دمشق ـ محمد عيد
احتجت الفعاليات الأهلية والاجتماعية في الحسكة على قيام قوات "قسد" المدعومة من الاحتلال الامريكي بوضع يدها على كلية الهندسة الزراعية بدعاوى أمنية، متهمة إياها بالسعي لضرب المؤسسات التعليمية في المحافظة تمهيداً لتجهيل الشباب ودفعهم للانخراط في صفوفها أو العمل مع المحتل.
 

المعادلة الصعبة
بدا واضحاً للمحتجين أمام قصر العدل في مدينة الحسكة أن "قسد" ومن ورائها قوات الإحتلال الأمريكي قد وضعت خطتها لمرحلة ما بعد "الاشتباكات" مع سجناء "داعش" في سجن المدرسة الصناعية جنوب المدينة.
 
الخطة بوضوح أشار إليها مفتي الحسكة الشيخ عبد الحميد الكندح في حديثه الخاص لـموقع "العهد" الإخباري حين تحدث عن تضييق "قسد" الخيارات أمام الأهالي وخصوصاً الشباب منهم من خلال وضع يدها على كل موارد الجزيرة السورية وخصوصاً المرافق التابعة للحكومة السورية بغية سن معادلة "العيش مقابل الإذعان" ورفع سوط الجوع والحرمان مؤكداً أن الوقفة الاحتجاجية أمام القصر العدلي في الحسكة تأتي رفضاً لهذه الأساليب.
 
وأضاف مفتي الحسكة في حديثه لـ"العهد" بأن العمليات العسكرية في محيط سجن الثانوية الصناعية قد تسببت بموجة نزوح كبيرة بين الأهالي وتحولت إلى "أزمة إنسانية" كبيرة لم تتعامل معها المنظمات الإنسانية كما يجب "ثمة تقصير مريب بهذا الشأن وقد يكون مقصوداً وبخلفيات مشبوهة".

عسكرة المجتمع

من جهته الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن قيام "قسد" ومن ورائها قوات الإحتلال الأمريكي بوضع يدها على كلية الهندسة الزراعية والأبنية المجاورة لسجن "غويران" بدعوى ملاحقة عناصر تنظيم "داعش" الوهابي الإرهابي ما هي إلا ذريعة تخفي تحتها " نوايا مبيتة " مهد لها الإحتلال الأمريكي عبر ميليشياته العميلة بغية "عسكرة المجتمع" وإخراجه عن السياق العلمي والتربوي والوطني وخلق جيل لا يملك الحصانة العلمية التي تمنعه من الارتهان للمحتل.
 
وفي السياق نفسه أكد الدكتور جمال العبد الله رئيس فرع جامعة الفرات في الحسكة في حديث خاص بموقع "العهد" الاخباري أن "قسد" وبمساندة طيران الاحتلال الامريكي عمدت إلى التدمير الممنهج للمؤسسات الحكومية والبنى التحتية في محيط سجن الثانوية الصناعية جنوب مدينة الحسكة، واحداث دمار كامل في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد والمعهد التقاني، كما قامت بتجريف أكبر عدد  من منازل المدنيين بحجة  ملاحقة ارهابي "داعش" أو البحث عن خلاياه النائمة الأمر الذي أدى إلى خروج خمسة آلاف طالب من هذه الكلية وتعليق متابعة تحصيلهم العلمي، من هنا جاءت الوقفة الاحتجاجية لحين رضوخ ميليشيا "قسد" ومن ورائها قوات الإحتلال الأمريكي لمطالب المحتجين.

وكشف العبدالله في حديثه لموقعنا عن الغاية الأساسية من وراء السيطرة على مبنى كلية الهندسة الزراعية والمتمثل في الرغبة بتحويله الى ثكنة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال تتوسط ما بين سجني الثانوية الصناعية وسجن الحسكة المركزي وهو ما شرعت فيه هذه القوات مباشرة بعد الإنتهاء من المعارك.

هذا هو السبب الحقيقي

علاء الطلاع رئيس الاتحاد الوطني لطلبه سورية بالحسكة أشار في مقابلة مع "العهد" إلى أن العلم سيبقى "السلاح الأمضى" في وجه قوات الإحتلال والميليشيات المتعاملة معها وهذا ما يفسر الحضور الكثيف للطلاب ومن مختلف الأعمار في هذه الوقفة الاحتجاجية   التي كرست اللحمة الوطنية في الحسكة.

الطلاع أكد أن وضع "قسد" يدها على كلية الزراعة وكليتين اخريين بالإضافة إلى المعهد الهندسي في محيط سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة يأتي استكمالاً لـ"إرهابها الفكري" السابق حين منعت تدريس المناهج الحكومية السورية لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي في المناطق التي تسيطر عليها وهو ما واجه في حينه رفضاً عارماً من الطلاب الذين تمسكوا بالمناهج الحكومية السورية التي "تعبر عن حال السوريين" وتتماهى مع حسهم الوطني.

الكلمات المفتاحية