اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ الخطيب: للخروج من العقلية الطائفية والتزام مشروع المواطنة

عين على العدو

بريك: أيزنكوت تسبب في أحد أخطر الأزمات في تاريخ الجيش
عين على العدو

بريك: أيزنكوت تسبب في أحد أخطر الأزمات في تاريخ الجيش "الإسرائيلي"

بريك: أيزنكوت زعزع طبقة الضباط في الجيش "الإسرائيلي"
77

 قال اللواء في الاحتياط في جيش الاحتلال يتسحاق بريك لصحيفة "معاريف الإسرائيلية" إن على الجيش "الإسرائيلي" أن يمر بعملية ترميم في كل مجال تقريبًا، لكي يكون قادرًا على "الدفاع" عن "إسرائيل" في الحرب الإقليمية المقبلة، وفق تعبيره. 

وبحسب بريك، في ما يلي عدد من المجالات الأساسية التي تتطلب معالجة، إلى جانب مجالات أخرى كثيرة:

أ. غياب مفهوم "أمن" طويل المدى: لا المستوى السياسي ولا الجيش يمتلكان مفهوم أمن ينظر سنوات إلى الأمام. ونتيجة لذلك، لا توجد نقطة مرجعية واضحة لإعداد الجيش للحرب الإقليمية المقبلة، من حيث حجمه المطلوب، التكنولوجيا الضرورية، حجم وجودة القوة البشرية.

ب. انهيار ذراع البر: ذراع البر في حالة إفلاس. حجمه الحالي هو ثلث حجمه قبل عشرين عامًا. حالة مخازن الطوارئ متردية، وهناك نقص في القوة البشرية المهنية، وحصار في قطع الغيار والمعدات، وغياب كفاءة في وسائل القتال. وحدات ذراع البر مُنهكة حتى الرمق بسبب القتال.

ج. غياب جاهزية الجبهة الداخلية: الجبهة الداخلية، التي يُتوقع أن تكون الساحة المركزية في الحرب، لم تُحضّر لأي جانب. معظم البلدات والمجالس والمدن لم تُحضّر للحرب. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد جهة تستطيع إدارة المعركة في الجبهة الداخلية: قيادة الجبهة الداخلية ليست مبنية ولا مناسبة لذلك، و"سلطة الطوارئ القومية"، التي أُنشئت عقب دروس حرب لبنان الثانية بسبب إخفاق قيادة الجبهة الداخلية، وكان من المفترض أن تُعد الجبهة الداخلية وتديرها أثناء الحرب، فُككت بسبب "مصالح مظلمة.

د. عدم توازن في استثمار الموارد: استثمر الجيش "الإسرائيلي" أساسًا في الطائرات، ولم يستثمر تقريبًا في الوسائل الجديدة الضرورية لحرب إقليمية. والمقصود مثلًا: سلاح صواريخ، ليزر قوية ضد الصواريخ الباليستية المناورة، أسلحة مضادة للطائرات وللمسيّرات (مضاد للطائرات) متعددة الفوهات، والمزيد من المسيّرات.

هـ. خصخصة اللوجستيات والصيانة: خصخصة اللوجستيات والصيانة لصالح شركات مدنية خطوة قد تؤدي إلى توقف كامل للجيش "الإسرائيلي" ("توقف تام") في حال اندلاع حرب إقليمية.

و. ثقافة تنظيمية معطوبة: توجد ثقافة تنظيمية تالفة لا تسمح بترميم الجيش وإعداده للحرب.

كما تطرق بريك إلى أزمة القوة البشرية في الجيش "الإسرائيلي":

أ. مدلولات وحجم الأزمة: المجال الأكثر أهمية، والذي بدونه لا توجد أي قدرة على ترميم الجيش وإعداده للحرب، هو القوة البشرية في الخدمة النظامية والدائمة والاحتياط. القوة البشرية اليوم تمر بأصعب أزمة في تاريخها، من حيث الجودة والمهنية والحجم. وهي في مسار انهيار قد يصل بالمنظومة كلها إلى نقطة اللاعودة.

ب. الأسباب التي أدت إلى الوضع المتردي:

 –  تقليص "الوظائف": في فترة تولّي غادي أيزنكوت منصب رئيس الأركان، تقرر تقليص آلاف "الوظائف" لضباط الصف والضباط المهنيين في الخدمة الدائمة، في ذراع البر، وسلاح البحر، وسلاح الجو. هذا أدى إلى أزمة شديدة في معالجة مخازن الطوارئ البرية، وفي صيانة المعدات ووسائل القتال، وكذلك في سلاح الجو والبحر.

