اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

خاص العهد

مهرجان
خاص العهد

مهرجان "الخيط القصير": الفن المقاوم يهزم رواية الاحتلال في 100 ثانية

46

اختُتمت مساء اليوم الجمعة 19 كانون الأول 2025 فعالياتُ مهرجان "الخيط القصير"، الذي نظمته الجمعية اللبنانية للفنون - رسالات، على مسرح المركز الثقافي لبلدية الغبيري، بحضور شخصياتٍ ثقافيةٍ وفنية، ونخبةٍ من المهتمين بالسينما المستقلة وصنّاع الأفلام الشباب.

وشهد الحفل الختامي عرض مختاراتٍ من الأفلام المشاركة، إلى جانب توزيع الجوائز على الأعمال الفائزة، في دورةٍ خاصةٍ ركّزت على الأفلام القصيرة جدًّا، ولا سيما تلك التي لا تتجاوز مدتها 100 ثانية، في تأكيدٍ على توجه المهرجان لدعم التجارب الإبداعية الشابة والابتكار في السرد البصري المكثف.

الشيخ ضاهر: مهرجان "الخيط القصير" عودةٌ ثقافيةٌ في وجه محاولات الهيمنة

في تصريحٍ له على هامش المهرجان، أكّد مسؤول الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر أن اختتام مهرجان "الخيط القصير" يشكّل محطةً ثقافيةً بالغة الأهمية، خصوصًا بعد انقطاعٍ دام قرابة عامين فرضته الظروف الأمنية والحرب التي تعرّض لها لبنان.

وفي تصريحٍ لموقع العهد الإخباري، أوضح ضاهر أن المهرجان أُطلق في الأساس بعد بداية طوفان الأقصى، وكانت معظم الأعمال المشاركة قد وصلت إلى منصة الأفلام، إلا أن تأخر إعلان النتائج وانقطاع الفعاليات جاء نتيجة الحرب "الظالمة" على لبنان.

وأشار ضاهر إلى أنه فور انتهاء الحرب، أعادت الجهات المنظمة "لملمة العمل"، حيث جرى عقد اجتماعاتٍ تنظيمية، وتشكيل لجنة التحكيم ولجنة فرز الأفلام، ليتم بعدها اختيار الأعمال الفائزة وفق المعايير المعتمدة. وقال: "اليوم نختتم مهرجان الخيط القصير بحضور المنتجين والمخرجين الشباب، ضمن فئة أفلام المئة ثانية، إلى جانب نخبةٍ من الشخصيات والمهتمين بالشأن الثقافي والفني".

وحول المشهد الثقافي العام، لفت ضاهر إلى التناقض الواضح بين محاولات فرض التطبيع الثقافي من جهة، وما تشهده الساحة اليوم من حراكٍ ثقافي وفني واعٍ من جهة أخرى، معتبرًا أن أي عملٍ فني أو إبداعي هو أداةٌ أساسيةٌ في مواجهة المشاريع الاستكبارية والهيمنة العالمية المفروضة على شعوب المنطقة.

وأوضح أن الرد على هذه المشاريع لا يكون فقط بالسياسة، بل أيضًا عبر الفن بمختلف أشكاله، سواء من خلال: الأفلام والسينما، المسرح، أدب المقاومة، المعارض الفنية، والعمل على المنصات الرقمية والإعلامية.

وشدّد الشيخ ضاهر على أن الرسالة التي يوجّهها هذا النوع من الفعاليات واضحةٌ وصريحة، مفادها أن الثقافة الواعية والإبداع المقاوم لا يمكن إلغاؤه أو تهميشه، مؤكدًا أن محاولات فرض نماذج ثقافية دخيلة أو منصات تخدم مشاريع مشبوهة لن تجد لها مكانًا في بيئةٍ حاضنةٍ للفن الأصيل.

نزهة: الإبداع يولد من تحت الرماد

بدوره، أكّد المخرج علي الهادي نزهة أن هذه الفعالية تأتي في سياقٍ ثقافي وإنساني بالغ الحساسية، مشيرًا إلى أن ما يقدمه الفن اليوم يتجاوز الترف ليصبح فعل مقاومةٍ حقيقيًّا.

وأوضح أن بعض الأفلام المشاركة حملت وجعًا صادقًا عبّر عنه أطفالٌ استطاعوا أن يلامسوا عمق المعاناة التي يعيشها المجتمع منذ أكثر من عامين، سواء في ظل العدوان المستمر أو الحروب الأخيرة، معتبرًا أن الإصرار على الاستمرار في الإنتاج الفني رغم كلّ الظروف هو بحد ذاته رسالةٌ قوية.

حمدان: "الخيط القصير".. مساحة كرامة وانتماء

من جهته، عبّر الممثل حسن حمدان عن فخره بالانتماء إلى هذا النوع من الفعاليات، إذ إن المهرجان ليس مجرد عرض أفلام، بل منصةٌ حضاريةٌ راقية تنقل رسالةً واضحةً في مواجهة محاولات التشويه والتطبيع الثقافي.

وأكد حمدان أن عودة المهرجان بعد توقفٍ دام عامين يشكّل إنجازًا بحد ذاته، مشيدًا بإصرار القائمين عليه على استكمال المسيرة، ومعتبرًا أن العمل الفني اليوم لا يقل أهميةً عن أي فعلٍ نضالي آخر، بل يسير معه في الخط نفسه.

قصير: أقل من 100 ثانية.. تحدٍّ فني ورسالة مكثفة

بدورها، رأت الدكتورة سارة قصير، عضو لجنة التحكيم في المهرجان، أن هذه الدورة شكّلت محطة تأملٍ حقيقية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مرّت بها الجمعية والمنظمون خلال السنوات الماضية.

وأشارت إلى أن التحدّي الأساسي في هذه النسخة يتمثل في القدرة على إيصال رسالةٍ واضحةٍ ومؤثرة خلال أقل من 100 ثانية، وهو ما نجحت به العديد من الأعمال، بل إن بعضها لم يتجاوز الدقيقة الواحدة وترك أثرًا كبيرًا.

وأوضحت قصير أن اللافت في الأفلام المشاركة كان حضور الأطفال، ليس فقط كمشاهدين بل كأبطالٍ حقيقيين للأعمال، ما يعكس حجم الإبداع الكامن لديهم. وختمت بالقول إن ما قدمه الأطفال والشباب في هذه الدورة هو رسالةٌ واضحةٌ بأن الوعي يبدأ مبكرًا، وأن الرهان على هذا الجيل ليس خيارًا بل ضرورة.

الكلمات المفتاحية
مشاركة