تحقيقات ومقابلات

في شهر الإحسان والقربى؛ نظمت الهيئة النسائية لحركة أنصار الله اليمنية في أمانة العاصمة صنعاء مبادرة مجتمعية طوعية حملت اسم "كسوتي فرحتي". تقوم هذه المبادرة على الإنفاق الخيري من الحرائر والمجتمع عامةً بإشراف الهيئة النسائية لأنصار الله.
تهتم هذه الحملة بإعداد كسوة عيد الفطر لأطفال الأسر المستضعفة وذات العوز، والتي شرعت اليمانيات بتجهيزها مع مطلع شهر رجب، وتستمر حتى آخر شهر رمضان. وتمر المبادرة بمراحل عدة، بدءًا بعملية أخذ قياسات أطفال هذه الأسر وحصرها، ثم شراء الأقمشة من مبالغ الإنفاق المجتمعي، وتوزيعها على معامل الخياطة التي تقوم بخياطتها مجانًا.
تحرص القائمات على المبادرة أن تكون منتجات الكسوة محليّة الصنع، فتجهز الفساتين للصغيرات، والزي الشعبي والبزّات المتنوعة للأولاد. وقد وزعت المبادرة، خلال العام 1444 هجري، كسوة إلى 11850 طفلًا وطفلة، وإلى 12930 آخرين في العام 1445 هجري.
الأستاذة الهام المتوكل، وهي منسقة مبادرة "كسوتي فرحتي" وعضو الوحدة الاجتماعية بالهيئة النسائية لأنصار الله، تتحدث لموقع "العهد" الإخباري فتقول: " خطتنا لهذا العام أن نصل إلى تغطية 15000 طفل وطفلة، ونحن على مقربة من هذا الرقم؛ وبإذن الله نتجاوزه".
اليمانيات في رمضان .... إحسان وعطاء يكسر قيد الحصار
تأتي مبادرة "كسوتي فرحتي" في إطار نشاط مجتمعي خيري ضمن جملة من المبادرات الرمضانية التي تنظمها اليمانيات، لنيل بركات وخير هذا الشهر الفضيل، وهي وسيلة من وسائل التعاون المجتمعي لمواجهة الحصار الاقتصادي على البلد. وتنوّه المتوكل لموقع "العهد الإخباري" بأن "هذه المبادرة نموذج من نماذج التحرك المجتمعي في الجبهة الداخلية لمواجهة حرب العدو الاقتصادية وحصاره. وهذه المبادرة احتوت عددًا من الأطفال الذين وصلت أسرهم إلى وضع معيشي صعب إثر الحصار وقطع المرتبات".
كما تؤكد المتوكل أن: "هذه المبادرة لها دور كبير جدًا في زرع فرحة عيد الفطر لكل الأطفال من مختلف أطياف المجتمع اليمني، وفي تنمية الأخوة الإيمانية والاعتصام والمحبة بين أفراد المجتمع". وتضيف المتوكل: " أهم ما حققته مبادرة كسوتي فرحتي هو ربط المجتمع المستضعف بالمتوسط والغني وتحقيق التكافل المجتمعي، فتكون الفرحة بالعيد جماعية، والناس فيه سواسية".
تختم المتوكل حديثها لموقع "العهد الإخباري": "كما قال رسول الله (ص) عن اليمن "الإيمان يمان والحكمة يمانية"؛ فشعب الإيمان شعب الكرامة والعزة والإباء والصمود في وجه العدوان، بتمسكه بدينه وتماسك جبهته الداخلية، وبتكاتفه وتكافله وإحسانه، حيث يشعر كل فرد فيه بأخيه ويستشعر ظروف حياته في مأكله ومشربه وملبسه، والجميع يبادر إلى رفع الفقر والمعاناة التي يسببها حصار العدو المتكبّر".