اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العربية والحدث: المشهد "الإسرائيلي" الأكثر وضوحًا

عين على العدو

بحث عسكري
عين على العدو

بحث عسكري "اسرائيلي": إخفاق استخباراتي وسياسي مركّب أدّى لـ7 أكتوبر

105

قال الباحث العسكريّ الصهيوني والكاتب في مجلة "إسرائيل ديفينس" دان أركين إنَّ مصطلح "المفهوم" يعود ويظهر هذه الأيام، في ظل نقاش جماهيري محتدم حول شكل لجنة التحقيق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أنَّ هذه اللجنة الرسمية، عندما تقوم، ستفحص المفهوم الثاني في "تاريخ إسرائيل" الذي قاد إلى كوارث.

وأضاف "في عام 1973 رفض المستوى السياسي والعسكري – بما في ذلك شعبة الاستخبارات في الجيش "الإسرائيلي"-  احتمال أن تقوم قوات مصر وسورية بمهاجمة "اسرائيل" وشنّ حرب شاملة من "دولتين"، وفي عام 2023 رفض المستوى السياسي والعسكري احتمال أن ترسل حماس مقاتليها إلى "اسرائيل" لحرب تستمرّ سنتين ولم تنتهِ بعد"، وتابع "في كلا المفهومين، تقع المسؤولية على المستويين السياسي والعسكري، ولا يجوز الفصل بينهما لأنهما متداخلان جوهريًا. المستوى السياسي –رئيس الحكومة، وزراؤه، ومستشاروه– هم أصحاب القرار. الجيش ينفّذ الأوامر، لكنه أيضًا يزوّد المستوى السياسي بالتقديرات. وفي "إسرائيل"، رئيس شعبة الاستخبارات هو "المقدّر الوطني"".

ولفت إلى أنَّ مهمة لجنة تحقيق رسمية ستكون تفكيك هذا الارتباط بين السياسي والعسكري، وفهم وإعلام الجمهور بما حدث عشية السابع من تشرين الأول/أكتوبر، طارحًا عيّنة من مكوّنات المفهومين (المصدر: مركز أبحاث الأمن القومي INSS).

مفاهيم عشية حرب "يوم الغفران"

وزير الحرب موشيه دايان في 17 حزيران/يونيو 1973 في محاضرة بـ"تل أبيب": سلاح الجو المصري غير قادر على تنفيذ قصف عميق داخل "إسرائيل".

رئيس شعبة الإستخبارات إلي زعيرا للحكومة في 24 نيسان/أبريل 1973: تقديرنا أنّ احتمالية أن تفتح مصر النار بالفعل في مايو منخفضة.

دايان بعد لقاء بين الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون وزعيم الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجنيف: "اللقاء لم يصبّ الزيت على نار الحرب".

كان من المفترض أن إخفاقات مصر في حرب الأيام الستة، وفي اليمن، وفي حرب الاستنزاف، تردع قيادتها عن الذهاب إلى مغامرة عسكرية أخرى.

تقديرات المستوى السياسي آنذاك حول دور الولايات المتحدة تجاه "إسرائيل": كان هناك التزام أميركي بتزويد "إسرائيل" بأنظمة السلاح اللازمة للدفاع عنها، من دون ربط ذلك بمواقف "إسرائيل" السياسية.

تقدير القادة الخصوم: دايان عن السادات: "يبدو أنه قائد صغير جدًا حتى بالنسبة لمصر".

البروفيسور شمعون شمير عن السادات: "صورته كانت متدنية، وصل للرئاسة دون مكانة قوية. عند تنصيبه كان يُنظر إليه على أنه شخصية بائسة ومثيرة للسخرية. كانوا يروون عنه النكات".

تقديرات في شعبة الاستخبارات: مصر ضعيفة ولذلك غير معنيّة بمفاوضات جوهرية، ولن تخرج إلى حرب دون ضمان القدرة على مهاجمة "إسرائيل".

سلسلة تقديرات خاطئة، رغم وجود معلومات وإنذارات: خروج عائلات الخبراء الروس فجأة من مصر، بلاغات من مقاتلين في التحصينات عن استعدادات واضحة للحرب، تدريبات للعبور نحو قناة السويس وتحصينات الجيش "الإسرائيلي"، ومعلومات وصلت إلى الموساد من عملاء.

مفاهيم ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر

مزيج من تقديرات خاطئة للمستوى السياسي والعسكري مع تجاهل علامات واضحة.

استخفاف من المستوى السياسي والجيش "الإسرائيلي" بدلالات خطة "جدار أريحا" التي قُدّمت لقيادة الدولة في أيار/مايو 2022. الاستخبارات لم ترصد نوايا حماس لشنّ هجوم. لم تُقدَّر قدرات حماس بشكل صحيح، ولم تُفهم نوايا السنوار ورجاله. استخفاف بإنذارات الراصدات وضابطة الصف التي قدّمت معلومات حول استعدادات حماس.

تجاهل أسابيع اقترب خلالها عناصر حماس من السياج قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر ونفّذوا تدريبات قتالية تشير إلى جمع معلومات استخباراتية. المستوى السياسي قدّم أموالًا لحماس وافترض أنّ "تقديم تصاريح عمل، وأموال، وموانئ بحرية وجوية سيردع حماس". جوهر المفهوم: حماس مُردوعة.

يتبيّن أنه قبل أكثر من 50 عامًا، وكما قبل نحو عامين، لم يكن هناك فصل بين استخبارات النوايا واستخبارات القدرات. فبدلًا من محاولة التوغّل في عقل الخصم لتخمين نواياه، من الأفضل متابعة قدراته العسكرية عن قرب.

وتابع: "من الأكثر منطقية إعداد الجيش والحرب بناءً على معلومات حول قدرات العدو، معدّاته، معنويات قواته، وبرامج تدريبه. هذا لم يحدث عندما لم يرصد المستوى السياسي والعسكري في مصر نوايا "إسرائيل" للهجوم في 1967، ولم يرصد المستوى السياسي "الإسرائيلي" نوايا مصر وسوريا للحرب في "يوم الغفران"، ولم يرصدوا نية السادات القدوم إلى القدس، ولم يرصدوا خطة الحرب الخاصة بحماس في غلاف غزة".

وختم بالقول: "بمقارنة المفهومين، فإن الثاني –الخاص بالسابع من تشرين الأول/أكتوبر– أشدّ خطورة بأضعاف من الأول، الخاص بعام 1973. والسبب أنّ خطأً كبيرًا أو تقصيرًا أو إخفاقًا قد يُغتفَر في المرة الأولى. أما عندما تتكرر الظاهرة نفسها بعد خمسين عامًا مع تشابهات مذهلة، يصبح الإخفاق أعظم بعشرة أضعاف وغير قابل للغفران".

الكلمات المفتاحية
مشاركة