ترجمات
رجّح الباحث في الشؤون السياسية سالم سلام أنّ انضمام قائد القيادة الوسطى الأميركية السابق، الجنرال إريك كوريلا، إلى معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، يكشف مرة جديدة حجم الانحياز الذي يطبع أداء الكثير من المسؤولين الأميركيين بعد خروجهم من الخدمة، حيث تتظهّر صلاتهم العميقة بالكيان "الإسرائيلي" من خلال الجهات التي يلتحقون بها لاحقًا. وأكد سلام أنّ التحاق كوريلا تحديدًا بمعهد ذي هوية صهيونية واضحة، يضيء على مستوى ارتباطه الوثيق بـ“إسرائيل” ويشرح جانبًا من عدائه الحاد تجاه إيران خلال فترة خدمته.
وأعلن معهد واشنطن في بيان انضمام كوريلا إليه كباحث، مشيرًا إلى أنّه، خلال توليه قيادة المنطقة الوسطى، أشرف على سلسلة من العمليات العسكرية البارزة، بينها الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآت إيرانية في حزيران/يونيو الماضي، إضافة إلى الحملة التي قادتها واشنطن ضدّ أنصار الله في اليمن، وفق توصيف الموقع.
كما استعرض المعهد ما وصفه بـ“التنسيق العسكري الحيوي” الذي قاده كوريلا في المنطقة، والذي ادّعى أنّه ساهم في إحباط الهجومين الإيرانيين على "إسرائيل" بالصواريخ والمسيرات خلال العام الفائت، بحسب روايته.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"” الصهيونية قد نشرت في نيسان/إبريل الماضي تقريرًا تحت عنوان: الجنرال الأميركي الذي لا تريد "إسرائيل" أن تُضرَب إيران من دونه، كشفت فيه عن علاقات عميقة تربط كوريلا بالمؤسسة العسكرية "الإسرائيلية"، مشيرة إلى أنّه زار الأراضي المحتلة أول مرة في العشرينيات من عمره قبل أن تتكرّر زياراته عشرات المرّات لاحقًا.
كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” شهادات تؤكد أنّ كوريلا يُعدّ من أبرز داعمي “إسرائيل” داخل المؤسسة العسكرية الأميركية، وأنه كان من أشدّ المتحمسين لخيار شنّ هجوم مشترك مع تل أبيب ضدّ المنشآت النووية الإيرانية.
وفي السياق نفسه، كان موقع Responsible Statecraft قد كشف أنّ كوريلا لم يكن منفتحًا فقط على خطط مهاجمة إيران، بل كان يروّج لها بصورة مباشرة داخل وزارة الدفاع الأميركية.
إلى ذلك، تشير التقارير إلى أنّ كوريلا كان وراء الدفع نحو مشروع دمج عسكري بين “إسرائيل” ودول عربية حليفة لواشنطن، تحت ما سُمّي بـ“إستراتيجية ردع العدوان الإيراني”، والتي عُرفت إعلاميًا بـ“مظلّة كوريلا”.
كما أفادت تسريبات بأنّ كوريلا تبنّى توجّهًا أكثر تصعيدًا ضدّ أنصار الله خلال السنة الأخيرة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قبل أن تتبدّل الظروف مع وصول ترامب إلى الحكم ثمّ إعلان وقف للقتال المباشر مع الحركة.
وفي السياق ذاته، ذكر موقع Semafor أنّ عددًا من القادة العسكريين الأميركيين، ومن بينهم كوريلا، طالبوا بزيادة الموارد المخصّصة لدعم “إسرائيل” وتعزيز قدراتها الدفاعية خلال المرحلة الماضية.