عين على العدو
تطرق الصحافيان "الإسرائيليان" ينيف كوبوفيتش ويهونتان ليس في مقال في صحيفة "هآرتس" إلى فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن في مساعيه لخفض التوتر بين وزير الحرب إسرائيل كاتس وبين رئيس الأركان إيال زَمير، ونقلا عن مصادر مطلعة إن نتنياهو طلب عقد اجتماع ثلاثي أمس (الثلاثاء) في محاولة لحل الخلافات، لكنه اضطر للالتقاء بكل واحد منهما بشكل منفصل.
وأضافا: "كل طرف يدّعي أنه ليس هو من طلب عقد اللقاء بشكل منفرد، وفي الجيش "الإسرائيلي" يقولون إن الأزمة لم تُحلّ في نهاية الاجتماع. وقد لمح المتحدث باسم رئيس الحكومة هذا المساء إلى أن الخلافات بقيت كما هي، وقال إن "رئيس الحكومة مصمم على حل القضايا، وسيحلّها بالطريقة الأفضل"".
وأشارا إلى أنَّ المواجهة بين كاتس وزَمير بدأت هذا الأسبوع بعد قرار رئيس الأركان إقالة ضباط كبار في جيش العدو "الإسرائيلي" بسبب مسؤوليتهم عن أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، دون أن يطلع مسبقًا وزير الحرب على ذلك. وبحسب قولهما فإن "التقدير في الجيش "الإسرائيلي" هو أن التعيينات ستتم المصادقة عليها، لكن ستكون هناك حاجة لاتخاذ عدة خطوات أمام الوزير، من بينها تشديد الإجراءات القيادية التي سبق أن اتُّخذت بحق الضباط، وكذلك إقالة قادة حاليين. على ما يبدو، يطالب كاتس بإقالة رئيس شعبة الاستخبارات الحالي، اللواء شلومي بيندر. ومع ذلك، فقد قرر رئيس الأركان هذا الأسبوع أن يبقى بيندر في منصبه وبعد ذلك يتسرح من الجيش "الإسرائيلي"، ويبدو الآن أن هناك في المستوى السياسي من يريد أن يحدث ذلك فورًا. وفي الجيش يقولون إنهم سيعارضون أي خطوة كهذه، إذ إن صلاحية فرض العقوبات على ضباط الجيش "الإسرائيلي" تعود لرئيس الأركان".
ولفتوا إلى أنَّ نتنياهو لم يمنح حتى الآن دعمًا علنيًا لأي من الطرفين، وقال متحدثه: "من الأفضل عدم الإصغاء للتسريبات الصادرة عن أصحاب مصالح". ويزعمون في جيش العدو أن الأزمة نابعة من مصالح كاتس السياسية داخل "الليكود"، وليست لأسباب أمنية، وأنه يريد إنهاء الأزمة بين الاثنين واستكمال جولة التعيينات — والتي تشمل من بين أمور أخرى تعيين قادة جدد لسلاحَي الجو والبحر.
وتأتي المواجهة بين زَمير وكاتس على خلفية انتقادات في محيط نتنياهو لكليهما، ففي محيط رئيس الحكومة غضبوا في الأسابيع الأخيرة من محاولات وزير الحرب أن ينسب لنفسه الفضل عن إنجازات أمنية لدوافع سياسية، في محاولة لتعزيز ترشحه في الانتخابات التمهيدية القريبة في "الليكود". وقد هاجم نتنياهو بنفسه كاتس بهذا الخصوص بشكل غير مباشر في جلسة الحكومة الأسبوع الماضي، حين علّق للوزراء على "هجمة التغريدات في الموضوعات الأمنية "أنا قلت، أنا فعلت، أنا حدّثت".
وذكر نتنياهو أمام الوزراء الانتخابات التمهيدية القريبة في "الليكود"، ولفت إلى أن كاتس لم يتخذ القرارات بشكل مستقل. وأضاف: "هذه الأمور تُحسم بتنسيق مع رئيس الحكومة، فهو المسؤول عنها".
من جهة أخرى، يُنظر إلى زَمير في المستوى السياسي على أنه "رئيس أركان مستقل أكثر من اللازم"، وختما بالقول: "صحيح أن نتنياهو دعم تعيينه خلفًا لهرتسي هليفي، إلا أن رئيس الأركان في الأشهر الأخيرة أعرب في نقاشات مغلقة عن مواقف تحدّت الخطوات التي أرادت الحكومة دفعها".