اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي "إسرائيل" في ورطة: هذه هي الجبهة الثامنة في الحرب

تحقيقات ومقابلات

جولة أولى بلديات.. حصن الأحزاب متين رغم تراجع الإقبال
تحقيقات ومقابلات

جولة أولى بلديات.. حصن الأحزاب متين رغم تراجع الإقبال

211

كيف يمكن وصف المشهد السياسي بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان؟ هل يمكن البناء على نتائجها في محافظة جبل لبنان لرسم سيناريو تقريبي للمعركة النيابية الكبرى في 2026؟

يمكن القول، إن ما حقّقه الاستحقاق البلدي بالأمس لم يكن مفاجئًا أو قالبًا للموازين بين الأحزاب، بل كان محطة استطاعت أن تضخّ الحياة والحيوية في الساحة الداخلية في 6 أقضية، تضمّ 481 بلدة و326 بلدية.

في قراءة شاملة لنتائج اليوم الطويل في 4 أيار 2025 عبر موقع "العهد" الإخباري، يقول الباحث في الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين إن "عدد المرشّحين للمقاعد البلدية والانتخابية على صعيد جبل لبنان ارتفع هذا العام بنسبة 4.6% قياسًا مع انتخابات 2016، أي من 6700 مرشّح إلى 7300 مرشّح، لكنّ رغم هذا تراجعت نسبة الاقتراع  من 55.8% عام 2016 إلى 45% هذا العام، أي بنسبة 10.8%، فيما حافظت كسروان على موقعها، حيث بلغت 61% مقارنة بنحو 62% عام 2016، أي أن الحماوة الانتخابية في كسروان بقيت عالية".

بحسب شمس الدين، استطاعت كلّ الأحزاب السياسية الحفاظ على دورها ووجودها، ولم يستطع فريقٌ واحدٌ أن يكتسح المشهد. وقد أكد حزب الله وحركة أمل حضورهما القوي في البلدات الشيعية، وعلى سبيل المثال، بلدية برج البراجنة فازت بالتزكية، وبلدية حارة حريك نجحت بما يُشبه التزكية عبر تحالف الثنائي مع التيار الوطني الحر، أمّا بلدية الغبيري، فشهدت معركة شكلية، بينما فازت بلديتا القماطية والمعيصرة بلوائح مدعومة من الحزب وأمل.

وإذ يرى أن التحالف بين الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان كان فعّالًا ومُنتجًا في العديد من المناطق الرئيسية وأبرزها الشويفات، يوضح أن القوات اللبنانية لم تكتسح الشارع المسيحي على الرغم من حضورها، وذلك بسبب وجود حيثية العائلات والتيار الوطني الحر والكتائب وآل المر في منطقة المتن.

ويُضيف "في مدينة جبيل مثلًا، فازت اللائحة المدعومة من النائب القواتي زياد حواط، غير أن اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر وبعض القوى الحليفة رغم خسارتها أثبتت حضورها"، ويتابع "لائحة القوات عام 2016 فازت بشبه تزكية في جبيل، بينما هذه المرة خاضت معركة شرسة لم تكن سهلة لتؤكد فوزها، وكذلك الحال في جونية، حيث التحالف الخماسي الكبير، (القوات اللبنانية/الكتائب/ فريد هيكل الخازن/ نعمت أفرام وغيرهم) ربح البلدية حاصدًا 63% من الأصوات، بمواجهة لائحة التيار الوطني الحر وجوان حبيش 37%".

ويردف "في بلدية الجديدة - البوشرية السد، حيث فازت القوات عام 2016 بالتزكية، اضطرت هذه المرة لخوض معركة ربحتها بالتحالف مع الكتائب وأوغست باخوس، مقابل آل المر والتيار الوطني".

بالانتقال إلى الحدث في قضاء بعبدا، أكد التيار الوطني الحر، وفق شمس الدين، حضوره عبر الاحتفاظ بالبلدية من خلال دعم المرشح جورج عون، في حين جدّد حزب الطاشناق حضوره في برج حمود من خلال الفوز بالتزكية هذا العام كما عام 2016.

على مستوى بلديات المتن الشمالي، يُشير شمس الدين إلى أن آل المر أكدوا حضورهم مع محافظتهم على رئاسة اتحاد البلديات بعد معركة أساسية خاضوها بوجه حزب الكتائب، غير أن المفارقة الأساسية برزت في دير القمر في قضاء الشوف، حيث خسر ابن البلدة النائب القواتي جورج عدوان والحزب التقدمي الاشتراكي والوزير ناجي البستاني أمام اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر والوطنيين الأحرار.

تحالفات البلديات لا تنسحب على النيابة

بناءً على ما تقدّم، يرى شمس الدين أنه لا يمكن البناء على أيّ مؤشر في نتائج انتخابات بلديات جبل لبنان لتوقّع مشهد الانتخابات النيابية، فالتحالفات في الانتخابات البلدية ليست مُشابهة لتلك التي تُنسج في الانتخابات النيابية، والنظام الانتخابي البلدي يقوم على المعيار الأكثري، وليس النسبي كما هو الحال في النظام الانتخابي النيابي.

وبعلم الأرقام، يشرح شمس الدين: "على سبيل المثال، هناك 120 ألف ناخب اقترعوا في كسروان - جبيل . أحد الأحزاب حصل على البلديات الـ94، على اعتبار أن في كلّ بلدة حصد أكثرية الأصوات، ومجموعها 97 ألف صوت، وفي المقابل، الحزب الآخر لم يفز في أيّ بلدية، لكنه حصل على 54 ألف صوت. هذه النتيجة في الانتخابات النيابية ومع النظام النسبي، تمكّن الحزبيْن من الفوز بـ 4 مقاعد وهذا ما يختلف عن واقع النظام الأكثري البلدي.

انخفاض نسبة الإقبال

شمس الدين يُحيل التراجع في نسبة الإقبال على المشاركة في انتخابات الأمس قياسًا مع نتائج الـ2016، الى أكثر من عامل:
* فوز 73 بلدية بالتزكية.
* غياب الأموال والماكينات الضخمة التي تُدفع في البلديات.  
* الوضع الاقتصادي الحالي وهو أسوأ ممّا كان عليه الوضع عام 2016.

ويخلص في الختام، بعد كلّ ما تقدّم، إلى أن "هذا التراجع لا يمكن توقّعه بالنسبة إلى الإقبال في الانتخابات النيابية، فالظروف ستختلف تمامًا".

الكلمات المفتاحية
مشاركة