–  نموذج الخدمة الدائمة الشابة: في فترة أيزنكوت، تقرر "نموذج الخدمة الدائمة الشابة". معناه: معظم الضباط في الخدمة الدائمة الذين لا يُرقّون لرتبة رائد حتى سن 30 يُجبرون على ترك الجيش. معظم الضباط الذين لا يُرقّون لرتبة مقدم حتى سن 35 يُجبرون على ترك الجيش. معظم الضباط الذين لا يُرقّون لرتبة عقيد حتى سن 42 يُجبرون على التقاعد. هذا النموذج أدى إلى فقدان "الأمن" الوظيفي وخسارة فادحة في المهنية داخل الجيش.

 - نقص الموارد: توجد تعليمات للضباط والرتباء في الخدمة الدائمة "أن يتدبروا بما هو موجود" لتنفيذ مهامهم، وهو دليل على نقص الموارد لتنفيذها.

–  ثقافة تنظيمية تالفة: يضاف إلى هذه المشكلات عامل خطير آخر: ثقافة تنظيمية متآكلة، تتجلى بعدم فحص الأوامر وعدم تنفيذها، وعدم وجود رقابة وتعقب للقرارات والمشاريع، وعدم استخلاص الدروس، وثقافة تحقيق غير موثوقة، و"ثقافة كذب"، وغياب إجراءات، ومعايير منخفضة جدًا في العديد من الوحدات.

ج. النتيجة الصعبة: نتيجة كل ما ورد أعلاه مدمرة. الضباط والرتباء الجيدون لا يريدون البقاء في جيش يعمل تحت عتبة المتوسطة. في السنوات الأخيرة نشهد هروبًا جماعيًا لمئات الضباط برتب مقدم، رائد، ونقيب كل سنة من الخدمة الدائمة، ومعهم رتباء كثر. مؤخرًا نشهد آلافًا من المنتسبين للخدمة الدائمة يطلبون تقديم موعد تسريحهم. ومن الطرف الآخر، لا توجد رغبة اليوم للتوقيع على خدمة دائمة، خصوصًا بين الضباط والرتباء الجيدين. هذا الوضع يهدد وجود الجيش "الإسرائيلي" نفسه. ولا شك أن جيشًا يفقد جودة قوته البشرية لن يكون قادرًا مستقبلًا على الدفاع عن "إسرائيل" وحسم "العدو" وفق تعبيره.

كذلك، تحدث بريك عن أسباب الفشل والانهيار، وسأل لماذا يحدث هذا الوضع؟ مدرجًا الآتي:

– المسّ بالقوة البشرية: القرارات التي اتخذها رؤساء الأركان على مر السنوات مستّ بشدة بالمكوّن الأهم في الجيش: القوة البشرية. أبرزها قرار غادي أيزنكوت بشأن نموذج الخدمة الدائمة الشابة.

 – تعيينات فاشلة في شعبة القوة البشرية: تعيين رؤساء شعبة لم يمتلكوا معرفة وخبرة أساسية في مجال القوة البشرية، رغم أنه أحد أهم المجالات في الجيش.

– غياب المسؤولية الشخصية: ضباط كبار في شعبة القوة البشرية أساؤوا للمنظومة وأوصلوا القوة البشرية إلى وضع مخزٍ، وما زالوا يخدمون كأن شيئًا لم يحدث.

– غياب رقابة ومسؤولية تنفيذية: عدم فحص الأوامر وعدم تنفيذها، وغياب رقابة على القرارات والمهام.

– عدم استخلاص الدروس: عدم استخراج الدروس لتحسين الإجراءات.

– عرض صور مضللة: لسنوات، عُرضت صور وردية عن "وضع جيد" للقوة البشرية، بينما الوضع كان يتدهور. وقد حذّرتُ من ذلك سنوات طويلة. وفقط عندما وصلت القوة البشرية إلى حافة الانهيار ولم يعد ممكنًا إخفاء الحقيقة، بدأ الجيش يعترف بذلك.

– الخوف من النقد وتقديم تقارير غير موثوقة: الخوف من تقديم نقد، وفي بعض الأحيان نقل تقارير كاذبة، كما حصل في قضية تجنيد "الحريديم" قبل سنوات، حين تم تقديم أرقام أعلى بكثير من الواقع.

وختم مشددًا على أن "الأزمة الحالية هي تهديد على الأمن القومي، وتجاوزها يتطلب قيادة لا تخشى اتخاذ قرارات صعبة والتعامل مع الإخفاقات، لضمان قدرة الجيش "الإسرائيلي" على الاستمرار في أداء دوره" وفق قوله.

الكلمات المفتاحية
مشاركة