ترجمات
تطرق الكاتب الأميركي عمران خرشيد إلى موضوع تكثيف الانخراط الباكستاني مع "إسرائيل"، سواء أكان سريًا أم علنيًا، خلال الأشهر الأخيرة بشكل غير مسبوق.
في مقالة، نُشرت على موقع "Asia Times"، أشار الكاتب إلى لقاءات علنية وإيماءات سياسية رمزية ودبلوماسية إقليمية منسقة، كلها تفيد بتحول المشهد الجيوسياسي. كما قال :"إن هذه التطورات تنسجم بقوة مع استراتيجية واشنطن عمومًا، في غرب آسيا (الشرق الأوسط)، خاصة المساعي الهادفة إلى توسيع اتفاقيات إبراهام".
كما رأى الكاتب أن ما يقال عن رفض الهند إعطاء الفضل إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقف إطلاق النار بينها وبين باكستان وعن شراء نيودلهي للنفط الروسي، هي الأسباب الحقيقية لتقرب واشنطن من إسلام آباد، هي عوامل غير كافية وحدها لفهم ما يحدث، حيث تركز على المعايير الثنائية والاقتصادية، وتغض الطرف عن حسابات استراتيجية أعمق وحسابات رمزية تسعى ورائها الولايات المتحدة.
وذكر في هذا السياق مكانة باكستان بكونها قوة نووية، ودورها في رسم تصورات العالم الإسلامي، وعملية إعادة الاصطفاف في مرحلة ما بعد حرب غزة. وتابع الكاتب أن القراءة الأكثر دقة تكشف أن هناك ثلاثة لاعبين يرسمون هذه الديناميكية، وهم باكستان و"إسرائيل" والولايات المتحدة، حيث تدفع واشنطن إسلام آباد باتجاه الاعتراف بـ"إسرائيل"، بينما توازي باكستان بين ضروراتها الإقليمية والمحلية.
كما أردف الكاتب أن المؤشرات المبكرة الأوضح لهذا التحول السياسي الناشئ ظهرت، في تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وذلك مع سلسلة من التفاعلات بين مسؤولين باكستانيين وشخصيات مرتبطة بـ"إسرائيل".
كذلك، تحدث الكاتب عن مؤشر آخر؛ ظهر خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شاهباز شريف إلى نيويورك للمشاركة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، إذ تحدثت دوائر دبلوماسية في نيويورك عن لقاء حصل بين شريف ورئيس "المؤتمر الأميركي اليهودي". وبرأي الكاتب أن هذه التطورات تأتي في سياق نمط أوسع من توسيع الانخراط عبر القنوات الخلفية والدبلوماسية الصامتة الاستكشافية، قائلًا إن لقاء شرم الشيخ، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، للتباحث في قضية قطاع غزة جاء ليؤكد أكثر على دور باكستان الناشئ.
كذلك، لفت الكاتب إلى أن ترامب وصف رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير بأنه "المارشال الميداني المفضل" لديه، وذلك يعني تأييدًا ضمنيًا للقيادة العسكرية الباكستانية والرفع من شأن إسلام آباد ضمن المشهد الدبلوماسي الناشئ في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط). كما قال الكاتب :"إن هذا الاعتراف يأتي في سياق المساعي الهادفة إلى جر باكستان نحو الأهداف الإقليمية الأميركية، ودمج إسلام آباد في إطار تراه واشنطن ضروريًا من أجل الإدارة الجيوسياسية لحقبة ما بعد حرب غزة".
هذا، وتحدث الكاتب أيضًا عن تفاعل باكستاني- "إسرائيلي" على مستوى المجتمع المدني، إذ قال إنه يستكمل التواصل الحاصل عبر القنوات الخلفية. وتابع أن الولايات المتحدة تدرك أن تحقيق اختراق رمزي بعد حرب غزة يتطلب تحولًا كبيرًا في موقف قوة إسلامية بارزة، مضيفًا أن باكستان تلبي الشرط المطلوب بسبب كونها قوة نووية، وأيضًا، لأسباب أخرى.
كما قال الكاتب إنه بدأ من الآن وضع الأسس لهذا التحول خلف الكواليس، مشيرًا إلى أن مصادرًا دبلوماسية ومحللين يتحدثون عن انفتاح "إسرائيلي" متزايد، وبدعم أميركي، على مشاركة باكستان في ما يسمى قوة الاستقرار الدولية في غزة.
ختم الكاتب مؤكدا أن "دبلوماسية شرم الشيخ" والثناء المنسق من واشنطن وغيرها من العوامل التي تشير إلى مساعٍ منسقة لدمج باكستان، في إطار إقليمي جديد، يتمحور حول "إسرائيل".