ترجمات
سلّط الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الضوء على الكلمة التي ألقتها المعلقة البريطانية المعروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة والداعمة لـ "إسرائيل" ميلاني فيليبس خلال مؤتمر عقد في نيويورك تحت عنوان "الغضب ضد الكراهية"، والتي قالت فيها إنه لا وجود لشيء اسمه فلسطين أو الفلسطينيين، وإن السكان الأصليين الوحيدين هم اليهود الذين هم الشعب الوحيد الذي لديه أي حق تاريخي أو قانوني أو أخلاقي بالأراضي الفلسطينية.
وفي مقالة نُشرت على موقع "Middle East Eye"، أضاف الكاتب أن ميلاني فيليبس قالت إن التفوق اليهودي هو موضوع حضاري أكبر من أن ينحصر داخل حدود الأراضي، بحيث يعبر الحدود الدينية. كما أشار إلى توصيفها للديانة المسيحية بأنها من الطوائف اليهودية "التي خرجت عن المسار بعض الشيء" وحديثها عن أن القيم الغربية الأساسية هي يهودية.
كذلك، لفت إلى توصيف ميلاني فيليبس للإسلام بأنه دين الموت، وقولها إن الغرب انضم إلى أجندة تدميره الذاتي "على أيدي الإسلام"، وذلك من خلال تبني لغة القضية الفلسطينية و"انقلابها الأخلاقي".
وتابع الكاتب أنه كما وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، أو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فإن ميلاني فيليبس تريد أن يتحول النزاع الذي يرتكز بشكل أساس على الأراضي إلى حرب دينية والدخول بالتالي في مواجهة مع ملياري مسلم، مشيرًا إلى أن فيليبس ذكرت اليهود في الشتات، وقالت "إن ولاءهم الأول يجب أن يكون لـ"إسرائيل"، حيث قالت انهم ليسوا فقط أميركيين أو بريطانيين يهودًا، بل جزء من الأمة اليهودية وهو ما يجب أن يحتل أولوية على أي شيء آخر".
كما أردف الكاتب أن اليهود في الشتات وفقًا لميلاني فيليبس متراخون بشكل مفرط و"تلموديون أكثر من اللازم"، مشيرًا إلى قولها إنه يتعين على "إسرائيل" أن لا تواصل سياسة جز العشب بل أن تقوم بحرث الأرض. وأشار إلى ما قالته فيليبس عن أن الحرب في غزة لم تكن أقل من إعادة إحياء "اليهودي التناخي".
بناء عليه، خلص الكاتب إلى أنه تبين أن حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" في غزة لم تكن حرب دفاع عن النفس على الإطلاق بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بل إعادة إحياء نبوءة توراتية منصوص عليها في كتاب "التناخ".
كذلك، اعتبر أن ميلاني فيليبس، بالتالي كشفت عن حقيقة بات من الصعب لاي أحد نفيها، وهي أن "إسرائيل" من الآن فصاعدًا ستكون في حالة حرب دائمة.
وتابع الكاتب أن هذه الرسالة التي يجب أن يسمعها فلسطينيون وسكان نيويورك، وأن الليبراليين أخذوا على مدار عقود بالخرافات "الإسرائيلية"، وخاصة ما كان يقال عن أن السلام سيسود إذا ما وجدوا "معتدلين فلسطينيين" للحوار.
ورأى أنه بات يقال لهم كلام معاكس تمامًا، حيث إن مصير "إسرائيل" التوراتي هو استعادة أراض تقع خارج "حدودها" الحالية، وذلك على أساس أن كل الأراضي ملك لهم وهبة لهم من الله.
كما قال الكاتب إن مثل هذه الرسائل أدت إلى خسارة دعم الديمقراطيين، إلا أن ما يجب أن تخشاه "إسرائيل" أكثر من أي شيء آخر هو ما يحصل داخل "الجناح المسيحي الانعزالي" في معسكر MAGA في الحزب الجمهوري، مضيفًا أن هذا الجناح يدرك جيدًا أن "إسرائيل" مسيانية في حالة حرب دائمة تعني أن الولايات المتحدة ستكون في حالة حرب دائمة، مع أعداد كبيرة من القوات الأميركية عالقة في الشرق الأوسط بشكل دائم.
وتوقع الكاتب أن تتسبب مثل هذه الخطابات التي تلقيها ميلاني فيليبس وغيرها، بهبوط شعبية "إسرائيل" لدى الجالية اليهودية في أميركا إلى أدنى المستويات.