عين على العدو

أشارت المحللة السياسية في موقع "والا الإسرائيلي" طل شاليف إلى إصابة الجميع بالدهشة يوم الثلاثاء الماضي (24 حزيران 2025)، عندما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "إسرائيل" إلى "التهدئة" واحترام اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، في نوبة غضب علنية غير مسبوقة، لم يُسجّل مثلها في تاريخ أي رئيس أميركي".
ووفق المحلّلة، فإنّ مفاجأة الثلاثاء لم تكن أقل من مفاجأة صباح الخميس (26 حزيران)، عندما استيقظت "إسرائيل" على منشور ترامب المثير، الذي دعا فيه إلى إلغاء محاكمة بنيامين نتنياهو فورًا، واصفة التغريدة بالتدخل غير المسبوق في الإجراءات القضائية".
وأضافت شاليف "كما هي عادة ترامب، لم يجفّ الحبر بعد عن التقارير المدوّية حول المكالمة الهاتفية الدراماتيكية التي طالب فيها نتنياهو بإعادة طائرات سلاح الجو التي كانت في طريقها إلى طهران – حتى انفجرت عاصفة جديدة؛ التحليلات والتفسيرات حول علامات التوتر في العلاقات تراجعت على الفور لصالح تعهّد حازم بأن "الولايات المتحدة ستنقذ بيبي"، في استعراض دعم لا لبس فيه".
وتابعت شاليف "لم تمضِِ سوى 48 ساعة منذ بدأت "اسرائيل" بالتنفس خارج الملاجئ من رعب الوجود، وبينما لا تزال 7عائلات تدفن أبناءها الذين سقطوا في حرب غزة، حيث ينتظر 20 "مُحتجزًا" (أسيرًا) على قيد الحياة صفقة تُنقذهم، تحركت ماكينة الليكود والائتلاف التابعة لنتنياهو لنشر "بشارة" ترامب كأهم مهمة قومية يجب إنجازها الآن"، وأردفت "وكأننا في بازار تركي، طُرحت من كل صوب مبادرات ممكنة لوقف محاكمة نتنياهو: من ضغوط على (رئيس الكيان) إسحاق هرتسوغ لصياغة مسار عفو خاص، مرورًا بمبادرات تشريعية جديدة من مقاعد الليكود لسن قانون فرنسي يمنحه حصانة بأثر رجعي، وصولًا إلى عودة رئيس المحكمة العليا الأسبق، أهارون باراك الذي، وفقًا لتقرير للصحفي عميت سيغال مساء أمس، فشل مؤخرًا في محاولة استطلاع/وساطة سرية لصفقة ادعاء. وكما في كل الجولات السابقة، يرفض نتنياهو سماع أي صفقة تُلزمه بالاعتزال من الحياة السياسية، والنيابة العامة لن تكتفي بأقل من وصمة عار".
وبحسب شاليف، يحاول نتنياهو تحت غطاء منشور ترامب إعادة إشعال معركته لوقف محاكمته، إنهاك المنظومة داخل قاعة المحكمة وخارجها، وفي الرأي العام، حتى يحصل على صفقة أو عفو بشروط سخية.
وختمت "في الأسبوعيْن القادميْن، بحسب ما يُخطط في مكتب نتنياهو، ستُقلع طائرة جناح صهيون باتجاه البيت الأبيض، لجلسة تصوير مشتركة واحتفال بـ"النصر". وربما، إذا حكمنا بناءً على التفاؤل في الإدارة الأمريكية، سيتم الإعلان عن اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، مصحوبًا بالصفقة الكبرى للتطبيع مع السعودية، وتوسيع اتفاقات "أبراهام".. كما فرض ترامب على "إسرائيل" وقف إطلاق النار مع إيران – ستكون غزة هي التالية – ونتنياهو لن يستطيع أن يقول له لا".