عين على العدو
كشف موقع "والاه" الصهيوني انعقاد مؤتمر لرؤساء السلطات المحلية، في المستوطنات الواقعة في شمال فلسطين المحتلة، تحت عنوان: "إعادة تأهيل الشمال: التحديات والرؤية والعمل"، شددوا فيه على أنهم لن يكتفوا بالوعود، وفي حال اندلعت الحرب مجددًا، فإنّ المستوطنين الذين عادوا للتو سيغادرون هذه المرة إلى الأبد.
وأوضح الموقع أن رؤساء المستوطنات الشمالية عرضوا، في مؤتمرهم أمس الأحد في الكلية الأكاديمية الجليل الغربي في عكّا، أوجه القصور في أداء الحكومة، مشيرين إلى أنّ العبء يقع عمليًا على المستوطنات نفسها. كما دعوا إلى تحويل الميزانيات المطلوبة، محذّرين من أنّ: "غياب الاستجابة قد يدفع سكّان الشمال إلى مغادرة من جديد، وربما هذه المرّة من دون عودة".
كما أشار الموقع إلى أن المؤتمر، والذي نظّمه معهد أبحاث الاقتصاد والسياسات الاقتصادية في الكيان الصهيوني، عُقد بحضور وزير النقب والجليل والمِنعة القومية يتسحاق فسرالوف ورؤساء السلطات المحلية ومسؤولين كبار من الوزارات الحكومية ورؤساء شركات في مجالات العقار والصناعة، إضافة إلى خبراء في الاقتصاد الحضري.
وبحسب الموقع؛ فقد: "ناقش المشاركون التحديات والمبادرات الهادفة إلى تحويل مرحلة إعادة التأهيل بعد الحرب إلى فرصة للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى الفجوات بين وعود الحكومة والواقع الفعلي في مدن الشمال".
وشارك رؤساء سلطات محلية في الشمال في إحدى الجلسات، فأعربوا عن انتقاداتهم للفجوة بين وعود الحكومة والواقع الفعلي على الأرض، مؤكدين أن الخطط والميزانيات التي وُعدت بها البلدات لم تُنفَّذ حتى الآن.
وقال موقع "والاه"، إن رئيس مجلس المطلة دافيد أزولاي وجّه، خلال المؤتمر، انتقادًا حادًا لسلوك الحكومة على مرّ السنوات وللوضع الحالي، قائلاً: "في العام 2005 أنشأت الحكومة وزارة النقب والجليل؛ لأنها أخيرًا أدركت ضرورة وجود إطار يعالج هذه المناطق. ومنذ ذلك الوقت أُقيمت وزارة أخرى وهيئة أخرى وإدارة إضافية، والآن، حين نحتاج فعليًا إلى تعاون كل هذه المنظومات، ببساطة لا يحدث، على الأقل في الشمال".
كما أشار أزولاي إلى: "أن غياب الدعم الحكومي يعرقل حتى المبادرات الأساسية"، مضيفًا: "سأخترق المفاعل النووي في فوردو قبل أن أنجح في تنفيذ مشاريع الإخلاء والبناء في بلدتي. بالإمكانات الضئيلة المتوفرة لديّ، لا أستطيع القيام بذلك وحدي. من يظن أن الدولة ستتولى إعادة التأهيل في الشمال يعيش في عالم خيالي. عملية إعادة التأهيل يقوم بها من بقي هنا، من يعيش هنا (المجتمعات والسكان) وليس الحكومة؛ فالخلاص لن يأتي منها".
إلى جانب انتقاداته لتطبيق السياسات الحكومية، حذّر أزولاي من التداعيات الأمنية على الحدود، قائلًا: "إذا انجررنا إلى أيام قتال إضافية وإلى مزيد من التصعيد؛ فإن "السكان" (المستوطنين) الذين عادوا للتو سيغادرون مرة أخرى، وهذه المرة سيكون ذلك إلى الأبد. لا بدّ من التوصّل إلى خطوة سياسية تُنهي الحرب. كل اللاعبين في المنطقة لديهم مصلحة بذلك، والآن مطلوب أن تكون لحكومة "إسرائيل" مصلحة مماثلة".
من جهته؛ رئيس الكلية الأكاديمية الجليل الغربي البروفيسور نسيم بن دافيد، قال: "خلال العامين الماضيين واجه الشمال هزة صعبة، ووجدت منظومات كاملة نفسها مضطرة لإعادة البناء تقريبًا من الصفر". وأكد: "أنّ إعادة تأهيل حقيقية تتطلب عملًا منهجيًا وطويل الأمد، لا يقتصر على التخطيط والبناء، بل يشمل مجالات واسعة وخدمات بلدية مختلفة، لبناء مستقبل جديد وأكثر عدالة لسكان المنطقة".