اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الصحف الإيرانية: أميركا لم تعد جديرة بالثقة حتّى لدى حلفائها

مقالات مختارة

معراب تخسر المغتربين... والسنّة «القوات» تخوض معركة زحلة وحيدة
مقالات مختارة

معراب تخسر المغتربين... والسنّة «القوات» تخوض معركة زحلة وحيدة

60

سامر الحسيني - صحيفة الأخبار 


لا تفوّت «القوات اللبنانية» فرصة في دائرة زحلة الانتخابية من دون أن ترفع عدد خصومها وتزيد منسوب التوتّر معهم، بل وحتى مع حلفائها المفترضين. إذ يشكو عدد من القوى والمرشحين في الدائرة، ولا سيما عن المقعد السني، من نهج انعزالي تعتمده «القوات» في التعاطي مع مختلف الأفرقاء السياسيين، يقوم على رفض أي شراكة سياسية أو تنسيق فعلي في المواقف، والاكتفاء بالتعامل مع الآخرين كأرقام تُضاف إلى كتلتها النيابية لا أكثر.

وأمام هذا الواقع، تتّجه دائرة زحلة إلى معركة سياسية حامية، تبدو فيها «القوات اللبنانية» في مواجهة شبه مفتوحة مع معظم القوى السياسية، بدءاً من الأقرب إليها، أي حزب الكتائب، مروراً بالتيار الوطني الحر والكتلة الشعبية، فيما يواصل النائب ميشال ضاهر تموضعه الوسطي.

وقد بدا واضحاً في الآونة الأخيرة، عبر الرسائل السياسية الصادرة عن «القوات»، أنّها تسعى إلى إحكام السيطرة السياسية التامة على دائرة زحلة الانتخابية. ولم يكن موقف النائب جورج عقيص، الذي تحدث عن «إلزامية» جلوس المرشحين على لائحة «القوات» إلى طاولة معراب السياسية، إلا تعبيراً عن هذا التوجّه. ويشمل ذلك المرشح عن المقعد السني الذي بات اليوم الأبعد عن لائحة «القوات».

وفي كل مناسبة، تحرص «القوات اللبنانية» على تقديم نفسها مرجعاً وحيداً في زحلة، رافضة بشكل حاسم أي شراكة سياسية، ولا سيما داخل البيئة المسيحية.

وتجلّى ذلك أخيراً في استبعاد رئيس اتحاد بلديات قضاء زحلة رئيس بلدية الفرزل، ملحم الغصّان، من لقاء البلديات الكاثوليكية الذي عُقد في بلدية زحلة بدعوة من النائب جورج عقيص، من دون أي اكتراث لرمزية الفرزل بوصفها كرسي مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك وعرين الوجود الكاثوليكي في لبنان.

وهو ما لقي استياءً واضحاً لدى البطريرك يوسف العبسي وراعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران إبراهيم إبراهيم، الذي بادر إلى التواصل مع رئيس بلدية الفرزل وأبدى تضامنه الكامل معه. كما أعلن رؤساء بلديات شرق زحلة تضامنهم مع الغصّان، واستنكروا في بيان «تصرفات عقيص​ التي سعت إلى تغييب بلدة الفرزل ومحاولة إقصائها»​، مؤكّدين أن بلدية الفرزل «ركيزة أساسية في تاريخ المنطقة، وأي محاولة لتهميشها أو التقليل من دورها لن تؤثر على مكانتها التاريخية أو المستقبلية. كما لا يمكن تزوير اسم مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك لوجود أحقاد دفينة عند البعض»!

وكان عقيص برّر تغييب الفرزل عن اللقاء بأنه جاء «سهواً». غير أنّ الوقائع تشير إلى أن عدم توجيه الدعوة حمل رسالة غضب «قواتية» من الغصّان الذي حال دون وصول رئيس بلدية زحلة معلّقة وتعنايل المهندس سليم غزالة، إلى رئاسة الاتحاد، ما دفع «القوات» إلى الانسحاب من المعركة بعد قراءتها لاتجاهات تصويت رؤساء البلديات المنضوين في الاتحاد، والتي خلصت إلى أن حظوظ الفوز برئاسة الاتحاد غير مضمونة.


في المقابل، ورغم السطوة التي تحاول «القوات اللبنانية» فرضها في دائرة زحلة، قد يكون الواقع الانتخابي مختلفاً عمّا تتصوّره. فإجراء الانتخابات من دون مشاركة المغتربين سيحرم «القوات» ممّا يقرب من ثلاثة آلاف صوت كانت تعوّل عليها. كذلك، يتّجه الصوت السني في البقاع إلى مزيد من الابتعاد عن «القوات اللبنانية»، ولا سيما بعدما باتت الأخيرة مقتنعة بأن أي مرشّح سنّي قد تُدرجه على لائحتها الزحلية لن يقبل بالانضواء ضمن كتلتها النيابية.

لكن، ورغم محاولات «القوات اللبنانية» إحكام قبضتها على زحلة، يبدو أنّ الواقع الانتخابي قد يأتي مغايراً تماماً لما تطمح إليه معراب. فإجراء الانتخابات من دون مشاركة المغتربين سيحرم «القوات» من نحو ثلاثة آلاف صوت كانت تعوّل عليها أساساً.

إلى ذلك، يزداد ابتعاد الصوت السني في البقاع عن أن يكون مضموناً لمصلحتها، فيما باتت «القوات اللبنانية» أكثر اقتناعاً بأن أي مرشّح سنّي قد تُدرجه على لائحتها الزحلية لن يقبل بالانضواء ضمن كتلتها النيابية. وقد ازدادت مؤشرات هذه البرودة السنية وضوحاً مع مشاركة جميع النواب السنّة في الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الخميس الماضي، رغم المحاولات المستميتة التي بذلتها معراب لتعطيل انعقادها.

في مجالسها الخاصة، تؤكد «القوات اللبنانية» أنها لا تزال الأقوى مسيحياً، وأن تكرار حصد ثلاثة حواصل في زحلة يبقى، من وجهة نظرها، ممكناً. إلا أن هذا الرهان يصطدم بأرقام انتخابية غير متوافرة حتى الآن. وحتى لو توافرت، فإنها تبقى مشروطة بتأمين كتلة وازنة من الأصوات السنية، وهي عقبة تبدو شبه مستحيلة، إذ إن الحاصل الثالث يتطلب ما لا يقل عن ستة آلاف صوت سنّي لا تبدو متاحة في المشهد الانتخابي القائم، ولا مؤشرات جدية على إمكان تأمينها.

الكلمات المفتاحية
مشاركة