسرائيل" - مع أجهزة الأمن والشرطة التابعة لها - التي تتباهى بإنجازاتها ضدّ حماس وحزب الله وإيران وغيرهم، ليست قادرة عن مواجهة إرهاب يهودي يرتكبه بضع عشرات من صغار السن. في أي "دولة طبيعية"، مع حكومة طبيعية، كانت المزارع غير القانونية ستُغلق، والمشتبه فيهم بأعمال إرهاب سيُسجنون قبل المحاكمة، شأنهم شأن أي إرهابي".
وختم يقول: "هذا الإرهاب اليهودي، إضافة إلى الضرر الوطني والدولي الذي يسبّبه أصلًا، يشكّل قنبلة موقوتة وقد يشعل الشرق الأوسط بأفعاله. يكفي - لا قدّر الله - إحراق مسجد على مَن فيه من مصلّين، أو تنفيذ اعتداء في الحرم القدسي، لكي يهبّ العالم الإسلامي كله ضدّ دولة "إسرائيل". وعندها، لا ترامب ولا ألف اعتذار وخطاب ندم سينفع. يتبيّن أن عقيدة "كهانا"، شأنها شأن عقائد عنصرية أخرى موجودة في العالم، ما زالت حية وتركُل".